الأحد، 4 أكتوبر 2015

الكتابة للطفل



مشكلتنا في الوطن العربي أن أغلب من يطلق عليهم كُتاب أطفال يقومون بإعادة إنتاج، فهم فقط يقومون بعمل صياغة جديدة لحكايات قديمة، ولا يوجد إبداع حقيقي، فمن يرغب في الكتابة للأطفال بشكل حقيقي عليه أن يتأكد أن لديه موهبة وقدرة على الكتابة للأطفال.

على الراغب في الكتابة للأطفال أن يدرس، لأن الكتابة للأطفال في غاية الصعوبة، وعلى كاتب الأطفال أن تكون لديه قدرات لغوية كبيرة حتى يستطيع أن يبسط دون أن يخل بالرقي اللغوي، فالطفل لديه كلمات قليلة يتفهمها، لذا فعلى الكاتب أن يوصل ليس فقط المعلومة، بل المشاعر والأحاسيس والأدب الذي يريد أن ينقله للطفل من خلال قصة ما، وأنا أركز بشكل كبير على أن الكتابة للأطفال لا بد أن تكون بأسلوب جميل حتى تنمي ثروتهم اللغوية، وعلى كاتب قصص الأطفال الناجح أن يخاطب العقل والقلب في الوقت نفسه، والكتابة للأطفال تحتاج إلى تضحيات وتتطلب معاناةً كبيرة.


الأديب الراحل عبدالتواب يوسف 

الخميس، 17 سبتمبر 2015

تحدي القراءة العربي




أطلق محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في دبي مبادرة بعنوان "تحدى القراءة العربي"، لتشجيع طلاب المدارس على القراءة عبر التزام أكثر من مليون طالب بقراءة 50 مليون كتاب خلال عامهم الدراسي. ويهدف المشروع "تحدى القراءة العربي" إلى تشجيع القراءة بشكل مستدام، ومنتظم عبر نظام متكامل من المتابعة للطلاب طيلة العام الأكاديمي بالإضافة لمجموعة كبيرة من الحوافز المالية والتشجيعية للمدارس والطلاب والأُسر والمشرفين المشاركين من كافة أنحاء العالم العربي، وتصل القيمة الإجمالية للحوافز إلى ثلاثة ملايين دولار، في حين يشمل التحدي أيضاً تصفيات على مستوى الأقطار العربية وتكريم لأفضل المدارس والمشرفين وصولاً لإبراز جيل جديد متفوق في مجال الاطلاع والقراءة وشغف المعرفة. وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بهذه المناسبة "العالم العربي اليوم يمر بأزمة قراءة ومعرفة، والأرقام التي نسمعها في هذا المجال صادمة. نحن من أقل المناطق في العالم من حيث القراءة ونتائج ذلك التأخر المعرفي نراه كل يوم في التأخر الحضاري والفكري لمنطقتنا، وهذا التحدي اليوم هو خطوة أولى نتمنى أن يكون لها تأثيرها على المدى البعيد في إصلاح هذا الخلل". وأضاف سموه "القراءة هي مفتاح المعرفة والمعرفة هي مفتاح النهضة الحضارية، وتعزيز الانفتاح المعرفي والثقافي يبدأ من الطفولة، وغرس حب القراءة في نفوس الصغار هو غرس لأسس التقدم والتفوق لبلداننا". وأضاف، تحدى الخمسين مليون كتاب هو خطوة أولى ستتبعها خطوات والهدف صنع جيل جديد وأمل جديد وواقع أفضل للجميع بإذن الله، ونحن اليوم نضع هذا التحدي أمام الميدان التعليمي العربي وأمام الآباء والأمهات العرب وأمام الأطفال والشباب العرب وكلنا ثقة وإيمان بقدرتهم على تحقيق الهدف". وقد قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بزيارة مدرسة البحث العلمي بدبي والتي ستكون المقر الرئيس للتحدي، حيث قرأ سموه على مجموعة من الطلاب أولى الصفحات في تحدى الخمسين مليون كتاب لتنطلق المبادرة الأكبر عربياً لتشجيع القراءة في كافة مدارس الوطن العربي. وتشير بعض التقارير والدراسات إلى وجود خلل كبير في معدلات القراءة في العالم العربي، حيث يبلغ معدل قراءة الطفل العربي ست دقائق في العام مقارنة بـ 12 ألف دقيقة في الغرب، وذلك حسب تقرير التنمية الثقافية الذي تصدره مؤسسة الفكر العربي. كما يبلغ معدل القراءة للفرد العربي ربع صفحة سنوياً مقارنة مع 11 كتاباً في أمريكا وسبعة كتب في بريطانيا حسب دراسة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر. وسينطلق تحدى القراءة العربي بالتعاون مع مجموعة قنوات "إم بي سي" كشريك رئيسي لإنجاح المبادرة، والتي ستبدأ مراحلها التنفيذية عبر التنسيق مع كافة المدارس المشاركة في الوطن العربي في شهر سبتمبر ليبدأ الطلاب في تحدى قراءة خمسين مليون كتاب مع بداية شهر أكتوبر القادم وحتى شهر مارس من العام 2016 عبر الانتقال في خمس مراحل تضم كل مرحلة قراءة وتلخيص عشر كتب للأطفال لتبدأ بعدها مراحل التصفيات على مستوى المدارس والمناطق التعليمية ثم مستوى الأقطار العربية وصولاً للتصفيات النهائية والتي ستعقد في دبى نهاية شهر مايو من العام 2016. ويضم تحدى القراءة العربي نظاماً متكاملاً للحوافز والمكافآت المالية والتشجيعية حيث سيتم منح 150 ألف دولار مكافأة للطالب الفائز بتحدي القراءة العربي يُخصص 100 ألف منها كمنحة لدراسته الجامعية والباقي لأسرته مكافأة لهم على توفير الجو التحفيزي المناسب له. كما تم تخصيص جائزة بقيمة مليون دولار لأكثر المدارس مشاركة على مستوى الوطن العربي. ويضم تحدى القراءة العربي مكافآت للمشرفين المتميزين على مستوى الوطن العربي بقيمة إجمالية تبلغ 300 ألف دولار، وحوافز تشجيعية للمدارس المشاركة ومكافآت مختلفة للطلاب تتجاوز قيمتها المليون دولار.

الاثنين، 14 سبتمبر 2015

ذكريات فاطمة جينجا




في إطار رسالة مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية بجامعة نزوى بالاحتفاء بالأعمال العلمية والثقافية المتميزة سينظم المركز حفل تدشين لكتاب “ذكريات من الماضي الجميل” للدكتورة آسية البوعلي الصادر عن مطابع النهضة بمسقط في مايو 2015م. صدر الكتاب في نسختين منفصلتين بالعربية والانجليزية. سيرعى هذا التدشين معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام الموقر بفندق الجراند حياة بشاطيء القرم، مساء يوم الثلاثاء الموافق 15 سبتمبر الجاري، في تمام الساعة الثامنة مساء. جزء من ريع هذا الكتاب سيذهب إلى الجمعية العمانية للسرطان. يشارك في هذا التدشين د. وحيد الخروصي بكلمة عن الجمعية العمانية للسرطان وجهودها الكبيرة في إنارة الوعي بهذا المرض العضال وكذلك الخدمات المقدمة من الجمعية في اكتشاف المرض وعلاجه ومساندة المرضى به والناجين منه. كما ستقدم الدكتورة عزيزة الطائي ورقة بعنوان: “التّشكيل السير-غيري الذاكرتي في كتاب “ذكريات من الماضي الجميل”، للدكتورة آسيّة البوعلي. وملخص الورقة: “تعدّ الذاكرة مصدرا مهما من مصادر التّمويل السيرذاتي والسيرغيري على السّواء، بالرغم من إشكاليتها المعروفة في ترتيب العلاقة بين المادة المتذكرة، وزمن التّذكر؛ إذ إنّ زمن التّذكر وتوقيته ومقصديته له علاقة وثيقة باستهداف المادة المتذكرة، وهذه المادة المتذكرة هي الأخرى لا تمنح نفسها بسهولة، ولا تضع واقعتها بين يدي فعل التذّكر كما هي أصلا. فثمة الكثير الذي يتغيّر ويتبدّل ويتقنّع بفعل أسباب كثيرة في جعل المادة المتذكّرة خاضعة لإعادة إنتاج نوعية، تكون على ورق الاسترجاع الذّاكرتي ليس كما هو في الأصل قطعاً. يحتفي الكتاب ذو التشكيل السيرغيري بالذّاكرة بوصفها لعبة تعبير إنشائي تعيد إنتاج الزمان والمكان حوارياً في ضوء الحادثة المتذكرة، إذ يجري التّعريف بزمكانية الحادثة؛ ويحيل السؤال المحدد وجوابه المحدد، على هذا النّحو الذي يفتحا فيه عن طريق الحوار مناطق الحياة وأحداثها للتّرجمة الغيرية، تعبيراً عن أقصى حالات المصداقية والواقعية من وضع الأشياء في مواضعها الطبيعية في فضاء لا قيمة فيه للتقاليد والمواضعات والقوانين والقواعد والأعراف، ففي ظل فضاء كل شيء فيه مقلوب لا بأس أن يعطي المكان وظيفة الزمان، والزمان وظيفة المكان”. وثمة ورقة ثالثة يقدمها الدكتور محمد المحروقي عنوانها “فاطمة جينجا زنجبارية استثنائية”. وملخص هذه الورقة: “فاطمة جينجا امرأة استثنائية في زمن صعب. واجهت مآس على المستوى الشخصي والجماعي دفعتها لاتخاذ قرارات صعبة لاستمرار حياتها ومن تعول حينما صارت حياتهم على المحك بعد أحداث تمرد زنجبار الشهير، 12 يناير 1964م. بدّلت أربعة رجال في خمس زيجات، وأنجبت منهم عشرة من الأطفال بنينا وبناتا. تقلّبت حياتها بين الغنى والفقر، وبين الرخاء والشدة وواجهت كل صعب بصبر وحنكة وأناة. أحبت كل زوج من أزواجها بكل إخلاص – كما تقول-، لكنها عشقت زنجبار وتركت معظم أزواجها لأجل زنجبار. حياتها هي قصة زنجبار ابتداء من الثلاثينات حتى الآن. هويتها العميقة هي السواحلية بامتياز وبفخر من قبلها. ولها ذلك. التقت بها الأكاديمية العمانية آسية البوعلي في زنجبار وأجرت معها ثمانية حوارات شرسة وصريحة وتمثّل وجهات نظر محتلفة لمن عاش في قلب العاصفة ومن احتمى منها أو راقبها عن بعد. أعدّت البوعلي لهذه اللقاءات كل قوة ومعلومات، واستخدمتها بذكاء وشجاعة لتحصل على إجابات دقيقة ما أمكن ومعلومات جديدة عن هذه الشخصية الاستثنائية ومواطن قوتها وضعفها. هذه اللقاءات هي سيرة غيرية بامتياز ستقرأ في مقابل السيرة الذاتية القادمة التي تكتبها فاطمة جينجا عن نفسها أو عن زنجبار، لا فرق تقريبا بينهما. تظهر فاطمة جينجا شخصية قوية صارعت أمواج التغيير أو التمرّد الذي وصفته بأنه غوغائي فضوي بالزواج من قائد جيش الانقلاب يوسف حميد مفتاح زوجا ثالثا لنجاة من تعول ولنجاتها كما تقول. تسعى المداخلة التي سأقدمها لبيان المؤثرات الأسرية والخارجية التي صاغت شخصية فاطمة جينجا، ورؤيتها العملية لمفهوم الهوية بين الانتماء العماني كما يراه الكثيرون خصوصا في عمان والانتماء الزنجباري المحض كما تمثله أفعال جينجا وأقوالها”. ستقدّم الفعالية باللغتين العربية والانجليزية. وسيضطلع بالترجمة بين اللغتين الدكتور سليمان بن سالم الحسيني الباحث المتفرغ بمركز الفراهيدي بجامعة نزوى. 

الأحد، 5 يوليو 2015

إصدار جديد لمشروع تكوين



صدر عن الدار العربية للعلوم في بيروت الكتاب الثاني لمشروع تكوين للكتابة الإبداعية، وهو كتاب "الزن في فنّ الكتابة" للروائي الأمريكي راي برادبيري، وهو الكتاب الثاني الذي يصدر عن المشروع بعد كتاب "لماذا نكتب" للمحررة ميريديث ماران. ترجم هذا الكتاب بجهودٍ تطوّعية محضة لمجموعة من المترجمين في فريق تكوين للترجمة؛ بثينة العيسى، علي سيف الرواحي، أحمد العلي، هيفاء القحطاني، وليد الصبحي، نداء الغانم، سارة أوزترك، ريوف خالد العتيبي، أسماء المطيري، جهاد الشبيني، هيفاء الجبري. وهو من مراجعة الشاعر والمترجم اليمني محمّد الضّبع.

لماذا راي برادبيري؟
ربّما لأنّه من القلّة التي تنظرُ إلى الكتابة بصفتها "لذة ومتعة" عوضًا عن كونها معاناة. لأنَّ تأمّلات برادبيري في الكتابة تحتوي طاقة تحفيزية هائلة، لأنّه يحرضنا على تحويل الكتابة إلى لعبة، إلى مدينة ملاهي عملاقة يدلفُ إليها الكاتبُ قفزًا، حيثُ الطفل في داخلك هو الكاتب في داخلك، وينبغي عليك أن تتمسَّك به. يعتبر كتاب "الزِّن في فنٍّ الكتابة" إضافة نوعية إلى المكتبة العربية، وفكرة جديدة نقترحها على الكاتب العربي، لكي يتخفّف من بعض الكليشيهات المرافقة لهويته الكتابية (البؤس والمعاناة)، وليضفي على رحلته الكتابية الكثير من الانتعاش.

من مقدّمة الكتاب:
 أنت تسأل، ما الذي تعلّمنا إياه الكتابة؟ أولًا وقبل أي شيء، إنها تذكرنا بأننا أحياء، وأن الحياة هدية، وامتياز، وليست حقًا. يجب علينا أن نستحق الحياة بمجرد أن نحصل عليها. الحياة تطلب أن نردَّ لها الجميل لأنها منحتنا الحركة. وحيث أن الفن الذي نصنعه لا يستطيع، كما نتمنى، أن ينقذنا من الحروب، والحرمان، والحسد، والجشع، والشيخوخة، والموت. إلا أنه يستطيع أن يبعثنا في خضم ذلك كله. ثانيًا، الكتابة منجاة؛ أيُّ فن، أيُّ عمل جيّد، هو بالتأكيد منجاة. عدم الكتابة، بالنسبة لكثيرين منا، يعني الموت. يجب علينا أن نتسلّح كل يوم، مع أننا نعرف، على الأرجح، بأن هذه الحرب لا يمكن الانتصار فيها تمامًا. ولكن علينا أن نحارب، حتى لو كان ذلك لجولةٍ صغيرة. إنّ أقلّ جهد تبذله للفوز يعني، في نهاية اليوم، شكلًا من أشكال الانتصار.

وفي فصلٍ آخر يقول برادبيري:

إذا كنت تكتب بلا لذة، بلا متعة، بلا حُب، بلا لهو، فأنت نصفُ كاتبٍ فقط. هذا يعني أنك مشغولٌ جدًا بإبقاء عينك على السوق، أو أنك تنصت بأذن واحدة لما تقوله النخب الطليعية. هذا يعني أنك لا تكون نفسك. أنتَ حتى لا تعرف نفسك.
أول ما ينبغي للكاتب أن يكونه، هو أن يكون متشوقًا. يجب أن يكون شيئًا مصنوعًا من النشاط والحمى. دون حيوية كهذه، سيكون من الأفضل له أن يخرج لقطف المشمش وحفر الخنادق؛ يعلم الله أنّ هذا سيكون أفضل لصحّته.
متى كانت آخر مرة كتبت فيها قصة قصيرة، حيث حبك الحقيقي وكراهيتك الحقيقية خرجتا بطريقةٍ ما إلى الورق؟ متى كانت آخر مرة تجرأت فيها على إطلاق تحيّزاتك العزيزة حيث تضرب الصفحة مثل سهمٍ من برق؟ ما هي أفضل وأسوأ الأشياء في حياتك، ومتى ستتجرأ للهمس بها، أو الصراخ؟ 
وقد تنازل فريق الترجمة والمراجعة، بالإضافة إلى الناشر ومشروع تكوين للكتابة الإبداعية، عن حقوقهم من مبيعات هذا الكتاب لصالح تعليم الأطفال المعسرين، أسوة بكتاب تكوين الأول؛ لماذا نكتب، الذي ساهم في دفع الرسوم الدراسية لـ 37 طالب معسِر خلال العام الماضي. حصولك على نسخة من هذا الكتاب يعني حصولك على جرعتك السنوية من الإلهام الكتابي، بالإضافة إلى مساهمتك في إنقاذ مستقبل طفلٍ آخر في هذا العالم.




الاثنين، 22 يونيو 2015

وفاة الروائي الأمريكي جيمس سولتر




باريس – «أ.ف.ب»: توفي الكاتب جيمس سولتر أحد كبار الأسماء في الأدب الامريكي المعاصر ومؤلف ست روايات فقط خلال ستين عاما، الجمعة عن 90 عاما، على ما أفادت أمس الأول دار النشر الفرنسية المسؤولة عن توزيع أعماله، وأوضح اوليفييه كوهين صاحب دار لوليفييه للنشر أن الكاتب المقيم في منطقة بريدجامبتون بولاية نيويورك الأمريكية، فارق الحياة خلال أدائه تمارين بدنية، مؤكدا بذلك معلومات تداولتها وسائل أعلام امريكية.
وقد نشرت دار لوليفييه للنشر أخيرا الترجمة الفرنسية للرواية الأولى لجيمس سولتر الصادرة سنة 1956 في الولايات المتحدة بعنوان «ذي هانترز». وفي هذا الكتاب الذي يشبه إلى حد كبير السيرة الذاتية، يروي سولتر الطيار السابق في سلاح الجو الأمريكي، يوميات الطيارين الحربيين خلال الحرب الكورية.
ولد سولتر واسمه الأصلي جيمس هوروفيتز في العاشر من يونيو 1925 في نيويورك. وقد خضع لتدريب عسكري في أكاديمية ويست بوينت المرموقة، قبل ان ينضم إلى سلاح الجو الأمريكي بعد الحرب العالمية الثانية، وبعد نقله للخدمة في فرنسا، بدأ بالكتابة خلال مسيرته العسكرية قبل التفرغ الكامل بعد إنهائه خدمته في الجيش اثر نشر روايته الأولى التي تم اقتباسها في عمل سينمائي أخرجه ديك باول سنة 1958 بعنوان «ذي هانترز».
وقد ذاع صيت جيمس سولتر في الخارج خصوصا بفضل روايته الثالثة الصادرة سنة 1967 بعنوان «ايه سبورت اند ايه باستايم» التي تدور قصتها في فرنسا. سولتر حاصل على تكريم من الأكاديمية الامريكية للفنون والأدب عن مجمل أعماله، وقد نالت روايته الأخيرة «أول ذات ايز» الصادرة سنة 2014 تقديرا عالميا إذ حاز عنها في سبتمبر الماضي جائزة «الكتاب الأجنبي المفضل لدى أصحاب المكتبات» الفرنسيين
.


الأحد، 21 يونيو 2015

غالية دموعهم




كان من المقرر أن تستعد المدونة لإصدار الكتاب الرابع وهو في مجال أدب الطفل وقد حصلنا على مبلغ جيد من مبيعات الإصدارات السابقة: " سرنمات، أخفي الأنوثة، المصطلم" بالإضافة إلى أشياء أخرى قمنا ببيعها مثل حصالات التوفير واللآلئ الصينية وغير ذلك، إلا أنني قررت تأخير هذا المشروع وإعطاء الأولوية لقضية أخرى قد لا تكون لها أي علاقة بأهداف مدونة ساعي البريد ولكنها قضية إنسانية  فقبل بدء شهر رمضان المبارك التقيت بأب هندي مسلم أعرفه منذ تسع سنوات، وهو يعمل في السلطنة منذ 30 عاماً، هذا الأب لديه خمسة أولاد أكبرهم يستعد لدخول إحدى الجامعات وأصغرهم يستعد لدخول المدرسة وللأسف الشديد فراتبه لا يسمح له لدفع التكاليف الخاصة بتعليم أبنائه ويعاني الأبناء الصغار من بعض المشاكل الصحية وقد فتح لي هذا الأب قلبه وهو لا يريد حرمانهم من التعليم وغالية هي دموع جميع الآباء الذين ارهقتهم الحياة من أجل لقمة العيش وذرفوا الكثير من الدموع لأجل احتياجات الأبناء لذا قررت المدونة تخصيص هذا المبلغ لأجل هذه العائلة وتأجيل مشروع إصدار الكتاب الرابع وشكرا لكل من قام بشراء كتاب أو أي منتج آخر لدعم إصدارتنا وكل عام والجميع بخير.



الأربعاء، 17 يونيو 2015

جامعة السلطان قابوس تنظم حلقة عمل حول القراءة واستخدام المكتبات



نظمت مكتبة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة السلطان قابوس بالتعاون مع مكتبة وقف الحمراء الاهلية بولاية الحمراء حلقة عمل حول القراءة واستخدام المكتبات إذ شارك فيها 24 طالبا من أبناء الولاية من الفئات العمرية الصغرى في المجتمع وتساهم القراءة في تحفيز خيالهم وتنشط عملية التواصل بين الطفل ومحيطه.
بدأت الحلقة بمحاضرة حول أهمية القراءة والتأليف وتعريف الطلاب بأنواع المكتبات ومكونات الكتاب وكيفية اختيار الكتاب المناسب والتعامل مع أمين المكتبة، وتطرق المحاضر إلى الإبداع وبراءة الاختراع وإلى احترام حقوق النسخ والتأليف، وبعد المحاضرة كان هناك تطبيق وتدريب عملي على استخدام المكتبة وطريقة التعامل مع الكتب والمجلات والصحف.
بعد ذلك بدأ المشاركون نشاط صناعة الكتاب إذ يصنع الطلبة  كتابا بدءا من تجميع الأوراق وتقسيمها ثم خياطتها وانتهاء بتغليف الكتاب. ويهدف النشاط إلى محاكاة آلات المطبعة، ويترجم النشاط فكرة تحول الأفكار العظيمة إلى كتاب يقرأ.
الفقرة الاخيرة خصصت لعرض فيلم كرتوني مدته ثمان دقائق بعنوان " مزيدا من الكتب " يبث هذا الفيلم رسالة تربوية مقتطفة حول أهمية المكتبات المدرسية والفيلم تتبعه مجموعة أسئلة يتم مناقشتها جماعيا بين الطلبة مع أمين المكتبة.
وفي ختام حلقة العمل ألقى راعي حفل الختام الأستاذ ناصر بن محمد بن عبدالله العبري عضو مجلس إدارة مكتبة وقف الحمراء كلمة شكر, عبر فيها عن امتنانه للمنظمين، ووزعت للطلبة شهادات المشاركة مع مجموعة هدايا خاصة تشجع على القراءة، كما أهدت مكتبة وقف الحمراء لمكتبة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية مجموعة من العناوين.

الجدير بالذكر أن هذه المبادرة تأتي ضمن برنامج المكتبة للمجتمع وهو برنامج تطوعي موجهة لطلبة المدارس ومؤسسات رعاية الطفولة والمراكز الصيفية، تنظمه مكتبة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية برعاية الشركة العمانية لإدارة المطارات.

الخميس، 4 يونيو 2015

بلاد العجائب





"إن بلاد العجائب هذه لا توجد هنا وإنما توجد هناك. إنها تنتظرنا هناك مثلما كانت تنتظر أليس".
مصطفى قمية/ من سفر إلى سفر
 

الأربعاء، 3 يونيو 2015

مثقف كامل الدسم




صدر حديثًا عن مؤسسة بيت الغشام للنشر والترجمة الإصدار الجديد للكاتب ماهر الزدجالي بعنوان «مثقف كامل الدسم»، تضمن «مقالات ليست ساخرة» كما وصفها الكاتب، جاءت في 40 عنوانًا متنوعًا بعناوين لافتة، مثل: الفيل الذي يطير، وكيف تكون حمارًا ناجحًا، أسلحة الغناء الشامل، والسياسة وكيلو الباذنجان، وغيرها.
اعتمد الكاتب لغةً وأسلوبًا بسيطين في مقالاته التي تصدرت مقدمة معنونة بـ«ليست مقدمة» وصف فيها عدم ميله في كتابة المقدمات الطللية ولكن الواجب حتم عليه كتابة مقدمة لمجموعة مقالاته في هذا الكتاب. كتب فيها: لا أعلم ماذا أكتب في المقدمة فبعضهم يعدها مدخلاً ومفتاحا يستطيع القارئ من خلالها أن يتنبأ بما في الكتاب، وبعضهم يعدها جزءًا لا يتجزأ من أي كتاب، وأنا بدوري أضيف لكل ذلك وأقول: إن المقدمة مساحة يجب علينا أن نحسن استعمال الألفاظ فيها، يعني باختصار كأنك ذاهب لخطبة عروس (مع مراعاة الاختلاف في الأهداف)، ومن مبدأ (اللي أوله نور آخره نور).
يذكر أن ماهر الزدجالي له العديد من المقالات والقصص القصيرة، وبعض المشاركات الدرامية التلفزيونية، ويعمل صحفيًا بجامعة السلطان قابوس
.


الثلاثاء، 31 مارس 2015

التحدي الأشد



"إن كل قصة تحمل معها تقنيتها الخاصة، والمهم بالنسبة للكاتب اكتشاف تلك التقنية. فعلى الدوام القصة موجودة، لكنها غير متاحة لشحيحي الخيال، إنها هناك تحت القشور والمظاهر الخادعة للواقع. لكن عثورك على خيط قصتك لا يعني أنك فزت بكل شيء، لأن صياغتها كحكاية جيدة هو التحدي الأشد صعوبة في الأدب عامة، مما يعني أنك بمواجهة ما هو جوهري في فن الإبداع القصصي أو السينمائي، إنها التقنية التي تجعل من القصة قصة وليس أي شيء آخر"


جابرييل جارسيا ماركيز

الأحد، 1 مارس 2015

ملف مدن الكتب: مدينة الأحلام




قام ريتشارد يوث في عام 1961 بافتتاح مكتبة للكتب المستعملة، مستغلا تراجع سوق الكتب في تلك المدة وإغلاق المكتبات بشراء الكتب وجلبها في حاويات إلى مدينته "هاي أون وياي" في بريطانيا، لتُعرف فيما بعد بمدينة الكتب. مثل هذه المشاريع تشعرنا بفرح غامر ونحن نقرأ عنها، ولكن حين يرتد البصر إلى واقعنا في البلدان العربية وندرة وجود المكتبات العامة التي تسقي عطش المعرفة؛ فإن ذلك كاف كي يحيل الفرح إلى غصة ضمن سلسلة الخيبات المعلقة على رقابنا. حين نفكر في مشروع إقامة مدن للكتب علينا أن نفكر أولا في أن مدن الكتب لن تنشأ في عالم خال من المكتبات أصلا، أي في مجتمع لا يقرأ، والسؤال الأجدى: ليس من سيبادر في إنشاء مدينة الكتب؟، ولكن من سيشارك في فاعلية هذه المدن إذا كان المجتمع لا يمتلك ثقافة القراءة؛ لأنه ببساطة ليست لديه مكتبة ولم تنشأ لديه ثقافة القراءة؟
إن توفر المكتبات العامة وانتشارها ليس مرتبطا بوصول المعلومة فقط في ظل ثورة المعلومات، وإنما يكمن أولا في زرع بذرة القراءة ورعايتها حتى تغدو وارفة كسنديانة في كل عقل. وهو الدور الذي ركنته وزارة التربية والتعليم جانبا، والبكاء يطول في محراب أخطائها.
ولو قمنا بمسح لعدد المكتبات العامة الموجود في السلطنة فإن النتيجة ستكون مخيبة، إذ لا تتجاوز المكتبة العامة التي أنشأتها شركة نفط عمان تحت إدارة ديوان البلاط السلطاني، ومكتبة النادي الثقافي وهي مكتبة نوعية إلى حد ما، ومكتبة الجامع الأكبر التي يمكن حصر مجموعاتها في حقلين أو أكثر، وعدد ضئيل لا يتجاوز أصابع يد واحدة من المكتبات الأهلية. هذه ما يمكن أن نطلق عليها مكتبات مفتوحة للمجتمع، أما مكتبات الجامعات والكليات والمعاهد الحكومية والخاصة فتلك تخدم شريحة الدارسين في أغلب الأحيان.
إن "مدن الكتب" جملة مغرقة في الرومانسية بالنسبة لواقع الحال لدينا، وهي مناسبة جدا للحالمين بهذه المكتبات، بأن يغمضوا أعينهم ويسبحوا في حلم مدينة للكتب، وعالم مليء بالورق والمعرفة، وبشر يتجادلون في أهمية كتاب أو موضوع ما، وشاعر يتحلق حوله عدد من قرائه، ومثقف يبيع كتبه المستعملة ليستبدل بثمنها كتبا أخرى. لأنهم بأي حال من الأحوال لن يبصروا هذه اللحظة، وربما يبصرها جيل لاحق، فالمعطيات الحالية لا تبشر بمكتبة في مدينة، فما بالك بمدينة للكتب. لذا فمن نافل القول طرق موضوع كهذا، إلا إذا كان صاحب الموضوع/الفكرة حالما أكثر مما ينبغي، أو أنه يتمنى الجمل، كي يتحقق له أكل لحم الأرنب. أما عن تأسيس هذه المدن فإنني سأستبدلها بتأسيس المكتبات العامة، ونشر القراءة، وهنا أتساءل عن دور المؤسسات المعنية بشؤون الثقافة قبل مطالبة الأسر الأهلية بإنشاء هذه المكتبات، كأن تنشئ وزارة التراث والثقافة مكتبات تابعة لفروعها الموجودة في المحافظات، أو تبادر جمعية الكتاب بوضع اللبنة الأساسية لمكتبات صغيرة تتبع فروع الجمعية، تقوم فيما بعد المبادرات الشخصية والمؤسسات الخاصة برفد هذه المكتبات بالكتب أو المال اللازم لشرائها. وهذه أمثلة على إمكانية تأسيس مكتبات يأمها مريدو المعرفة. ولكن العذر دائما أن ذلك ليس من الاختصاص، وهنا أتساءل: أين وصل مشروع المكتبة الوطنية؟ أم أنها ستتحقق في خطة 2050.
وبرأيي إن وجود المكتبات الافتراضية لا يلغي المكتبات الواقعية، ولا يسقط دور الكتاب الورقي في نشر المعرفة، فعلى سبيل المثال كل منا يمتلك جهازا يستطيع بداخله أن يتضمن مقتنيات مكتبة واقعية بشكل رقمي، لكن الواقع يشير إلى غير ذلك، فبالرغم من الثورة التكنولوجية في مجال نشر المعرفة، لا تزال أممنا لا تقرأ. فالمكتبة الواقعية مجال حقيقي يتيح لك تلمس الصفحات ويعلمك الوصول إلى المعرفة عن طريق البحث المضني عنها. وهي ساحة تفاعلية لتبادل الكتب وتداول الأفكار بين مرتاديها، والاستفادة من أنشطتها المختلفة، هذا بالإضافة إلى دورها التنويري من خلال أنشطتها الثقافية والاجتماعية.
أما المكتبات الخاصة التي تضطلع في بيع الكتب، فهي تكاد تكون غير موجودة، باستثناء المكتبات الشرائية التي يبيع بعضها عددا بسيطا من الكتب، كتلك التي يحتاجها الطلاب، أو الكتب الدينية، ونتفا قليلة من المعارف العامة.
وبما أن رقي الدول يمكن قياسه بمدى تعلم أبنائه، ووجود مكتبات تمدهم بالوقود المعرفي، ليسهموا بالمشاركة في دفع التنمية فإن على القائمين على شأن الثقافة التركيز على إنشاء هذه المكتبات والسعي لتوزيعها على رقعة الوطن، وإن كان بشكل مصغر في بادئ الأمر، إلا أنها ستجد من ينميها ويرعاها. وعلى الإعلام أيضا أن يكون مدماكا يدق غفلة القائمين على الثقافة كي يَرْشُدُوا إلى حاجة البشر للغذاء المعرفي، كما أن مؤشرات تدني القراءة في بلدنا هي نتاج غض الطرف عن دور المكتبات.



علي الفارسي
كاتب عماني

الخميس، 26 فبراير 2015

ملف مدن الكتب: ثقافةُ مدن الكتب!




إذا نظرنا إلى الظواهر الاجتماعية الحياتية فإننا نجد أن لها وجهين، وجه ظاهري واضح ووجه باطني غير واضح للعيان. الوجه الظاهري هو ما نراه عبر الصور الخارجية المعبرة التي تبرز هوية المجتمع أو الأفراد. أما الوجه الباطني غير الواضح فهو الذي يعطي لتلك الظاهرة صبغة ما أو صورة واضحة المعالم. وهذه الرؤية الاجتماعية تنطبق على معظم التفاصيل الحياتية التي يحركها الوجه الباطني إذ تكمن المعتقدات واتجاهات الأفراد والمجتمعات والأمم وثقافتهم.
نلاحظ في زياراتنا إلى أية مدن أو دول، أن هناك سمات معينة يتصف بها أفراد تلك المدن أو الدول سواء كانت تلك السمات إيجابية أم سلبية. هذه السمات نلمسها عبر تعاملاتهم أو عاداتهم وتقاليدهم أو عن طريق ما يلبسونه أو يتفاخرون به ويمارسونه. لهذا فإن المدن في الدول المتقدمة حينما تقام، فإنها تقام وفق رؤى إنسانية لذلك المجتمع أو لتلك الجماعة. وهذه الرؤى لا تكون وليدة نزوة عابرة أو مشروع آني وإنما هي حصيلة ثقافية تراكمية لتلك المجموعة البشرية. والمدن في تلك الدول تراعي الثقافة الاجتماعية عند تخطيطها وبنائها عكس الدول التي لا تعير للإنسان أية أهمية فهي لا تعطي لثقافة المجتمع أية قيمة ولا تعير لها أي اعتبار، ومن ثم تغلب على تلك المدن الفوضى والعشوائية. ومن هنا نلاحظ أن تغيير اتجاهات أو ثقافات المجتمعات والأفراد ليس بالأمر السهل والهين ما لم تكن هناك خطة وطنية واضحة المعالم والرؤى تتضافر مختلف الجهود من أجل بلورتها وبأسلوب وشكل دقيق ومدروس.
"مدن الكتب" فكرة انطلقت من مخيلة إنسان عاش ضمن مجموعة بشرية آمنت بأهمية الكتاب والكلمة. وهذا الإيمان بأهمية الكتاب والكلمة تبلور في سلوكه فانطلق في بناء مدينته وتخطيطها بأسلوب يعكس ثقافتها الاجتماعية القائمة على تقديس الكتاب. لكن هل من الممكن لمثل هذه الأفكار أن تجد لها مشجعا وداعما في مجتمعات لا تتبنى ثقافة مشابهة؟ هل يمكننا أن نفهم أو نثمن الفكر والكلمة في ظل غياب الإيمان بقيمته الحضارية؟ هل يمكن أن يتضافر أفراد المجتمع صغيرهم وكبيرهم على المشاركة في فعاليات اجتماعية قرائية؟
حينما كنت أدرس في الولايات المتحدة قررنا في السكن الجامعي الذي كنا نعيش فيه أن نقوم بفعالية قرائية. فعلقت الحبال بين المساكن وكلما انتهى أحد افراد المجمع من قراءة كتاب عُلقت أوراق على الحبل تمثل عدد صفحات الكتاب. وقد كان الهدف هو قراءة عدد محدد من صفحات الكتب في مدة زمنية، إلا أننا تخطينا العدد المقرر من الصفحات لأن الأبناء والآباء والأمهات وكبار السن من الزائرين لأبنائهم عاشوا جميعا تجربة القراءة الجماعية. فهل فعالية قرائية مثل تلك ستنجح في مجتمعاتنا؟ هل المجتمع بأكلمه سيكون مستعدا للمشاركة؟ هل سيجد الأطفال آباءهم وأمهاتهم يشاركونهم تلك الفعالية؟ هل سيكون الكتاب متوفرا لدى الجميع؟ إن عدم نجاح فعالية قرائية كتلك (على سبيل المثال) لا يشير الى أن هناك خللا في الأفراد، بل في النظام التعليمي الاجتماعي الذي لم يغرس أهمية الكتاب كركن أساسي من حياة أفراد المجتمع. فالكتاب في حياتنا لم يكن ينظر إليه إلا لحفظ مادة دراسية من أجل اجتياز امتحان مدرسي، ولم نعرف أن للكتب أوجها أخرى كصديق أو رفيق. إن ثقافة الأمة هي التي تصنع مدناً حية للكتب أو للقيم وما تلك المظاهر سوى الصورة البارزة لتلك الثقافة. فمن أجل أن نبني مدينة كتبٍ حية تتألق فلابد أن نحيي ثقافة ونغير اتجاهات ومن أجل ذلك لابد أن نعيد النظر!


د/فاطمة بنت أنور اللواتية

كاتبة عمانية

الثلاثاء، 10 فبراير 2015

والسؤال




والسؤال: لماذا تبدأ حملات الهجوم الشرسة ما أن يُغلبُ أحد المنابر الثقافية كفة الكتابة العربية على كفة ما هو محلي، وهذا المحلي مستمر في التنائي والتقلص وعندما يأتي معرض الكتاب السنوي، نتفاجأ بالكم الهائل من الكتب الحديثة العُمانية، وأصحابها يختبئون طوال العام في الظل!



هدى الجهوري من مقال تعمين "الشللية" والمنشور في جريدة عمان

الأحد، 8 فبراير 2015

مدينة الكتب









نخطط لمدننا بعناية حتى لا تفتقد لشيء من الأشياء التي نحتاجها والتي تعكس درجة التطور في الحياة التي وصلنا إليها، لكننا نمضي في تخطيطنا وننسى المكتبات العامة التي يحتاجها هؤلاء السكان فهم ليسوا مخلوقات استهلاكية فقط، يحتاجون للغذاء الجسدي فقط لكنهم يحتاجون للغذاء الفكري الذي ينهض بهممهم ويزيد من وعيهم، ويحرك الإبداع بداخلهم ألا يمكن في ظل التخصصية التي نخطط بها مدننا أن نخصص مدينة للكتب؟ قد يقول قائل هل نبني مدينة للكتاب عندما أصبح لدينا المكتبة الالكترونية يحملها الإنسان معه أينما ذهب؟ ولكن هل يفقد الكتاب قيمته في ظل التطور التكنولوجي ما الذي يحرك عمل دور النشر الكبيرة في العالم مثل "أمازون"؟ أليس الجديد من الكتب التي تنشر في مختلف أنحاء العالم؟ نحن أولى بتأسيس مدينة للكتب التي ربما يعتقد البعض أن من المحال أن توجد في هذا العالم الذي أصبح فيه الإنسان منجذباً للسوق والترفيه أكثر من انجذابه للمكتبة والكتاب، ولكن هذه المدينة موجودة بالفعل وتسمى مدينة "هاي أون واي". تقع هذه المدينة على ضفاف نهر واي في بوويز بويلز في بريطانيا، وبدأت قصتها مع الكتب في عام 1961 عندما افتتح ريتشارد يوث أول مكتبة للكتب المستعملة في حيه، إذ استثمر هذا الرجل تراجع سوق الكتب في الولايات المتحدة خلال تلك المدة حيث أغلقت مجموعة من المكتبات، فعمل على شراء الكتب وشحنها في حاويات إلى المدينة، مما زاد من انتشار الكتب في مختلف أنحاء المدينة، وجعلها تكتسب شهرة عالمية حتى حظيت بلقب "مدينة الكتب" في السبعينيات، مما زاد من دورها السياحي في المملكة المتحدة فهي تستقبل اليوم حوالي نصف مليون سائح سنوياً يبحثون عن أفضل الأسعار عبر أكثر من 40 مكتبة، كما أنهم يقصدون مهرجان "هاي للآداب والفنون" الذي يجلب 80 ألف كاتب وناشر وداعم للآداب من جميع أنحاء العالم كل عام، هذا المهرجان يعقد في نهاية شهر مايو من كل عام، واستقطب خلال تاريخه أشهر المفكرين مثل سلمان رشدي وديفيد سايمون، وشهد في عام 2001 حضور رئيس الولايات المتحدة الأسبق بيل كلينتون، وبالتالي يبرز منه التخصصية في النهوض بالمدن من خلال تميزها بمهرجان مختلف تماما عن المهرجانات التي تعقد في دول العالم الأخرى. ومن أشهر وأغرب مكتبات المدينة مكتبة أطلق عليها اسم "مكتبة الثقة" وهي عبارة عن رفوف منتشرة في أرجاء المدينة لا يحرسها أحد ويقوم المشتري باختيار الكتب التي يريدها ووضع المال في صندوق البريد، أنها مكتبة تؤكد على السمو الأخلاقي الذين يفترض أن يصاحب السمو الفكري، هل يمكن أن نحاكي هذه المدينة بمدنية أخرى في عمان، البلد الذي لا أحد يستطيع أن يحصي عدد مؤلفات علمائه الفكرية؟ الإجابة على هذا السؤال ليست صعبة نحتاج فقط الإرادة لعمل شيء مميز يحقق أهداف ثقافية واقتصادية في الوقت نفسه.


د سيف بن ناصر المعمري
كلية التربية
جامعة السلطان قابوس

الأربعاء، 14 يناير 2015

القراءة والحياة





عندما تقرأ كتابا كبيرا، فأنت لا تهرب من الحياة، بل تتورط فيها عميقاً. قد يكون هناك هروب سطحي- إلى دول اخرى، عادات، انماط حديث- لكن ما تقوم به أنك توسع فهمك للنواحي الرقيقة في الحياة، لتناقضاتها، لمتعها، لآلامها وحقائقها. القراءة والحياة ليستا منفصلتين لكن متكاملتان.

جوليان بارنز، كاتب روائي من بريطانيا

الاثنين، 5 يناير 2015

أسنان الوقت، وأمشاط الأيّام



 
                                      عبدالرزّاق الربيعي



لا أعرف لماذا اعتدنا النهوض في الصباحات الأولى من كلّ عام ، منشرحين، مقبلين على الحياة بحماس أكبر، لكن هذا الشعور يتراجع شيئا، فشيئا، ويصل إلى النصف تقريبا، بعد أيّام ثم يتلاشى النصف الثاني من هذا الشعور تماما بعد أسابيع ، ونختم عليه بالشمع الأحمر بعد انتهاء الشهرالأول، أو الثاني، أوالثالث بالكثير، وبذلك يتلاشى تماما شعورنا الجميل الذي غمرنا في الصباح الأوّل، وهو يشبه شعورالتلميذ الذي يلتحق بسنة دراسيّة جديدة، بعد شهور العطلة الصيفيّة ، رغم أنّ بين عشية يوم 31 ديسمبر وصباح اليوم الأول من يناير مجرّد ساعات ، لكنّ الاختلاف في الشعور الذي يشبه وضع نقطة آخر السطر، ثم البدء بسطر جديد، هذا السطرهو اليوم الأول من العام الجديد ، ففيه ننهض متخفّفين من مشاعرنا السلبيّة ، ناظرين إلى المستقبل بعيون مفتوحة، مترعة بالأمل. والسؤال الذي يطرح في هذا السياق: كم سنكسب، وسننجز من أعمال لوحافظنا على هذا الشعور، طوال أيّام العام؟ بالتأكيد الكثير، و هو ليس بالأمر الصعب، ففي مقدور كلّ واحد منّا أن يفعل ذلك، وهذا لا يكون إلا إذا جعلنا كلّ يوم هو اليوم الأوّل من السنة، ونستقبل صباحه، كما استقبلنا صباح اليوم الأوّل من السنة، وعلينا مقاومة الوقوع في دوّامة التكرار ،فهذا هو الذي يفقدنا الإحساس بقيمة الزمن، بل يجعله يمرّ ثقيل الخطى، وكأنّ الدقائق ،والأيّام ،والأسابيع ،والشهور ، ليست مستقطعة من أعمارنا ! فالحياة ليست سوى تلك الثواني ،والدقائق، والأيّام ،والأسابيع ،والشهور،والسنين، والساعة التي نفرّط بها من أعمارنا دون عمل هي خسارة ، وحركة الزمن مستمرّة في كلّ الأحوال ، وهراقليطس يقول:« إنك لا تنزل في النهر الواحد الجاري مرّتين، فهناك مياه تسير به باستمرار» فاستنبط من مقولته الدارسون قانون «التبدل والتغيّر» ، فكلّ شيء حولنا رهن لحركة مستمرّة ، وإذا لم نستثمر الوقت بعمل نافع نكون قد وقعنا في فخ التكرار ، والملل، والسأم، وفي الأثر «من تساوى يوماه، فهو مغبون ومن كان يومه شرا من أمسه، فهو ملعون ، ومن لم يكن على الزيادة، فهو في النقصان »
ويوصي خبراء التنمية البشريّة كلّ فرد بوضع خطّة سنويّة ، تغطّي كلّ جوانب الحياة بانتظام : الماديّة ، والروحيّة ،والعائليّة ، والاجتماعيّة ، والوظيفيّة ،والترفيهيّة ، مؤكّدين على ضرورة كتابة الأهداف المأمولة في هذه الجوانب، على أن يتمّ شطب كلّ هدف يتمّ تحقيقه لاحقا، ويفضّلون الاستعانة بصور لتعزيز هذه الرؤية، نظرا لأهمّيّة الصور في برمجة العقل الباطن ، وتعزيز الجوانب الايجابية، وتغذيّتها ، وبالتالي تنعكس هذه البرمجة على الحياة، ولتسهيل كلّ هذا ، يوصون بكتابة تلك الخطة ،والأهداف على « بوستر» يجمعها مع وضع تاريخ تقريبي لتنفيذها ، كما يؤكّد الخبراء على وضع أهداف لكلّ أسبوع، وشهر ، فالتخطيط من الأمور التنظيميّة التي يغفل الكثيرون عنها ،فإذا وضع كلّ واحد منّا مثل هذه الخطّة ،في العمل، والحياة العامّة، سنتجاوز الكثير من الأمور التي تشتّت الذهن، وكلما تشتّت تركيزنا لظرف ما ، نستطيع استعادته بالرجوع إلى «بوستر الأهداف »،وهناك برامج خاصّة تستخدمها الشركات، والأشخاص الناجحون، يبدأ العمل بها ، من المراحل التعليميّة الأولى ، في المدارس، وللأسف هذه البرامج نفتقدها نحن العرب ، ولا تلتفت لها مناهجنا التعليميّة في مدارسنا ، فمن الطبيعي أن الكثير من تفاصيل حياتنا ، تخضع للعشوائيّة ، والارتجال ، وما دمنا في بداية سنة جديدة ، من الضروري ، رسم خطط تشغيليّة نجوّد من خلالها عملنا ، ونرتقي بحياتنا إلى الأفضل ،وإلّا سنظلّ ندور في فلك التخبّط ، ودوّامة التكرار، ورتابة الأيّام التي تشبه أسنان المشط !!
 
المصدر جريدة عمان