الجمعة، 30 سبتمبر 2011

مازن حبيب يُوثِّق حِكايات العُمانيين سينمائياً


يعتزم الكاتب والسينمائي العُماني مازن حبيب بدء مشروع سينمائي جديد، بمجهود ذاتي، يُوثق من خلاله قصصاً وحكاياتٍ مُؤثرة عاشها المجتمع العماني في حياته اليومية .. ويعتمد المشروع على تصوير أفلام سينمائية وثائقية قصيرة يسرد فيها حكايات البسطاء "بالكلام قبل الصَّمت، والكتابة قبل الكلام، والسِّينما بعد كل شيء"، على حد تعبيره.

وسيكون هذا المشروع العمل السينمائي الجديد لمازن حبيب الذي سبق أن قدم من قبل فيلمين قصيرين هما "ادراك" (2008)   و"العودة" (2006 ) بالإضافة إلى فيلمه التجريبي الأول "ألوان"(2003) الذي لم يعرض في أي مناسبة سينمائية من قبل ..  وفيلم  "العودة"، المستوحى من تجربة الفنان التشكيلي البارز سليم سخي، هو الأبرز من ضمن أفلام مازن حبيب الثلاثة والذي فاز بجائزة عربية في مهرجان السينما بالأردن، وعرض أيضاً في مهرجان بغداد السينمائي بالإضافة إلى مسقط والخليج، ودُعي فيلم "العودة" للترشح للمشاركة في المسابقة الرسمية ضمن الأفلام الروائية القصيرة في مهرجان سندانس للأفلام المستقلة الذي يقام سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية، إثر فوزه بجائزة الفيلم الأول لمخرجه في عمّان، وقد يكون أول فيلم عُماني روائي قصير قُدِّمت له مثل تلك الدعوة حينها  ..

ويجمع هذا المشروع الجديد بين اهتمامي مازن الرئيسين : السينما والقصة القصيرة التي أصدر فيها حتى الآن مجموعته "الذاكرة ممتلئة تقريباً" (مسقط، 2006)، والسرد عموماً في يومياته الأخيرة "خارج مناطق الألم .. مراعاة لفارق الجرح) (كتاب إلكتروني، 2010)، اضافة الى فراغه من مجموعة قصصية جديدة يُنتظر أن تصدر خلال معرض الكتاب القادم عنوانها "البطاقة الشخصية للعُمانيين" ..

 ولأن مشروعاً سينمائيا كهذا يتطلب تضافر القصص والحكايات المختلفة وخروج القاص والسينمائي من دائرته الضيقة الى دائرة أوسع فقد دعا مازن حبيب المهتمين بتوثيق مثل هذه الحكايات والقصص الانسانية الى ارسالها على بريده  الإلكتروني mazinhabib@hotmail.com )، ليعمل لاحقا على الاشتغال عليها سينمائيا من خلال سيناريو فيلم وثائقي قصير لا تزيد مدته عن ثلاثين دقيقة كحد أقصى للقصة الواحدة. وقال مازن إنه "فيما لو اجتمعت سلسلة من القصص التي يمكن إنتاجها وإخراجها، فمن الضروري أن يتم إنتاجها على شكل متسلسلة سينمائية، لكن الوقت مُبكر جداً للحكم على هذا الأمر. الآن تعتريني لهفة قراءة القصص، وهذا كل ما أفكر فيه في اللحظة الراهنة"، حسب تعبيره.

  وعن طبيعة القصص والحكايا التي يتوقع أن يتم اختيارها، فقد بين مازن أن العُمق الإنساني هو الفيصل في قرار إنجاز أي مشروع من هذه القصص ، وأضاف أن " ثمة ما يجذبنا إنسانيًا نحو أنفسنا وذواتنا كلما استمعنا إلى قصة صارخة بالأمل، والتشبث بها دون تعلق بماديتها وكيفيتها بالضرورة. كلما كانت القصة ضاجَّة بالإنسانية ومخترقة للنفوس بعمق المعنى الذي يصنعها إرتباطنا بها، كلما وجدنا واعتقدنا بأنها قصتنا الخاصة بنا.. قصة الحياة بأكلمها أيضاً. إن قصتي هي بالضرورة قصَّتك، وقصَّتك لابد أن تكون في عمقها هي قصتي أيضاً"، مشيراً  في نطاق أكثر شمولاً من الذات الإنسانية الى أن "البلاد قد مرت بتحديات كثيرة ، وفي العهد الحديث قد اجتازت كثيرا من هذه التحديات منذ 2007 على سبيل المثال"، في إشارة إلى الأنواء المناخية الإستثنائية متمثلة في إعصار "جونو". واستطرد قائلاً: "...وقد صمدت الأرواح في وجه هذه التحديات كما صمدت الأجساد أحياناً، وكما لم تستطع الصمود في أحيان أخرى، لكن الروح المغروسة في الأرض، والممتدة إلى السماء هي التي بقيت تقارع المحن بقلب صامد، وفي ذلك، في رأيي، إمتداد ليس بخفي للدعاء المحمدي الشهير لأهل عُمان، والإطراء النبوي للمؤمن العُماني الأول مازن بن غضوبة، والذي قد تُمثل طريقة إسلامه إحدى أرقى درجات الإيمان الغيبية، فطوبي لنا نحن أهل عُمان".

  وختم قائلاً: "المحن تمنح الإنسان فرصاً للتفكير في مختلف الإتجاهات، وإتخاذ قرارات هامة من شأنها أن تعمل على الإرتقاء والتسامي الروحي، ففي النعم إبتلاءات وإختبارات أيضاً، كما نعلم أن في المحن كذلك، لكن أكثرنا يعجز عن التفكير بهذه الكيفية ورؤيتها بوضوح أثناء وقوعها، ومن ثم بعد مسافة نفسية وزمنية يستطيع أن يستبشر الخير فيما وقع له، من أمر يبدو له شراً ظاهرياً، وهو في الواقع مُحمَّل بنعائم الخير. كل هذا يمكن أن يوثق إنسانياً وكتابياً وشفوياً وهاهنا نقترح أن نوثقه سينمائياً في عُمان".

ويُنتظر أن يرى هذا المشروع السينمائي النور بعد منتصف عام 2012 م.