الثلاثاء، 18 سبتمبر 2012




متابعة لدور المتكأ الثقافي في تحفيز وتحريض المواهب الشابة للعمل الخلاّق يعلن المتكأ عن مسابقة "القصة القصيرة جداً" 2012
نظرا لنمو هذا الجنس الأدبي الملفت في عالم السرد والذي بدأ يأخذ موقعه في هذا العصر الموسوم بالسرعة، جاءت مفردات كثيرة من قبيل الإدهاش، الومضة ، الاختزال والتكثيف منذ أن نشأ هذا الشكل الأدبي بمسمياته العديدة ففي اليابان تدعى ( قصص بحجم راحة اليد ) وفي الصين ( قصص أوقات التدخين ) وفي أوربا اللاتينية سميت ( قصص ما بعد الحداثة ) وفي أمريكا ( قصص الومضات ) وهناك تسميات عديدة مثل ( قصة الأربع دقائق ) و ( العشرون دقيقة ) و ( القصص السريعة ) و ( القصص الصغيرة جدا ) و ( المجهرية ) و ( قصص برقية) و(الصعقة ) و ( شرارات ) و ( بورتريهات ) و ( مشاهد قصصية ) و ( القصة القصيرة الشاعرية ) و ( قصص قصيرة جدا )
إذن هي محاولتنا الدائمة لمواكبة الأدب في شتى صوره الإبداعية وفتح أفق أرحب للتمكن من كل شكل وجنس وفن قادر على ضخ الجميل في عالمنا العربي.
شروط المشاركة:
_الاشتراك مفتوح للأدباء من أعضاء المتكأ وغير الأعضاء وكذلك الأمر متاح لمن يوّد المشاركة من خارج البحرين.
_لا يتجاوز سن المتسابق 35 عاماً فى أول يناير2012
_ أن يكون النص المتقدم للمسابقة في حدود مائة كلمة ويحق لكل متسابق أن يقدم أكثر من عمل قصصي - بحد أقصى ثلاث قصص.
_ألا يكون العمل المقدم قد نشر بأي وسيلة من وسائل النشر
_أن تكون القصة باللغة العربية الفصحى، وأن يكون ملتزما بشروط القصة القصيرة جداً من حيث الوحدة والتكثيف والإيجاز.
_ موضوع المسابقة مفتوح في كافة مجالات وأشكال ومضامين القصة عملا بحرية الكاتب في اختيار ما يراه من مواضيع مناسبة لقصته.
_ سيمنح الفائزون أوسمة وجوائز يعلن عنها في وقتها.
_ تخضع النصوص المشاركة للجنة تحكيم من ذوي الاختصاص.
_ترسل المشاركات بملف ورد عبر البريد التالي:
Mutak2@hotmail.com
مع ذكر بيانات المتسابق لـ (الاسم الثلاثي و رقم الهاتف و تاريخ الميلاد والبلد)
_ آخر موعد لاستلام النصوص 30 أكتوبر 2012
_ يحق للمتكأ التصرف بالنصوص الواردة ضمن المسابقة بالطريقة التي يرتئيها سواء بالنشر أو الطباعة.
حظ موفق للجميع
للاستفسار يرجى زيارة الموقع:
http://www.mutak2.com/vb

الأربعاء، 12 سبتمبر 2012

من يكشفه


 
كل منا لابد وأنه قد مر بمواقف غريبة استوقفته كأن يذكر أحداً ما لم يره منذ زمن ثم لا يمضي وقت طويل حتى يلتقيه. أو أن يرى حلما من المستقبل القريب ويتحقق بالفعل، أو أن يصحوا على مزاج أو موقف مزعج فتتوالى الازعاجات طول اليوم. هذه المواقف كما يصفها كتاب السر بأنها ليست صدف لا ارتباط بينها.
كتاب السر لروندا بايرن كتاب جميل يعتمد على اقتباس لأقوال مجموعة من المشاهير في مجال علم النفس والبرمجة اللغوية العصبية ثم تعمد على تحليل ما يقولونه بأيسر السبل يحوي الكتاب في نسخته الاصلية على الكثير من المبادئ المنافية للعقيدة الاسلامية ومنا ما يطابقه تماما ولكن تمكنت مكتبه جرير باحترافيه من تعديله بالطريقة المناسبة للحد من تلك الخرافات حتى الحد الادنى.
تستهل روندا كتابها بكشف السر للجميع الا وهو قانون الفيزياء الاعظم قانون نيوتن للجاذبية. تصف روندا الوضع عن طريق القول بأن كل المواد في الكون تملك مجالا مغناطيسيا يحيط بها ويجذب الاشياء لها، هذا ما تعلمناه في المدارس ولا جديد فيه، لكن ما تضيفه روندا لهذا المبدأ هو القول أن أفكارنا عباره عن مغناطيس قوي يجذب المواقف والاقدار اليومية فانت عندما تستيقظ وتتعثر في السرير أو تشعر بالخمول ولا تطيق  الذهاب للعمل أو للمدرسة فانت تطلق موجه سلبية تجذب المواقف السلبية لك طول اليوم فتزداد الامور سوءا فالقانون يقول الشبيه يجذب شبيهه فلو بدأت يومك بابتسامة وشعور جميل وبهجة وسرور فسرعان ما يتغير يومك لذلك الشعور وتصبح جرما ينشر الطاقة الايجابية في كل الاتجاهات فانت من تقرر إذا ما كنت تريد يوما جيدا أو سيئا بمشاعرك نفسها.
في الفصل الثاني تحاول الكاتبة تبسيط السر فهي تعتبر القانون حيادي جدا كما انه لا يتوقف عن العمل -سواء علمت به أو لم تعلم - كل يوم، كل ساعه، كل ثانية، كل لحظة فهو لا يتوقف عن العمل أبدا. لدا يتوجب عليك الاستفادة منه بالحد الاقصى فلا شيء يدخل في حياتك أو يصبح جزءا من تجربتك دون أن تطلبه بأفكارك كما إنها تضيف بالقول أن مشاعرك هي انعكاس لأفكارك فلا يمكنك أن تشعر بشعور جيد وأنت تملك ما لا يعد ولا يحصى من الافكار السلبية ولا يمكن أن تكون أفكارك طيبة وانت تشعر بالحقد والكره والحسد. حين تشعر بمشاعر سلبية كل ما عليك فعله هو تعديل مزاجك بالأشياء التي تحبها كالصلاة او الذكريات الجميلة او التحدث مع من تحبهم وحتى أن تأكل طعاما تحبه.
في الفصل الثالث والرابع تحاول روندا بايرن وصف طريقه استخدام السر وافضل طرق لاستخدامه. الخطوات بسيطة وهي: اطلب واشعر وتلقى. عليك أن تطلب من الله ما تريده عليك أن تكون واضحا في ما تريد، لا تشعر بأي ذرة شك في حصولك عليه ثم اشعر بهذا الشي الذي طلبته كما لو كان لديك الآن لقد حصلت عليه بالفعل إنه الآن بين يديك، اشعر بالعادة التي ستشعر بها لو كان لديك بالفعل  حينها سترسل اشارات تجذب لك ما تريده بالفعل سرعان ما ستحصل عليه. إذا كنت تشعر بمشاعر سلبية فانك ستجذب تلك المشاعر نحوك " يقول هنري فورد: سواء شعرت بأنك تستطيع أو لا تستطيع ففي كلا الحالتين أنت محق" هذه المقولة تلخص ما أرادت روندا قوله. النصف الاخير من الكتاب تصف روندا فيه طرق عمل قانون الجذب للحصول على ما يبتغيه المرء من المال، والعلاقات الاجتماعية، والسعادة، أو حتى ما تريده أنت.
يمكنني القول بأن سر المال الذي اكتشفته روندا مؤخرا ذكره الرسول الاكرم صلى الله عليه وسلم حينما قال:" ما نقص مال من صدقة" فقد ذكرت روندا أن من افضل وأسهل طرق الحصول على المال هي أن ترضى بما تملك لا تفكر بالنقص في المال لديك بل فكر بالزيادة اقنع نفسك بان لديك ما يكفي من المال لحاجتك وأهم جزء في هذه الطريقة أن تنفق مالك في وجوه الخير تصدق لتكسب ضعف ما انفقت من مالك على الخير وعلى المحتاجين.
لروندا في فصل العلاقات نقطة شدتني كثيرا :" لكي تجعل الاخرين يحبونك عليك أن تحب نفسك عليك  أولا وأن تعترف بها" ليس ذلك الحب الأناني للذات ليس الخيلاء وليس التكبر بل انظر إلى نقاطك الجيدة وعززها خيرا  لك من أن تركز على عيوبك وتجعلها تؤرقك وتفسد علاقاتك الانسانية.
تواصل روندا حديثها فتصل بعدها إلى الصحة وتذكر فيه سر نجاح الأدوية الارضائيه التي لا تحمل قيمة دوائية فتقول أن العامل النفسي والقناعة بالشفاء هيه السبب كما توضح في هذا الفصل أهميه الضحك والابتسام وكيف يمكنهما جذب الصحة والسعادة للشخص ومن حوله، أيضا تضيف روندا أن التفكير السلبي والتمارض تجذب المرض فعلا.
في الفصول الأخيرة تركز روندا على أهمية المشاعر والأفكار الداخلية وتصفها على انها اساس كل شيء من مشكلات وحروب وتعتبر تغيير العالم يجب أن يبدأ من النفس الداخلية اولا والتوقف عن الأفعال التي لا ترغب أن يفعلها الآخرين مع التوقف عن التنافس على الموارد والحاجيات الدنيوية لأنها متوفرة  وتكفي الجميع.
هذا الكتاب يحمل الكثير من الخرافات الغربية ولكنه يوضح معتقدات إسلامية ثابته نسيها أو تناساها الانسان المسلم المعاصر لسبب من الاسباب وبدأت في الظهور في العوالم  غير الإسلامية كسر عظيم ومفيد.

 

قراءة هلال المعمري
فائز بجائزة ساعي البريد للقراءة

الاثنين، 10 سبتمبر 2012

أَرْبَعُونَ حَقًّا سُمِّيَتْ أَبَاطِيلَ







                                                                    
                                                                  بقلم محمد جمال صقر

قيل وأنا صَبيٌّ أُنْصِتُ: إن المخدَّر يبوح بما ينبغي ألا يبوح به؛ فلما احتاج الطبيب إلى تَخْدِيري فَزِعْتُ إلى أمي خوفًا على أسراري، فما زالت تَعُدُّها عَلَيّ؛ فكيف بالمُسَرْنَمِ! زعم وليد النبهاني في حاشية اسم كتابه ذي الأربعين سرنمة (أُقْصُوصَةً)، عن "معجم الفلسفة" متصرفا- أن السرنمة "رد فعل عصابي يغادر فيه النائم سريره وينهمك في مظهر من مظاهر النشاط يعتقد أنه يهدف إلى إشباع رغبة أو تفريج توتر"! وما هي فيما بدا لي غير كلمة منحوتة من الفِعْلَيِن ["سَارَ، يَسِيرُ، سِرْ"، و"نَامَ، يَنَامُ، نَمْ"]؛ فإنَّ قائم العُصَاب إذا قامَ هَتَفَ بالنائم أَنْ: سِرْ، فيسيرُ، حتى إذا ظَنَّ أنه يَقْظَانُ هَتَفَ به أَنْ: نَمْ، فينامُ، وهكذا دواليك، حتى يَذِلَّ المَهْتوفُ به!
وإذا اتسعت الرؤية ضاقت العبارة، فإذا كان أفق بوح المهتوف به أَرْحَبَ من أن يَحُدَّه حَدٌّ، فَيَا ما أَحْوَجَ عبارته إلى أن تضيق! ولكن دعوى القصة بسطر واحد التي ادعاها وليد النبهاني، كدعوى القصيدة ببيت واحد؛ ينبغي ألا يُعَدَّ من القِصَص السطرُ الواحد، كما ينبغي ألا يُعَدَّ من القصائد البيتُ الواحد؛ كيف يستطيع هذا البيت الشعري: "لِأَنَّنِي أَمْشِي أَدْرَكَنِي نَعْشِي"، أن يُمَغْنِطَ إحساس المستمع فيتبعه إلى حيث يذهب! أم كيف يستطيع هذا السطر النثري: "للجدران آذان، وللجارة لسان. أين سيخفي الأعمى عورته؟"، أن يُحِيطَ المتلقي بدائرة حكائية كاملة تمنع مخالب الواقع من أن تصل إليه! ولكنها الكتابة الجديدة التي يسابق فيها الكتابُ الشعراءَ إلى الأماسيّ، بنصوص قصيرة الأطوال مثيرة الأفكار حيوية الأساليب فَعَّالة التِّقَانات.
وينبغي أن نعترف لوليد النبهاني، بخصب الينبوع الذي يستقي منه أفكار نصوصه؛ فهي كثيرة مختلفة، لا يكاد يجف ما يستمده من تأمل أحوال الإنسان والحيوان، حتى يسترفد أحوال النبات والجماد -مثل نصوص "هكذا فكر بالون"، و"فلج"، و"مزمار داود"- فيَسْبُرُ منها ما لا يلقي له أحد بالا، وكأنما ينكشف عنه حجابها، فيسمع لسان حالها! ولا تشغله الجغرافيا إلا مثلما يشغله التاريخ، فيربط أحداثه المتنافرة بعضها ببعض ربطا فنيا لا يخلو من سخرية -مثل نص "تملُّك"- فإنه إن لم يفعل أَكْمَدَ نَفْسَه، ولم تَتَغَيَّرِ الأحداث- حتى إذا خشي تكرار الأفكار سَطَا على الحِكَم المطمئنة قديمة وحديثة -مثل نصي "الغنيمة"، و"بديهة"- فبعثها من مرقدها، في صُوَرٍ إيحائية ساخرة. ولا بد لمن يقرأ قوله في نص "بديهة": "الذبابة تطير منذ مدة والضفدع ذو اللسان الطويل لا يستطيع أن يلتقطها طائرة بسبب بطء بديهته ستسقط الذبابة في الأرض كي يلتقطها الضفدع وستزحف بديهته ببطء إلى أن يحدث ذلك"، من أن يستحضر في وقت واحد معًا قولَ الغابرين: ["إِنَّ الرَّأْيَ إِذَا أَقْبَلَ عَرَفَهُ الْعَالِمُ، وَإِذَا أَدْبَرَ عَرَفَهُ الْعَالِمُ وَالْجَاهِلُ"= "شَرُّ الرَّأْيِ الدَّبَرِيُّ"]، وقول الحاضرين: "يفهمها وهي طايرة"! ويغالب السِّينيمائيِّين على انتباه المتلقين، بنصوص تتخذ من الأفلام السينيمائية أَنْفُسِها مادَّتَها، فتُفَكِّكها وتُحَلِّلها وتُركِّبها بهواها على رؤاها، فتنتصب مرة أخرى فوق الأفلام كلها، بقامات أرفع من قاماتها وسَطَوات أَوْقَعَ من سَطَواتها.
وفي هذه الكتابة الجديدة تجتمع الأضداد:

1      التحدي الفني الذي جمع في بناء النص بين عمل الكاتب من داخله وعمل القارئ من خارجه في وقت واحد معا -مثل نص "حمال الأرز والراوي ذو الضمير الغائب"- وقد نشأ هذا الأسلوب طريئا بريئا، ثم طغى به وليد النبهاني على النَّصِّ. ومن التحدي الفني أسلوب العنونة الذي تردد بين إشراك العنوان في النص حتى لَيُمْكِنُ عَدُّه فقرة من فقره -مثل نص "هكذا فكر بالون"- فلولا العنوان لاستغلق فهم النص، وبين موازاة النص بالعنوان حتى لَيُمْكِنُ تَرجيحُه عليه -مثل نص "قارئ السماء عراف المطر"- فقد امتطى العنوان الصورة اللطيفة إلى شبه الحكمة المَثَلِيَّة الآسرة، فأما متن النص نفسه فلم يتجاوز محاولة اصطناع المُلْحة! وربما كان الألغازُ من هذا التحدي الفني -مثل نص "سفرجلة"- ولا سيما أن نصوصه مغرية غير مستغلقة، من شاء استمتع بتحريرها وتوجيهها، غير مبال بما يمكن أن يقصده بها صاحبها.

2      النقد الأدبي الذي يقضي بين القَداميّين والحَداثيّين -مثل نصوص "في البدء الآن"، و"الخصيان"، و"فتنة الناقد"، و"غبار"- ويوحي بأن "الآن" كان ينبغي أن يكون "في البدء" -وإن مَلَّ الحَداثيُّ أحيانا، فتَمَنَّى القَدَاميَّةَ، وطَفِقَ يَتَقَلَّب على نَارَيْهِما!- ويدل على افتتان الناقد بنقده وإنكاره لغيره -إذ يتلجلج في أحوال الآراء بين التوفيق والإخفاق، ولكنه لا يرى غير نفسه في عين نفسه- وعلى أن الكاتب الكبير هو نفسه كاتم أنفاس الكاتب الصغير، وإن ادعى غير ذلك!
لقد ضَفَرَ وليد النبهاني في ضَفيرة سَرْنَمَاتِه، خُصْلَتَيْنِ مِنْ عَمَلَيِ الفنان الكاتب (التحدي الفني) والعالم الناقد (النقد الأدبي) جميعا معا، ثم ألجم بضفيرتها خصومه، حين سبق إلى الحديث عنهم إسكاتا لهم، بمثل قوله في "فتنة الناقد": "كان خطأ مقصودا بعناية حين استبدل بمبخرته وتعاويذه كتبا ينقدها وبالرغم من عدم أهمية ذلك فإنه لا بد من ذكر السبب الذي جعل المشعوذ يرتكب هذا الخطأ حتى لا يقال بأنني أخفي الحقائق دائما فقد سمع الناقد الأدبي حين كان مشعوذا أن الكتاب لا يؤمنون بما يفعله المشعوذون لكنهم يستطيعون أن يؤمنوا بما يقوله النقاد أما الخطأ الأكبر في نظر الناقد فهو أنني أخبرتكم بهذه الحقيقة في قصة قصيرة للغاية مع أنه كان من الأفضل لي أن أكون مشعوذا حتى تصدقوا ما أقوله لكم بعناية أكبر"!
وليس لقارئ أن يلومه على ما فعل، ما دام قد أقامه في حال مُرَكَّبَةٍ لم يَكُنْ لِيَقُومَ فيها- ولا أن يشتغل بنقده الأدبي عن تحديه الفني؛ فإنه إذا قال له: أنا أرى، قال له: وأنا لا أرى!

ولكنه يستطيع أن يُعَلِّقَ على "سرنماته" ما يأتي:

1      في الاستفتاح بنص ألف ليلة وليلة مَنْعُ قراءة القصة من ذوي قارعة الطريق والنساء والجواري والعبيد والسفهاء، وقَصْرُها على الأمراء والملوك والمفسرين وغيرهم؛ وهل "غيرهم" هذه إلا ذوو قارعة الطريق والنساء والجواري والعبيد والسفهاء!

2      على رغم أن المزمار هو وحده أعلق الآلات الموسيقية بالعازف، لم يستطع العازف أن يحميه -نص "مزمار داود"- فقد ذهب يستميل الملك، فاستماله الملك!

3      فُصِلَ بين الفكرة والعبارة، وكأنما تَخْطُر الأولى فجأة، ثم تُجَهَّز لها الثانية، كما يولد الولد ثم يُجَهَّز له ثوبه -نص "فكرة"- وهذا قياس مع الفارق؛ فإن الفكرة والعبارة كالروح والجسم، لا كالجسم والثوب!

4      لا بأس بالرمز إلى تَدْجِين الشعب بالحياة الرخية، وأنه لم يلبث أن شمل قادة الإصلاح أنفسهم -نص "كيف استراح الديك من صياحه"- ولكن الطريف أن الدجاجة التي تبيض ذهبا نفسها، لا تبيض حتى يخالطها الديك، فأما المدجنون بالذهب فلا يعبؤون لشيء!

5      شيء خفي من تحري التحدي، في "فرقعة" رمضان عظام رقبته ومئذنة المسجد أمامه قد تهدمت -نص "المؤذن"- وقد كانت رقبته عند الناس كالمئذنة، فمئذنته باقية، ومئذنتهم بائدة!

6      لا بأس بالرمز إلى أن من ظلم الصهيونية الباغية، أن تمنع الحقيقة عن شعب الكيان الإسرائيلي، خوفا على ما يفتضح له من أكاذيبها -نص "جدار عازل"- ولا بالرمز كذلك إلى أن للحقيقة وسائلها التي تُحَيِّرُ عند ظهورها توقعات الظالم الباغي!

7      استعمال "في" بدل "إلى" -نص "بروس واين كما ينبغي"- استعمال موفق، يوحي بأنها لم تغادر أماكنها أصلا.

8      "هناك من قال حين مات" -نص "الأعمال التي لا تكتمل"- أجزل من "حين مات هناك من قال"، و"بالرغم من كذا كذا" -نص "فتنة الناقد"- أجزل من "بالرغم من كذا فإنه كذا"، و"في حجم هذه القصة وبراعتها" -نص "ذكرى بعيدة ذكرى قريبة"- أجزل من "في حجم وبراعة هذه القصة"، و"رأس الرجل ولحيته" - نص " تقاطع خطوط"- أجزل من "رأس ولحية الرجل"؛ فلا خير في الفَصْل بين المُتَّصِلات!

9      عبارة "كانت تلك التجربة غامضة أو غير موجودة" -نص "ذكرى بعيدة ذكرى قريبة"- مثل عبارة "كانت غير كائنة"، وهو من السخرية بمكان!

10  في عبارة "قيد الأرض" -نص "قيد بن آدم الأرضي"- مناصاة عبارة "قيد الأوابد" من أولها، وعبارة "ملح الأرض" من آخرها- وما أحكمها مُناصاةً مُؤْسِيَة!

11  استعمال "صدفة" بدل "فرصة" -نص "ألف موعد وصدفة"- استعمال موفق بدلالته على الرضا بالعجز، فضلا عن توفيق استعمال "في" بدل "على"، بدلالته على اللصوق بالمكان!

12  أهو تقاطع -نص "تقاطع خطوط"- أم تقابل!

الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012




صدر مؤخرا عن دار '' الدار للنشر والتوزيع '' بالقاهرة ديوان شعري جديد للشاعر المغربي محمد أحمد بنيس بعنوان '' ندمٌ أسفلَ اللوحة ''. يقع الديوان في 143 صفحة من القطع المتوسط وبغلافٍ من تصميم عبد الحكيم صالح.ويضم الديوان 47 قصيدة موزعة على أربعة أقسام هي "حقيبة جائعة "، "متحف آهل بالنسيان"، " الأشياء لغير صاحبها "، و" في هيئة خطأ أبيض". وعلى الغلاف الخلفي للديوان نقرأ من إحدى القصائـد:

" سيفقد الراوية ذاكرته/ قبل أن تغرب الشمس، / وسينهض أحدهم من بين السطور،/ ليروض الكرسي الجافل./ الجثثُ والخيل والأفكار غير الرائجة،/ والتجارب التي حملها الموتى/ حين تسللوا بلا خيال.../ كل هذا، أضعه جانبا / وأنهر آخر من في المشهد ".

وتجدر الإشارة، إلى أن الشاعر سبق وأن صدر له ديوان أول سنة 2006 تحت عنوان ''بصحبة جبلٍ أعمى''، وذلك ضمن منشورات وزارة الثقافة المغربية، وهو الذي حاز به على جائزة '' الديوان الأول'' التي يمنحهابيت الشعر بالمغرب سنة 2007.

 

السبت، 1 سبتمبر 2012

سنفور جديد



 
في هذه الأيام يعيش مجموعة كبيرة من الطلاب الجدد تجربة مختلفة وهم يخطون خطواتهم الأولى في ممرات وأروقة جامعة السلطان قابوس بأمل وعزيمة الشباب وترسم خطواتهم الكثير من الآمال والأحلام وهناك احساس بالفرحة يرافقه شعور بالخوف من القادم أو المجهول وهذا أمر طبيعي يحدث مع العديد منا خاصة عندما ننتقل من مرحلة إلى أخرى. وقد سمعت وقرأت عن طقوس وعادات يمارسها الطلاب القدامى لاستقبال الجدد في بعض الجامعات العربية والأجنبية إذ يطلق على الطالب الجديد لقب "سنفور" ويكون فريسة سهلة للعديد من المقالب والمواقف العجيبة بسبب جهله وعدم معرفته لبعض الأمور، فتجد الطالب الجديد تائها بين مكان قاعة المحاضرات ومكان المكتبة أو أي مركز أخر ولديه بعض الصعوبات في التكيف وتجده وجها لوجه أمام مواقف الطلبة القدامى وتأتي على شكل مزاح ثقيل أو بعض التصرفات الساخرة التي تتستر خلف ستار خفة الدم أو الظل ومنها ما يؤثر على دافعية الطالب الجديد للأقبال على الدراسة والمشاركة في الأنشطة الثقافية والترفيهية، شخصيا لم أعش مثل هذه التجارب في سنتي الأولى ولم أسمع الكثير عنها في جامعتنا على مر السنوات، وبالنسبة لي فقد مرت 18 عشرة سنة على تلك الخطوات الجميلة والرائعة وبكل تأكيد حدت بعض التغيير لأنه من جيل إلى جيل هناك العديد من الاختلافات والفروق على مستوى فردي وجماعي، ومن الأمور الشائعة أو  المتكررة كل سنة عدم معرفة الطلاب للأماكن ودخولهم لأماكن غير مخصصة لهم بالخطأ، وعدم الاستعانة بالخرائط المقدمة لهم بحجة أنها غير واضحة وطلاسمها صعبة، ومنهم من يصل إلى محاضرته قبل موعدها بساعات ويعتقد بأنه متأخر كثيرا وقد تصدر من البعض أفعال طريفة أو مضحكة عن غير قصد، كما يعتقد البعض منهم بأنهم غير مرتبطين بأي مسؤوليات خاصة بعد اجتيازهم لمرحلة دراسية صعبة اجتهدوا فيها للوصول إلى هذه المرحلة، وأرى بأنه لا داعي لأي خوف أو ارتباك فاليوم الأول في الجامعة صفحة بيضاء يجب أن نسجل عليها أجمل وأروع الذكريات وخاصة بأن أياما مثل هذه لا تمر علينا كل يوم والحياة الجامعية حلوة رغم أنف الصعاب والتحديات فهي تفتح لنا أبوابا ونوافذ واسعة وثرية ومتنوعة لنحقق من خلالها أهدافنا وطموحاتنا.
 
من مقالي المنشور في المسار بتاريخ 30 أغسطس 2012