الأربعاء، 16 فبراير 2022

فاطمة اليمانية تعالج قضايا المرأة في "قهوة"





الرؤية- ريم الحامدية

صدر عن مكتبة بذور التميز للطباعة والنشر، مجموعة قصصية للكاتبة فاطمة اليمانية بعنوان "قهوة"، والتي تشتمل على مجموعة من القصص تجسد الواقع الذي تعيشه المرأة.

وتقول الكاتبة عن هذا العمل إن "الواقع المليء بالتناقض، والحب والكراهية، و الأمل واليأس، والفرح والحزن"، واستهلت اليمانية مقدمة الكتاب باقتباس لواسيني الأعرج: "لا أحتاج شيئا خارقا، فقط قهوة معك: لأقول لك الرماد الذي في داخلي".

وتوضح الكاتبة أنها ألفت هذه المجموعة القصصية مرتكزة على "طبيعة المرأة معقدة، وعاطفتها جياشة مما يجعلها تتصور الأمور بطريقة مختلفة". وسعت اليمانية في الكتاب إلى اكتشاف أحاسيس ومشاعر متناقضة كثيرة يتم التغافل عنها، فكتبت عن الزوجة الهاربة من واقعها بالأحلام، وتلك التي أعلنت التمرد على القالب الذي وضعه زوجها فيه، وعن الغيرة والشك والتعدد، وعن العنوسة وتأثيرها على بعض النساء في المجتمع، وعن معاناة المرأة المطلقة، خاصة إذا كان لديها أطفال، والمقارنة بين الوضع المادي للأفراد في نفس الأسرة وما يسببه ذلك من حساسية مفرطة تؤذي الأبناء. وابتعدت الكاتبة في مجموعتها القصصية عن تصوير الرجل في صورة الخصم؛ معتبرة أن "الكتابة رسالة"، وأن "تعمد تشويه الطرف الآخر يفقد العمل الأدبي قيمه وأخلاقياته وجماله".


الخميس، 3 فبراير 2022

الوهيبي "وحيداَ بين مدينتين"

المصدر: جريدة عمان بتاريخ 3/2/2022

 





تتشكل تجربة الكاتب بدر الوهيبي مع الكتابة من خلال علاقته الوطيدة بالسفر وجمالياته المتعددة، وتعرفه على ثقافة الغير مرورا بعادات وتقاليد الشعوب وما تتفرد به من خصائص إنسانية واجتماعية متنوعة. وفي شأن السفر ومقتضياته، صدر للوهيبي عن مكتبة كنوز المعرفة أخيرًا كتابه الجديد /وحيدًا بين مدينتين، رحلة في زمن كورونا/ في ١٧٠ صفحة. يتحدث الكتاب الذي يأتي عموما في أدب الرحلات، عن تجربة رحلة بدر الوهيبي إلى مدينتين في تجربة يخوضها لأول مرة يسافر فيها وحيدًا، كما يسلط الكاتب الضوء على جائحة كورونا من منظور سياحي حيث كانت رحلته في ذروة تعقيدات السفر بسبب الإجراءات المفروضة من قبل دول العالم في مواجهة تفشي "كوفيد١٩"، فجاء الكتاب ليوثق هذه المرحلة المهمة من حيث تأثيرها على قطاع السفر بشكل خاص. ويقول الكاتب عن فكرة هذا الكتاب: "لم تكن رحلتي إلى البوسنة وتركيا لغرض تدوين كتاب، ولكن بعد عودتي بفترة قصيرة وجدت أنه من المناسب الكتابة عن السفر الانفرادي الذي كان عنوان تلك الرحلة، فوجدتها فرصة للحديث عن هذا النمط من الأسفار بإيجابياته وسلبياته، ولأن الكتاب يختلف عن كتابي الأول "تذاكر سفر" وكتابي المشترك الآخر "اربطوا الأحزمة"؛ فجاء كتاب "وحيدًا بين مدينتين" ليكون بشكل مختلف أحكي فيه مشاعري وتأملاتي وقصصي التي أعايشها في هذا السفر بطريقة تشبه السرد الروائي لوقائع وأحداث الرحلة التي جاءت في قالب متسلسل". ويضيف: "أما الفكرة الثانية التي جاء بها الكتاب فهي توثيق جائحة كورونا من زاوية عايشتها في رحلتي تلك، حيث تسببت قيود الدول للحد من انتشار الفيروس بإلغاء عدد من الرحلات، وساهمت في تغيير خطة الرحلة لأكثر من مرة، والمواقف التي رافقتني بسبب الجائحة التي أثرت بالفعل في مجريات رحلتي، فأدركت أنه من الضروري أن أقوم بتوثيق هذه المرحلة لتكون مرجعًا في أدب الرحلات مستقبلًا عن مدى التأثير الذي طال قطاع السفر والسياحة والترحال". وفي شأن تجربته مع أدب الرحلات وأهميتها في مشواره مع الكتابة يوضح الكاتب بدر الوهيبي: "عشقي لمجال السفر أدى إلى اهتمامي بالقراءة في أدب الرحلات، ما جعلني أقتني كل إصدار متوفر في هذا المجال تقريبًا، ومع كثرة الرحلات والأسفار وجدت نفسي شغوفًا بتوثيق بعض المحطات والمواقف لهذه الرحلات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكانت فرصة للحصول على آراء الأصدقاء حول ما أنشر من تجارب، انطلقت في تأليف كتابي الأول "تذاكر سفر" بعد تشجيع من بعض الأصدقاء لتدوين تجاربي في السفر، وتمكنت من توثيق بعض رحلاتي مستخدمًا الأسلوب الوصفي، والسرد السلس لكل تجربة منذ بداية فكرة الرحلة وحتى نهايته. ويضيف: "رغم التردد الذي أحاط مشاعري قبيل الدفع بالإصدار الأول إلى القراء؛ إلا أن ردود الفعل من قبل الأصدقاء والمهتمين بالسفر كانت مفاجئة على الصعيد الشخصي، فلم أكن أتوقع ذلك الإقبال على الكتاب، وأصبح الكتاب ضمن قائمة الكتب الأكثر مبيعًا بعد شهر من إصداره وذلك في منصة "نيل وفرات" المتخصصة في بيع الكتب العربية عبر الإنترنت". ويطلعنا الوهيبي على تجربته من الناحية العملية والثقافية في رصيد الإنسان على وجه العموم، وفي رصيده الشخصي على وجه الخصوص ويفيد: "أجد أن الكتابة في أدب الرحلات تكتسب أهمية كبيرة على مدى التاريخ، فهو إضافة إلى كونه أدبا أصيلا بذاته كونه يحكي رحلات وأسفار ويخبر عن أحوال الشعوب وثقافات البلدان؛ فإنه كذلك يقوم بدور تأريخي في رصد الأمم ووصف معالم الجغرافيا ونقل الأحداث التاريخية للأجيال اللاحقة، فنجد أن الكثير من الدول تستشهد بما نقله الرحالة العربي الشهير -ابن بطوطة- في كتابه "تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار" ليكون مرجعًا لكثير من الدول للاستشهاد حول تاريخها وثقافتها وحضارة الشعوب التي زارها، وعلى الصعيد الشخصي فإن تجربتي في توثيق رحلاتي جاءت مختلفة في كل إصدار من الكتب التي ألفتها؛ فالكتاب الأول "تذاكر سفر" جاء موثقًا لرحلاتي وناقلًا لمشاهداتي إلى عدد من الدول بمختلف مواقفها". ويضيف: "أما الكتاب الثاني الذي اشتركت فيه مع الدكتور معتصم السالمي فهو يتسم بدمج الأسلوبين العلمي والأدبي معًا، فيما الكتاب الذي صدر مؤخرًا "وحيدًا بين مدينتين" فإنه يناقش موضوع السفر الانفرادي كأسلوب سفر مستقل، وأيضا يوثق مرحلة نعايشها الآن وهي جائحة كورونا من زاوية تهم محبي السفر وهواة الترحال، لتكون مرجعًا يؤرخ هذه المرحلة للأجيال القادمة". ويقول: "كل تجربة أسهمت في تنمية أفكاري وتطوير أسلوب الكتابة، ولا زلت أتعلم ممن سبقني في هذا المجال، فهناك أسماء لامعة في عالم أدب الرحلة سواء على الصعيد المحلي أم الإقليمي، والقارئ يعتبر المقياس الحقيقي في معرفة نتائج الأعمال التي نقدمها". ويقربنا بدر الوهيبي من ماهية كتابيّ "تذاكر سفر" و "اربطوا الأحزمة" ومدى مساهمتهما في توثيق تجربته مع الكتابة في أدب الرحلات وهنا يستند إلى قول الصحفي العماني "خلفان الزيدي": "في "تذاكر سفر" سنقرأ عن الأمكنة التي حط الكاتب رحاله فيها عبر سنوات متباعدة من حياته، وسنتعرف ‏على تاريخ هذه الأماكن، وعلى عادات وتقاليد شعوبها ومجتمعاتها وفنونهم، ومأكولاتهم، ونعايش تفاصيل ‏الحياة فيها، وسيجد القارئ نفسه أمام برنامج رحلة متكامل يساعده على "التخطيط" لرحلة مشابهة، واختيار ‏خط السير المناسب بين الأمكنة المحيطة، فهنا الكاتب دليل إرشادي، لم يترك شاردة ولا واردة إلا أتى على ‏ذكرها، وبيان تفصيلها". ‏ ويوضح الوهيبي: "كتاب تذاكر سفر يسرد رحلاتي إلى خمس عشرة وجهة عبر ثماني تذاكر أو فصول، من خلال قالب متسلسل يبدأ من قبل انطلاق الرحلة حتى العودة إلى أرض الوطن، وفي كل تذكرة هناك مخطط للرحلة يسترشد بها القارئ خريطة المكان، ومع نهاية كل فصل ثمة بعض النصائح أو الإرشادات التي استخلصتها من تلك الرحلة". أما كتاب "اربطوا الأحزمة" فهو يذكر عشرين مؤشرا يقيس مستوى رضا المسافرين عند اختيار وجهاتهم، وهي مؤشرات مبنية على أسس علمية قمت بنشرها بالاشتراك مع معتصم السالمي للقراء قبل أن نسرد تجاربنا في السفر تحت كل مؤشر بطريقة أدبية". أما المؤشرات التي ذكرها الكتاب فهي: التميز، والشكل، وكسر الروتين، والتنوع، والفترة الزمنية، والتوازن، والصوت، والبنية التحتية، والموسم، والثقافة، والديانة، والسمعة، والوقت، والمناخ، والمسافة، والأنظمة والقوانين، والأمن والأمان، والترتيبات، والتكلفة، والخدمة. ويشير الكاتب بدر الوهيبي إلى أن من خلال كتاب "اربطوا الأحزمة" استطاع توثيق تجارب مختلفة من أسفاره لم تكن متضمنة في الكتاب الأول، مما ساهم في تعريف القارئ بالمؤشرات عبر تجارب مختلفة قمت بها في السنوات الماضية؛ وقال إن: "توثيق التجارب في هذا الكتاب جاء بشكل موجز ويسلط الضوء على المواقف والمشاهد التي تتعلق بالمؤشرات المذكورة حصرًا دون ذكر لتفاصيل كل الرحلات".