الخميس، 20 مارس 2014

في انتظار مكتبة الطفل





على الرغم من اكتمال مبنى مكتبة الطفل التي تقع بجوار متحف الطفل ومشروع متحف التاريخ الطبيعي بالقرم إلا أنها لازالت ومنذ حوالي أكثر من 9 أشهر مغلقة الأبواب ومبناها مهجور كأنها تنتظر بصيص أمل لترى النور. فمن يوم ليوم وأنا انتظر أن تشرع أبوابها لزوارها، خاصة وأنني ألمح المبنى بشكل يومي أثناء ذهابي وإيابي لكليتي، فالكثير من الطموحات معلقة عليها، والآمال المرسومة لها وعلى جدرانها، خاصة وأنه تم التعريف بها على أنها ستكون المكتبة الأولى من نوعها في المنطقة، ومزودة بأحدث المرافق والخدمات للأطفال، من الميلاد وحتى سن الثامنة عشرة، وستكون حجر زاوية للحياة المجتمعية للأطفال وعائلاتهم، وتضمن المكتبة لجميع الأطفال من جميع المستويات الوصول إلى عالم من المعرفة والتعلم لم يشهدوه من قبل في السلطنة من خلال 12000 كتاب، وأحدث أجهزة الحاسوب، ومساحات مخصصة للتعليم المبكر للنشء والشباب. ويضم الموقع أيضا حدائق ومقاهي ومكتبات لبيع الكتب، وهو ما يجعلنا فعلا ننتظرها بفارغ الصبر لأنها ستكون سببا في تبديل عقول وصياغة أفكار وبناء شخصيات في المستقبل ينهضون بالسلطنة.

وفي حقيقة الأمر أن ما يجعلني أشكو فقدها هو مدى حاجتنا الفعلية لقيامها ورؤية أبوابها تستقبل أفواجا من الأطفال وطلاب المدارس تشجيعا لهم للقراءة ولخلق جيل واعٍ متعلم يقرأ فنحن أمة تقرأ يجب أن نكون كذلك ومن المتعارف عليه حين نحتاج لغرس شيء في نفوس أبنائنا نبدأ به معهم من المرحلة الأولى من العمر حتى نضمن وجوده في حياتهم فإن ما خلفته السنين والأعوام لدى أي فرد لا يمكن أن تغيره الأيام والأشهر وحتى لا نعاني منها يجب أن نغرسها منذ الصغر وننقشها في نفوس أبنائنا كالنقش على الحجر فمن هنا تكمن حاجتنا الماسة لتدشين هذا الصرح العظيم وإصرارنا على أن يرى النور في ووقت قصير فما الذي يواجهه هذا المبنى هل هي الاعتمادات والإمكانيات المالية أم مسألة توفير الكتب اللازمة أم أن هناك أمورا أخرى تتعلق بالمرافق، جميعها تقتضي وقفه جادة وتكاتف الجهود حتى يكتب لها الميلاد وتبدأ باستقبال الأطفال.

فالقراءة هي اللبنة الأساسية في حياة الفرد والتي يجب أن تنشى معه منذ الطفولة لتكبر معه فحين نربي طفلا على القراءة هذا يعني أننا نربي أمة بأكملها محبة للقراءة  فحاجتنا الأساسية هي تغذية العقل والتركيز على توفير الغذاء المناسب له خاصة وأننا نعيش عصر الانفتاح والانفجار المعرفي الذي أصبحت فيه التكنولوجيا تلعب دورا مهما وكبيرا وتشغل الحيز الأكبر من حياة أطفالنا حتى وأنهم أصبحوا يجدون أنفسهم فيها وينسجون لأنفسهم من خلالها عوالم مختلفة في حين أن الأمم العظيمة والشعوب الكبيرة والمتقدمة فكريًا وحضاريًا تقوم بتربية أبنائها وأطفالها على القراءة لأنها تؤمن أن تقدمها يكمن في ثقافة وإطلاع شعبها، وفي دول أخرى تسهل مهمات التثقيف من خلال تعبئة بطون هذه الأجهزة التي اجتاحت عوالم أطفالهم بالكتب والمواد الثقافية لتضمن اطلاعهم والاستمتاع بتلك الأجهزة الإلكترونية كم نحن بحاجة ماسه لنرى أفواج الأطفال وهم يدخلون للمكتبة بكل لهفة وشوق ولكي لا نعاني طويلاً الجهل وتراجع الفكر والتخلف أمام العالم والمجتمعات الأخرى فنحن بحاجة لهذا الصرح كحاجتنا لوجباتنا الثلاثة اليومية من الطعام لنغذي عقولا كما نغذي بطوننا، وحتى نعيش انفتاحا فعليا في المستقبل، الأمر الذي سيربي لدينا أجيالا من المفكرين المثقفين وجيل قارئ متعلم سيزيد من حجم الناتج الثقافي لدى المجتمع وفي شتى المجالات الحياتية. والشكر كل الشكر لأصحاب الفكرة والقائمين عليها والعاملين على قيامها منذ البدء، ولكن علينا أن نعترف أن هناك بطأ في تنفيذ العديد من المشاريع، وتبقى هذه المكتبة أحد المشاريع التي تعاني من البطء وعدم الجدية، والتي نتمنى من القائمين عليها أن يدكوا حجم أهميتها ومدى حاجتنا لها، حتى يسرعوا في فتح أبوابها لأطفالنا.

 

مدرين المكتومية