الأربعاء، 2 سبتمبر 2020

"سيدات القمر" باللغة الروسية

 




موسكو- “العمانية: قالت المترجمة الروسية “فيكتوريا زاريتوفيسكايا” إن رواية “سيدات القمر” للكاتبة العمانية جوخة الحارثية، رواية “غير عادية” بالنسبة للقارئ الأجنبي، لأنها تتحدث عن بلد ليس معروفًا بما يكفي له، وتغوص عميقًا في تقاليد المجتمع العُماني وعاداته ومعتقداته. وأضافت “زاريتوفيسكايا” بمناسبة صدور النسخة الروسية للرواية الحائزة جائزةَ “مان بوكر” لعام 2019، إن التأهُّل للمنافسة على هذه الجائزة أمر في غاية الصعوبة، فهو يمرُّ بسلسلة مراحل؛ تبدأ من نيل العمل الأدبي حضورًا ومقروئية على الصعيد الإقليمي بما يسوّغ ترجمته إلى الإنجليزية، ثم عمل المترجم باحترافية للمحافظة على حرارة النص الأصلي، وتحاشي الاختصار غير المدروس، وإبراز الرواية كعمل جديد وجدير بالقراءة في الثقافة التي ينقله إليها. وفي الأخير، وبعد أن يقطع العمل رحلته الشاقة للوصول إلى القائمة القصيرة، تبدأ المواجهة مع الأعمال الأخرى المرشحة للفوز. وكشفت “زاريتوفيسكايا” أن الكاتبة البولندية “أولغا توكارتشوك”، الحائزة جائزة نوبل للآداب لعام 2018، كانت من منافسي الحارثية لنيل الجائزة. وأضافت المترجمة التي كانت عضوًا في لجنة تحكيم الجائزة العالمية للرواية العربية لعام 2020، أن فوز “سيدات القمر” بهذه الجائزة، دفع كبريات دور النشر العالمية لترجمتها، ومنها دار نشر “إكسيمو”، التي تعدّ الأكبر من نوعها في روسيا. وبحسب “زاريتوفيسكايا” التي تعمل أستاذة للّغة العربية في الجامعة الروسية بموسكو، فإن نص الرواية التي استخدمت فيها الكاتبة تقنية تنتمي إلى تيار الوعي الحديث، جاء ” موزاييكيًا، زاخرًا بالأسرار، إذ ينتظرك في كل صفحة منعطف لم تكن تتوقعه”. وتضيف: “في المقابل، فإن هذه الرواية لا تنغلق على عالمها، إذ نرى فيها تأثير العولمة والحداثة التي تطغى على الحياة المعاصرة، وهذه قضية مشتركة يعيشها الإنسان المعاصر في كل مكان، فكان أن وضعت جوخة الحارثية مظاهر العولمة في محكّ روايتها، ومن بين هذه المظاهر ما يسمى صراع الأجيال، الذي نلمسه في اهتزاز اللغة المشتركة بين جيل وآخر في ظل التغيرات الاقتصادية المتلاحقة. كما تطرح الكاتبة سؤال تمسك المجتمع بالجوهر الإنساني في مواجهة ظاهرة العولمة”. وتعبّر “زاريتوفيسكايا” عن أملها كبير في أن تفتح ترجمة رواية “سيدات القمر” بابًا جديدًا للأدب العربي في روسيا، وأن تتحقق قفزة نوعية في هذا المجال، فالأدب المُترجم إلى الروسية منذ زمن الاتحاد السوفياتي، كروايات نجيب محفوظ وكتب طه حسين، لم ينتشر بين القراء لأسباب يمكن ردّها إلى “ضعف التوزيع، والفجوة الثقافية بين أسلوب الرواد العرب والقارئ الروسي، ومستوى الترجمة”. وتشير إلى أن قراءة المشهد الثقافي الروسي الراهن، تتيح للمرء ملاحظة انفتاح ملحوظ نحو ثقافات الشرق الأوسط وآدابها، واستشعار الفضول الذي سيدفع بالقارئ لاقتناء رواية تصطحبه إلى بلد جديد عليه، ناهيك عن أن “سيدات القمر” فازت بجائزة عالمية وصدرت نسختها الروسية عن دار نشر مرموقة. وتذكر “زاريتوفيسكايا” التي ترجمت عددًا من أعمال نجيب محفوظ وعلاء الأسواني، أن إقامتها في السلطنة قرابة خمس سنوات، وتعرفها إلى الثقافة الشعبية العمانية من الداخل، جعل من السهل عليها ترجمة “سيدات القمر” التي تزخر بإشارات من التاريخ والفلكلور والثقافة الشعبية. وتوضح أن الفترة التي قضتها في السلطنة مكّنتها من تلمّس الانسجام المدهش في الرواية، وقربتها من لغة الكاتبة وأسلوبها الذي جمعت به موضوعات متشعبة. وتضيف: “لقد كان طيف من المشهد الشعبي العماني، وقوس من المناخ المجتمعي بكل ألوانه وأصواته، حاضرَين أمامي وأنا أترجم الرواية”. وتؤكد أنها خاضت خلال اشتغالها على الترجمة، “تجربة معرفية جديدة” لا تقل أهمية عن معرفتها التي اكتسبتها من إقامتها في السلطنة، فضلًا عن أن الترجمة فتحت لها أبوابًا معرفية جديدة، إذ أعدّت دراسة عن الشاعر العماني أبي مسلم البهلاني، تناولت فيها حياته وإبداعه، وقد رحبت مجلة “آسيا وإفريقيا” العريقة التي تصدرها الأكاديمية الروسية للعلوم بنشر هذه الدراسة في عددها المقبل. وعن مشاريعها الراهنة، تقول “زاريتوفيسكايا” إنها تعدّ دراسة عن المذهب الإباضي، مضيفة: “لا أظنني سأتخلص من سحر عُمان الذي قادتني إليه جوخة الحارثية.. إن روايتها تمثل اكتشافي الثاني لعُمان الذي أدهشني وفتنني وربطني بهذا البلد، العظيم بتاريخه، والثري بتراثه وتقاليده، والراسخ في حبه للحياة وإيمانه العميق بالتنوع، وهذا بالضبط ما يجعل مستقبل السلطنة مشرعًا على الأمل”.


 


الثلاثاء، 1 سبتمبر 2020

"كتبها مجهول"

 





قرأت المجموعة: بدرية البدري

 


في بداية الكتاب وضع الكاتب إهداء للكاتب الراحل أحمد خالد توفيق رحمه الله، جاء فيه:

أشهد أنك جعلت الشباب يقرأون” وإن تعمق القارئ في أحداث المجموعة القصصية يستشف السبب وراء ذلك؛ إنه الأسلوب ذاته، المغامرة، والغموض، والتشويق، مع احتفاظ الكاتب توفيق الشحي بخصوصيته.

تسع قصص قصيرة، تتمنى وأنت تقرأها لو تطول، علّك تجد شيئاً من الإجابة على تساؤلاتك التي انبثقت فجأة، عند تطور الحدث، وتحوّله إلى حيث لم تتوقع أبداً. ففي اللحظة التي تظن بها أنك امتلكت تلابيب الفكرة السردية التي أرادها الكاتب، وتعلّق بداخلك:

ـ ليته منح القصة بعض الإثارة.

حتى تتراجع إلى الخلف، وتتلفّت باحثاً عن ذلك الذي قرأ أفكارك في غمضة عين، ثم سطّرها في أوراقه، وتمكّن من طباعتها، ونشرها لتصل إليك قبل أن تتلفّظ بها.

أعترف للكاتب بذكائه السردي، وقدرته على جعل القارئ يُفكّر في أحداث قصصه بعد الانتهاء منها، لذلك أنصح بقراءة كل قصة بشكل منفرد، وعدم إتباعها بقصة أخرى، إلا بعد يوم أو نصف يوم مثلاً، وهو ما أعترف أنني أنا شخصياً لم أتمكن من فعله، لأن فضولي أجبرني على قراءتها دفعة واحدة، مما جعلها لاحقاً تضطرم في عقلي، في صراعٍ فيما بينها، أيها يتسيّد المشهد.

احتوت بعض القصص على نقد واضح لعادات مجتمعية طفت على السطح مؤخراً، مثل متابعة مشاهير التواصل الاجتماعي في قصة “هل استيقظت؟”، ونشر هؤلاء المشاهير لأدق تفاصيل حيواتهم اليومية، مما يجعلهم كُتباً مفتوحة أمام المتابعين، ووصول تأثر البعض بهم إلى إفساد حيواتهم. وبدا رأي الكاتب واضحاً حولها، إلا أن طريقته السردية نجحت في تغليف رأيه، دون مواراته فعلاً.

كما تطرّق لمنع الكتب في معارض الكتاب كما في قصة “كلمات”، والأسباب التي تدعو لذلك، والتي قد لا تكون إلا موقفاً شخصياً من مسؤول، أو رؤية يظنها، دون أن يكون على بيّنة فعلاً، ولكن الكاتب نجح في الوقوف موقفاً وسطيّاً، ليُمكّنك كقارئ من اتخاذ موقفك دون أدنى ضغطٍ عليك.

هذا المنع الذي قد لا يكون مسببه الحقيقي استحقاق الكتاب للمنع، وإنما خوف المانع من تأثيره على من يقرأه، أو غسل دماغ القارئ، وتوجيهه نحو فكر الكاتب (المخالف) أوضحها الكاتب بشكلٍ مثير فعلاً، جعلت قلبي يخفق بشدة مع آخر جملة يُنهي بها قصته، وأشهق بذعر من الفكرة المطروحة هناك.

النهاية الصادمة أهم ميزة في قصص المجموعة، رغم أن الكاتب يُهيئك أحياناً لها في منتصف القصة، ولكنك تظل في حيرة، ترى ماذا يقصد بتلك الكلمة أو الجملة التي رماها في منتصف القصة، وهل سيكون لها دور في الأحداث السابقة، ليفاجئك أن تلك الكلمة أو الجملة هي النقطة التي تضع النهاية المربكة للقصة، كما كانت مربكة في منتصفها.

أنهيت المجموعة وأستطيع القول إن ختامها مسك، وإن القصة الأخيرة سارت عكس توقعاتي، أو كما لم أتخيّل أبداً، لأكتشف أن “الرجل اللطيف” كان لطيفا فعلاً، وليس كما أوهمني طوال المدة السردية للقصة، ليفاجئني في النهاية بأنه قال ما أراد مني أن أقرأه فقط.

كل القصص الأخرى في المجموعة – عدا واحدة ربما – سارت بنهايات غير متوقعة، إلا أن ذلك لم يكن ليطوفني وأنا القارئة الكاتبة التي أعرف أفكار الكاتب، وكيف يطيب له التلاعب بفكر القارئ وتوجيهه حيث يريد ليتفاجأ في النهاية أنه سلك الطريق الخطأ، فكنت على الأقل أستشف طرف خيطٍ أتوقّع منها نهايةً ما، تدور في الفلك ذاته، وإن لم تتطابق معه فعلاً، ولكنني أعلنت فشلي مع قصته الأخيرة.

أخيرا..

أنوّه إلى أن هذه المجموعة هي الكتاب الثاني الذي أقرأه للكاتب، إذ قرأت له من قبل رواية “نسيا منسيا”، وإن قارنت بين الكتابين فإنني استمتعت بقراءة القصة أكثر من الرواية، لأن أسلوبه بها كان مدهشا حقا، وأجدني مضطرة للقول إنني وجدته أقدر على كتابة القصة القصيرة، والتي أبدع فيها فعلاً. كما أنوّه أيضاً إلى أن هناك إصدارات أخرى للكاتب أرجو أن أطّلع عليها قريبا.

 

المصدر جريدة الوطن العدد رقم 13349

 

 

 


الاثنين، 10 أغسطس 2020

“ميرنامه” حكاية المثقف وتاريخ الحبر والضوء

 



الدكتورة فاطمة الشيدية 

 

 

لماذا نقرأ الرواية كثيرا؟! ولماذا هي أكثر الفنون الأدبية مقروئية من جميع اللغات والمستويات الثقافية والأعمار؟! لماذا نلجأ إليها غالبا حين يحاصرنا الملل أو تستهلكنا العزلة؟! هل لأنها الحياة، أم لأنها تجميل للحياة، فهي عمل أدبي يتقاطع مع الواقع فلا ينقله كما هو، بل يحكيه ولا يحاكيه، ينتقده ولا يغيّبه! فهي حكايات لأرواح كانت حية بطريقة ما في زمن ما بالقرب منا، حكايات تتسرب لأرواحنا عبر النص فتقبض عليها وتتصير جزءا من ذاكرتنا ووعينا بالحياة! ولماذا نحب رواية ولا نحب أخرى؟ هل الرواية صنعة؟ وهل البعد الفلسفي مهم للعمل السردي ليجعلنا نفكر ونستشعر آفاقا بعيدة للعمل، ونقدر عمق الراوي، ووعيه ونثق في تكوينه المعرفي وعمقه الإنساني التأملي؟ وهل اللغة عنصر مهم في صناعة الرواية؟ وهل الشعرية هي تلك الروح المفقودة في كثير من الأعمال؟ وهل التاريخ يضع الرواية في مسار الزمن وبالتالي يأخذ الوعي نحو تكرار العظة؟ وهل السرد لأحداث من الواقع أو من الذاكرة وتجميعها في خيط حكائي يخلق رواية ناجحة؟! هذه الأسئلة وغيرها تنبثق في روحي ووعيي كلما أنهيت قراءة رواية ما؛ لأجدني أتصاعد في تأملات ما بعد القراءة عبر روح النص وعلاماته السردية الفارقة.
هذه المرة كانت رواية “ميرنامة” هي فتنة السرد التي أخذتني بين يديها لزمن ما؛ لتجعلني أتساءل ما أن أنهيتها عن ثنائية الأضداد من معاني الحب والغدر، والجمال والقبح، وأستشعر روح التاريخ حين يتجلى درسا للحاضر. “ميرنامة” التي تؤكد لك الفكرة الراسخة؛ أن كل إنسان على هذه الأرض حكاية/رواية تطول أو تقصر حسب مدة عبوره عليها، رواية تختلف عناصر تشويقها حسب مجريات أحداث حياته، ثمة حياة/رواية عظيمة، وأخرى بائسة، وثالثة ممتلئة، ورابعة فارغة، وهكذا حسب عمق العبور ورسوخ الحضور. ولأن كل رواية جزء من الحياة، والحياة موقف، فلكل منا موقفه الخاص من كل شيء، من الله والحياة والبشر والوجود والعدم والفكرة والحب والقيمة والواجب والوطن. وهكذا يمكن أن تُكتب رواية/حكاية كل منا عبر رؤية الآخر له؛ بين مبغض ومحب، ومقدّر وحاقد. وهكذا وعبر صورة الإنسان في مرايا الآخر، تدور رواية “ميرنامة” للكاتب جان دمو، الكاتب الكردي الذي يكتب بعربية عذبة وجزلة قد يحسده عليها الكثير من أهلها الأقحاح والذي كتب الرواية بالكردي ثم ترجمها بنفسه للعربية.
يقدّم الكاتب الرواية كاملة في ليلة واحدة، هي ليلة وفاة الخاني مسموما، فعبر تقنية تعدد الأصوات تتقدم تاريخية العمل، ويحضر تاريخ الشخصية بعمق عبر رؤية كل من تقاطع معه في الحياة ورأيه فيه. وعبر صورة الشاعر والأمير بانعكاساتها جمالا وقبحا_ وهل الجمال (أو القبح) إلا في عين الرائي كما يقول أفلاطون _داخل الشخصيات التي عاشت معه، وهي تتذكره في الغياب الأخير محمولا على الأكتاف في ليلة ممطرة بحبر أسود كما يجمع المحبون والمبغضون على ذلك. فيمضي في نعش خفيف محفوظ بعناية الرب ومعجزاته؛ فلا تتسرب له قطرة مطر في حين يغتسل الجميع بالحبر الأسود الذي يهطل من السماء بعد أن انطفأت كل شموع البلاد لتظلم الدنيا حزنا وكمدا كقلوب العباد على الفقيد العظيم. وما أن يوضع في قبره المضيء بالعلم والخير والجمال والعدل، تلك المعاني والقيم التي عاش الخاني مؤمنا بها، وقضى عمره كاملا معلما لها قولا وفعلا؛ حتى تتداعى صورته في أذهان كل من عرفه، فيتذكره ويبكيه من جهة ويستحضر تاريخه وحياته قبله ومعه. وعبر موقف كل من يحكيه ويتذكره بحب أو بحقد، بغيرة أو بتقدير، بإنسانية أو بغدر؛ تتجلى شخصية (أحمد الخاني: الشاعر/الأمير الكردي الذي ولد سنة 1650 في هكاري، وتوفي سنة 1707 في دوغبايزيد. وقد عاش ومات كاتبًا وشاعرًا وفيلسوفًا ومتصوفًا) على لسان كل من حبيبته السابقة، وأصدقائه، وتلامذته وأعدائه، وعبر حكاية هذه الشخصيات؛ تظهر لنا بجلاء تلك الشخصية التاريخية التي يدور حولها العمل الأدبي المتقن بروح تاريخية وفنية. فتتضح فكرة العمل وهدفه الذي يتمثّل في استعادة حقبة من تاريخ الكرد يقدمها الكاتب بوضوح عارف للزمان والمكان بأحواله وشخوصه وناقد له بفساده وظلمه عبر رمزية شخصية “الخانى” بقوته وصلابته في الحق، ورقته في الحب والشعر، ووعيه وانفتاحه مع الله والإنسان، وهذا بلاشك هو جوهر العمل وقيمته وغايته. وهكذا حقق الكاتب قيمة العمل التاريخية وفكرته القومية عبر استحضار جزء من تلك الحقبة وصناعة حكاية تاريخية لشخصية تمثلها؛ تستند للتاريخ وتتفرع منه وعبره لتكون درسا تاريخيا للحاضر يصلح لكل شعب وقومية وكيان. إن الرواية التاريخية ليست استنساخا للأحداث وللذاكرة بقدر ماهي مثال للاهتداء بها، وأخذ روح الأحداث لتكون عظم الرواية ثم يكسوه الكاتب لحما جديدا لتتشكل ملامحه الخاصة عبر أصابع كل كاتب، وفتنة الخلق الخاصة بكل مبدع. وفي حين تظل الحكاية أصيلة راسخة في الماضي يأتي النسج مبدعا جديدا خاصا ودافئا فتخرج من العمل وقد عشت في زمانه ومكانه تماما، وكأنك انتقلت إليه، حتى إذا عدت منه كنت ممتلئا به عارفا بكل ما حدث هناك، ولكن بوعي جديد وذاكرة بعيدة عنه. وهذا هو سحر الروايات التاريخية مثل رواية “ميرنامة”.

 

المصدر: جريدة عمان بتاريخ 10/8/2020

 


الثلاثاء، 11 فبراير 2020

صور عن القراءة في معرض مسقط الدولي للكتاب









حَكَمَتْ مؤخرا الجمعية العمانية للتصوير الضوئي مسابقة «اقرأ» الدولية للتصوير الضوئي في دورتها الثالثة والتي تقام سنوياً ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب، تضمنت لجنة التحكيم فنان الفياب زاهر السيابي، والمصور القطري عبدالعزيز الكبيسي، وفنان الفياب نائف الرقيشي، حيث قاموا بتحكيم 1299 صورة لـ 389 مصورا من 43 دولة حول العالم.
حملت صورهم مضامين تدعو للقراءة وجعلها أسلوب حياة للأفراد أينما كانوا وفي أية ظروف يعيشون، حيث تم قبول 211 صورة لـ 141 مصورا من 29 دولة حول العالم، وسيقام معرض للصور المشاركة وحفل تكريم ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي للكتاب.
وتأتي هذه المسابقة هذا العام برعاية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو» والاتحاد الدولي لفن التصوير الضوئي «الفياب»، ووزارة الإعلام ووزارة شؤون الفنون ممثلة بالجمعية العمانية للتصوير الضوئي لتجسيد أهمية القراءة كمشروع حياة تنويري للشعوب والأمم في صور فوتوغرافية التقطت باحترافية تامة..

 

الخميس، 6 فبراير 2020

ستة أعمال في القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية























«رويترز»: أعلنت الجائزة العالمية للرواية العربية (آي باف) أمس الثلاثاء قائمتها القصيرة لدورة 2020 التي ضمت ستة أعمال من الجزائر ولبنان وسوريا ومصر والعراق.
ضمت القائمة روايات (حطب سراييفو) للجزائري سعيد خطيبي و(ملك الهند) للبناني جبور الدويهي و(الحي الروسي) للسوري خليل الرز و(فردقان) للمصري يوسف زيدان و(الديوان الإسبرطي) للجزائري عبد الوهاب عيساوي و(التانكي) للعراقية عالية ممدوح.
واختيرت هذه الأعمال من بين 16 رواية وصلت إلى القائمة الطويلة في ديسمبر.
جاء الإعلان عن القائمة القصيرة خلال مؤتمر صحفي عقد في متحف حضارة الماء بمدينة مراكش المغربية بحضور لجنة التحكيم المشكلة برئاسة الناقد العراقي محسن جاسم الموسوي وعضوية الصحفي اللبناني بيار أبي صعب والباحثة الروسية فيكتوريا زاريتوفسكايا والروائي الجزائري أمين الزاوي والإعلامية المصرية ريم ماجد.
وقال رئيس مجلس أمناء الجائزة ياسر سليمان «تقدم القائمة القصيرة لهذه الدورة ست روايات تتنوع آليات السرد فيها كما تتنوع موضوعاتها والفضاءات التي تدور فيها أحداثها زمانا ومكانا».
وأضاف «على الرغم من هذا التنوع فإن شؤون الإنسان العربي في ماضيه وحاضره تبقى شاخصة في أجواء من السرد التخييلي الذي يطحن القارئ طحنا في بطئه في بعض الأحيان أو يعدو به عدوا سريعا إلى عوالم من الألم الذي لا يبارح النفوس في أحيان أخرى، وأيا كانت الوجهة فالتجربة بالرغم من بطء المسير التخييلي أم سرعته واحدة، مآلها البحث عن معنى يفسر ما يدور بحثا عن الانفكاك من الراهن بكل أطيافه».
وتبلغ قيمة الجائزة 50 ألف دولار تقدمها دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي بدولة الإمارات برعاية مؤسسة جائزة البوكر في لندن.
ومن المنتظر إعلان الرواية الفائزة في 14 من أبريل المقبل عشية افتتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب.

الأربعاء، 29 يناير 2020

(26) إصدارا أدبيا جديدا ومتنوعا




كدأبها كل عام، وتزامنا مع اقتراب الدورة الخامسة والعشرين لمعرض مسقط الدولي للكتاب، والتي ستقام خلال الفترة من 22 فبراير إلى 2 مارس 2020م، أعلنت الجمعية العمانية للكتاب الأدباء عن رفد الساحة الثقافية بـ(26) إصدارا أدبيا جديدا متنوعا بين الشعر والرواية والقصة والمسرح والمقالات والبحوث العلمية والدراسات النقدية والتاريخ الاقتصادي والاجتماعي لسلطنة عُمان، وأدب الطفل، بذات هوية إصدارات الجمعية والتي راعت توحيد الشكل في توزيع الصور والخطوط، واستثمار ألوان شعار الجمعية المتمثل في حرف (نون) في عمل الهويّة والأقسام وتوزيع الشعارات.
وسجلت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء هذا العام، تعاونها مع دار الآن ناشرون وموزعون (عمّان- الأردن) لإصدار المؤلفات الادبية والفكرية البالغ عددها (25) إصدارا، فيما تعاونت مع دار المؤلف في إصدار كتابها في أدب الطفل، والذي حمل عنوان “النمر العربي الأخير” للكاتبة أصيلة الحارثية، حيث مثلت إصدارات هذا العام أجيالا متنوعة من كتاب وباحثين من أعضاء الجمعية العمانية للكتاب والأدباء وهي تعبر عن عدد من المدارس والأساليب الفنية المتعددة التي غطّت مساحة كبيرة من المشهد الثقافي والإبداعي العُماني.
ومن إصدارات هذا العام في مجال الدراسات: “الجمال الصوتي.. تأريخه ورؤيته الفقهيّة” لبدر العبري، و”رؤية الجاحظ في عصري بني أمية وبني العباس” للدكتور سليّم الهنائي، و”الحركة العلمية في زنجبار وساحل شرق إفريقيا” للدكتور سليمان بن سعيد الكيومي، و”أماكن نسخ المخطوطات في عُمان” لحميد بن سيف النوفلي، و”قراءات في التاريخ الاقتصادي العماني”، من تحرير يونس بن جيل النعماني، و”تفكيك مركزية السرد.. قراءات في سيدات القمر للروائية جوخة الحارثية”، من إعداد وتقديم سمير درويش، و”قراءات سردية لمقامات أبي الحارث البرواني” لسعيد الصلتي، و”تحدث العلم شعرا.. تطور العقلية العربية والحياة العلمية في عُمان من نافذة الشعر التعليمي” للدكتور سالم بن سعيد البوسعيدي، وثلاثية “إلى ما قبل بابل، إلى ما بعد بابل، تقويض بابل” التي ترجمها وقدّم لها الدكتور خالد البلوشي، و”المشرب العذب.. قراءات في الشعر العماني” لمحمد بن سليمان الحضرمي.
و”في مجال الرواية: “موت في حياة ما” لجيهان رافع، و”عماني في جيش موسوليني” لماجد شيخان، وفي الشعر: “قيثارة حب” للأديب والشاعر الراحل محمود الخصيبي، و”أيام بمفاتيح صدئة” لطالب المعمري، و”قلب آيل للخضرة” لرقية الحارثية، و”نهاراتٌ بلا تجاعيد” لعبد الرزاق الربيعي، و”كلمات نباتية” لعبدالله خليفة عبد الله، وفي المسرح: “توابيت ملكية” لتحية الرواحي، وفي القصص: “ثلاث قصص جبلية” لمحمود الرحبي، و”وجه رجل ميت وقصص أخرى” لأحمد الحجري، أما في النصوص والمقالات فنجد: “تحليق” لعلاء الدين الدغيشي، و”وطن في حقيبة” للدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية، ونصوص حلقة الإبداع “بشجريات.. كل غصن معنى”، من تحرير سالمة سالم المرهوبية.
وقال المكرم المهندس سعيد بن محمد الصقلاوي رئيس الجمعية العمانية للكتاب والأدباء: إن مشروع إصدارات الجمعية، يُعدّ واحدًا من أهم مشروعات الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء بما يمثله من رؤية للنهوض بالكاتب والكتاب العمانيين والخروج بهما إلى نطاق شمولي أكثر اتساعًا يتجاوز التفاصيل الجغرافية المحدّدة للأدب العُماني والترويج له بأشكال إبداعية مبتكرة”.
وأضاف أن الجمعية كانت حريصة على هوية إصداراتها لجهة الإخراج والخط والشكل العام للكتاب وجاذبيته. وقد كانت الجمعية حريصة على بناء شراكات مع ناشرين عرب لهم حضورهم وتميزهم في مجال النشر والتوزيع. وقد وقعت الجمعية اتفاقا مع دار الآن ناشرون وموزعون من الأردن، لتميز عملها وإصدارتها.
وصدر حتى الآن عن الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء منذ بداية المشروع في 2008م، أكثر من 160 عنوانا في العديد من المجالات الفكرية والإبداعية العمانية، شكّلت بمجموعها حضورا وافرا كل عام بما يتناسب مع رؤية وأهداف الجمعية والتي تخدم في المقام الأول الكاتب العُماني وتسويق منتجه الثقافي.
بدوره قال القاص والكاتب الصحفي جعفر العقيلي المدير العام لدار الآن ناشرون وموزعون إن الدار تمثل مشروعاً ثقافياً يُعنى بالثقافة المدنيّة، والتنوير، والحوار مع الآخر، والتشارك الإنساني، وتسعى للارتقاء بصناعة النشر، وتعميم القراءة، وتوطين المعرفة، من خلال شبكة للتواصل مع المؤلفين والمثقفين العرب، وبناء جسور مع القراء في البلدان العربية، والقراء العرب في بلاد الاغتراب والمهجر.
وبيّن أن الدار، التي تأسست 2013م، هي عضو فاعل في اتحاد الناشرين الأردنيين، واتحاد الناشرين العرب، وهي تولي عنايةً فائقة بإصداراتها شكلاً ومضموناً، وتتولّى من خلال فريق من المحترفين جميع مراحل صناعة الكتاب، بدءاً من تقييم المحتوى ومراجعته وتطويره، مروراً بالتدقيق والتحرير اللغوي، وليس انتهاءً بالتنسيق والإخراج الفنّي وتصميم الغلاف، بما يحقق جودةً تروم منافسة الكتاب العالمي.

المصدر: جريدة الوطن العدد رقم 13208 بتاريخ 29 يناير 2020