الخميس، 26 أكتوبر 2017

في ذكرى رحيل الإنسان نيكوس كازانتزاكيس(26 أكتوبر)




مقتطفات من كتاب ' تقرير إلى غريكو' لـ "نيكوس كازانتزاكيس"

يجب أن نغادر الأرض ليس كعبيد ممزقين ومجلودين، بل كملوك ينهضون عن المائدة وهم ليسوا في حاجة لشيء، بعد أن أكلوا وشربوا حتى الامتلاء

إن العقل يصرخ ويشرح ويبرهن ويحتج، ولكن في أعماقي يبرز صوت ويصرخ به:  "اهدأ أيها العقل!  ودعنا نسمع القلب". أي قلب؟ إنه الجنون جوهر الحياة.  ويبدأ القلب بالشدو
 كان واحد من المتصوفين الأرذودوكس المفضلين لدي يقول دائما:” طالما أننا لا نستطيع أن نغير الواقع، فلنغير العيون التي ترى الواقع". وكنت أفعل ذلك في طفولتي، وإنني أفعل ذلك الآن أيضا في أكثر لحظات حياتي إبداعا وخلقا.

والحقيقية أنه ما من شيء يشابه عيني الله إلا عيني الطفل.  إنهما تريان العالم لأول مرة وتخلقانه.

وإنني لأحمد الله أن هذه الرؤيا الطفولية العذبة ما تزال حية في داخلي بكل امتلائها باللون والصوت. وهذا ما يبقي عقلي بعيدا عن الضياع ويحفظه من الذبول والجفاف. إنها القطرة المقدسة من الماء الخالد التي تمنعني من الموت. وحين تكون لدي الرغبة في الحديث عن البحر والمرأة أو الله في كتاباتي فإنني أغوص في صدري محملقاً ثم أصغي بعناية لما يقوله الطفل في داخلي. إنه يملي علي. وإذا حدث أن اقتربت من هذه القوى العظيمة، البحر والمرأة والله، واستطعت أن أتعامل معها بالكلمات وأن أصفها فإنني مدين بذلك للطفل الذي ما يزال يعيش في داخلي. إنني أعود من جديد طفلا لكي أمكن نفسي من رؤية العالم للمرة الأولى دائما وبعينين عذراوين.

كانت الحرية أول رغباتي الكبيرة. أما الثانية، والتي تظل خبيئة في أعماقي حتى اليوم وهي تعذبني، فكانت الرغبة في الطهارة. البطل مع القديس. هذا هو النموذج الأمثل للإنسان.
حين يؤمن القلب ويحب لا يظل هناك شيء وهمي. لا يبقى إلا الشجاعة والثقة والعمل المثمر.

الرجل الحقيقي يخاف. لكنه يتغلب على خوفه.

كنت أشعر، أكثر من أي وقت آخر في حياتي، أن الجسد والعقل والروح قد صنعت من طينة واحدة. حين يهرم المرء أو يسقط بين براثن المرض أو التعاسة يحدث عندها فقط أن تفترق أو تتعارض فيما بينها. وقد يرغب الجسد أحيانا أن يتولى القيادة. وقد ترفع الروح راية عصيانها وتتمنى الفرار. ويقف العقل عاجزا وهو يراقب ويدوّن التحلل. ولكن حين يكون المرء شابا وقويا كم يكون هذا الثلاثي متحدا بأخوة حبيبة! وكيف يعيش الثلاثة على الحليب ذاته!

ليست السعادة طائرا نادرا علينا أن نطارده في لحظة محددة في السماء. وفي اللحظة التالية في عقولنا. السعادة طائر أليف موجود في باحة دارنا

انّ روح الشباب البسيطة لا تستطيع أن تتسامح مع منظر الجمال وهو يتناقص إلى لا شيء، بينما يقف الإله جانبا، ولا يرفع يده ليجعل الجمال خالدا. لو كنت إلها، هكذا يفكر الشاب، لوزعت الخلود بلا حساب، ودون أن أسمح ولو مرة واحدة لجسد جميل أو لروح شجاعة أن تموت

قلت لشجرة اللوز:
حدثيني عن الله يا أخت
فأزهرت شجرة اللوز.

أنا أخاف البشر. ولا أخاف الله. الله يفهم ويغفر. أما هم فلا

الراهب الحقيقي هو ذلك الذي يعيش مع البشر، ويعمل هنا مع الله ملتصقا بالتراب. فالله ليس جالسا على عرش فوق الغيوم. إنه يصارع هنا على الأرض وإلى جانبنا. لم تعد العزلة طريق الإنسان المكافح. والصلاة الحقيقية، الصلاة التي تسلك طريقها إلى بيت الرب وتدخله، هي العمل النبيل بهذه الطريقة. من يصلي، اليوم، هو المحارب الحقيقي.

ذات يوم رأيت امرأة هزيلة ممدة على الرصيف. وكانت أسمالها قد انحسرت فكشفت عورتها. ولأنني أشفقت عليها توقفت لأقول لها أن تسحب ثوبها. قلت:” أنت غير محتشمة". فهزت كتفيها وارتسمت على شفتيها ابتسامة ساخرة: أنا جائعة وأنت تتحدث عن الاحتشام. الحياء للأغنياء

صحيح أننا لا نستطيع أن نقهر الموت، إلا أننا نستطيع أن نقهر خوفنا من الموت.

لو فتحتم قلبي لوجدتم جبلا شاهقا منيعا ورجلا وحيدا يتسلقه

إن لكل إنسان صرخة، صرخته الخاصة، ترتفع في الجو قبل أن يموت. لذا علينا أن لا نضيع وقتا لئلا يفوتنا الأوان. صحيح أن هذه الصرخة لابد أن تتعثر دون جدوى في الهواء، وأنه لا أذن تسمعها هنا، تحت، على الأرض أو هناك، فوق، في السماء. ولكن لا يهم.  أنت لست غنمة. أنت إنسان. وهذا يعني أنك شيء قلق وصارخ. فلتصرخ إذن.

إنني بالكتابة كنت أكافح ليس من أجل الجمال، بل من أجل الخلاص.


الثلاثاء، 3 أكتوبر 2017

الشاعرة السيفية في الأردن




تشارك الشاعرة العمانية عائشة السيفية في فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمّان الدولي للكتاب، الذي تنطلق فعاليات دورته السابعة عشرة يوم 4 أكتوبر الجاري.
وتقرأ السيفية جديدها من القصائد في أمسية شعرية يشارك فيها إلى جانبها: سليمان الدريسي (المغرب)، والشاعر عبود الجابري (العراق)، ومحمود أبو الهيجاء (فلسطين)، ومريم شريف (الأردن)، ويديرها الكاتب جعفر العقيلي.
ويشتمل البرنامج الثقافي على أمسية قصصية بمشاركة قاصين أردنيين، وندوة فكرية بعنوان "كيف يُصنع العالم؟ مأزق النُّخَب ودور الأفكار"، يشارك فيها المفكر اللبناني د.علي حرب. كما تقام جلسة حوارية حول معارض الكتب ودورها في الثقافة العربية بمشاركة مديري معارض الكتب العربية، ورؤساء اتحادات الناشرين، وأعضاء مجلس إدارة اتحاد الناشرين العرب.
ويحتفي المعرض بتجربة الناقد د.إبراهيم السعافين، بوصفه "الشخصية الثقافية" لهذه الدورة، حيث تُعقَد ندوة تتناول جهوده وأثره في المشهد الثقافي والأكاديمي العربي.
وتعقَد ندوة تعاين مواكبة الدراما العربية للتحولات السياسية" يشارك فيها الناقد السينمائي وليد سيف الدين (مصر) والكاتب والسيناريست فارس الذهبي (سوريا) والمخرج صلاح أبو هنود (الأردن). ويستعرض عدد من الخبراء والمتخصصين واقع التشريعات وإمكانية تطبيقها للحفاظ على حقوق الملكية الفكرية ضمن ندوة بعنوان "حرية النشر وحقوق المؤلف". وبمناسبة مرور خمسين عاماً على صدور العدد الأول من مجلة "أفكار" الثقافية التي تصدرها وزارة الثقافة الأردنية، تعاين ندوة متخصصة تجربة هذه المجلة والتطلعات التي تصبو إليها.
ويناقش عدد من السرديين العرب موضوعة السرد وذاكرة المكان، بينما تتنوع الفعاليات الموجهة للطفل بين القراءات التفاعلية والأنشطة الترفيهية والعروض الفنية، ويشارك فيها كتّاب من بينهم: هيا صالح، وتغريد النجار، وأميمة الناصر.
وفي السياق، تتواصل حفلات توقيع الكتب في أجنحة الدور المشاركة في المعرض والتي يبلغ عددها نحو 350 دار نشر تمثل عشرين دولة عربية وأجنبية.