الأربعاء، 3 ديسمبر 2014

من باب الغيرة. ثقافيًا



محمد الرحبي

alrahby@gmail.com
 

في معرض كتاب ستتأمل جناح دولة، ولنقل دولة شقيقة حيث إن خطابنا الموجه يكره المقارنات باعتبار أنه لا يفترض أن نقارن أنفسنا بأحد، علوًا ومجدًا، .. ذلك الجناح يمكن رؤية تميزه بما حظي به من اهتمام فني وجمالي، ما أن تقترب منه حتى يستقبلك أحدهم بترحيب بالغ، يدعوك للدخول وتناول القهوة، لتكتشف أن الدعوة أبعد من كل واجبات الضيافة التي يقدمونها لك، هناك ندوة في الجزء الاعلى من الجناح، ستجد جلسة انيقة تحتفي بعلم من اعلامهم في الفن التشكيلي، حسب جدول ندوات يومي وتعقبه قراءة قصصية أو شعرية، تكتب وسائل الاعلام عن كل ذلك.
في جناحنا العماني لا تلمح الفرق بينه وأي جناح عادي، فقط هناك دلة القهوة والحلوى وربما التمر.. عارضون يعبثون بهواتفهم النقالة، يرفعون رؤوسهم إذا سألهم أحد عن شيءٍ ما.. الكتب على الطاولة والهدف التخلص من الشحنة ولو بالتوزيع المجاني، الحصة المتبقية للسفارة العمانية في تلك الدولة وفق ما تقتضيه طبيعة المهمة.. أن لا تعود الكتب مشحونة في رحلة الاياب.
كما أن هناك زهدا وجدته للتحدث مع وسائل الاعلام حيث لا يرغب أحد الخروج من علبته المعتادة للتحدث عن الرسالة الحضارية التي جاء بها؛ ربما لأن علاقته بما أتى به، كتبرير وظيفي على الأقل، ضعيفة جدا، فقد ارتأت جهات حكومية ان ترسل إلى أجنحتها الخارجية موظفين من مديريات مختلفة، لتقسيم الكعكة على أكبر عدد من الموظفين قدر الإمكان، أكان محاسبًا أو مراسلاً.. (أهم شيءٍ النية).فعاليات ومشاركات وايام ثقافية هنا وهناك.. الهدف منها وضع تقرير يؤكد دسامتها، بتعبيرات ضخمة، إبراز الموروث العماني العظيم، ثقافة التسامح، التاريخ الموغل في القدم.
تلك الفعاليات أصبح من أبرز ملامحها (المعتادة) فتاة تنقش الحنا على أيدي الزوار.. سيقولون لك أن المعرض يجسد التاريخ العماني العريق.. ستتجنب سؤال نفسك عن التاريخ الذي نقدمه عن طريق الحنا وملء أفواه الزوار بالحلوى العمانية، كما سيغيب صوتك بين قارعي الطبول باعتبار أن الطبول جذبت مئات الزوار إلى ساحة العرض، وكم تبدو جميلة صورة أجنبي استطرب فرقص مع الفرقة القادمة من بلادنا.
أيها المسؤولون: فكروا في ثقافتنا وحضارتنا كما تفكرون في رحلات تغيير الجو المصاحبة.
هم مشغولون ولديهم أعمال ضخمة.. إلا أن حقيبة السفر تلغي كل انشغال.
ويا جهاز الرقابة المحسوب على الدولة ماليًا وإداريًا.. كم من عشرات الآلاف تصرف على تذاكر الطيران (العليا) فيما لا يجد النشاط الثقافي الحقيقي ربع تلك المبالغ؟

المصدر جريدة الشبيبة

الأحد، 30 نوفمبر 2014

ماذا بعد المئة وعامين؟





قبل أن يرحل تشرين الثاني "نوفمبر" أخذ معه الشاعر اللبناني والأديب الكبير سعيد عقل، عن عمر يناهز مئة وسنتين، صرفها في قرض الشعر وكتابة الكتب.

قلم جريء

وعقل مولود في 4 تموز (يوليو) 1912 في زحلة شرق لبنان، حيث أمضى طفولة وردية في كنف والدين أنعما عليه بالحب، وعلماه الوطنية والعنفوان. تلقى علومه الأولى متفوقًا في مدرسة الإخوة المريميين بزحلة، ثم أتم فيها قسمًا من المرحلة الثانوية، عازمًا على التخصص في الهندسة، لكن الرياح لم تجر كما اشتهت سفينته.فحين كان بعد في الخامسة عشرة، مني والده بخسارة مالية كبيرة، ما اضطره إلى الانصراف عن المدرسة، ليتحمل مسؤولية البيت، ممارسًا الصحافة والتعليم في زحلة. في مطلع الثلاثينات، استقر في بيروت، وعمل كاتبًا وصحافيًا في صحف "البرق" و"المعرض" و"لسان الحال" و"الجريدة"، ثم في مجلة "الصياد "، فتميز قلمه بالجرأة.

بحر علوم

درس عقل في مدرسة الآداب العليا، وفي مدرسة الآداب التابعة للأكاديمية اللبنانية للفنون الجميلة، وفي دار المعلمين، وفي الجامعة اللبنانية. ودرس تاريخ الفكر اللبناني في جامعة الروح القدس، وألقى دروسًا لاهوتيةً في معهد اللاهوت في مار انطونيوس الأشرفية.
وقرأ روائع التراث العالمي شعرًا ونثرًا، فلسفةً وعلمًا وفنًا ولاهوتًا، فغدا طليعة المثقفين في هذا الشرق. وتعمق في اللاهوت المسيحي حتى اصبح فيه مرجعًا، آخذًا عن المسيحية المحبة والفرح والثورة حين تكون وسيلة للسلام. كما درس الإسلام وفقهه، فحببه الإسلام في أن الله رب العالمين أجمعين، وفي أن الزكاة عطاء مما وهب الله، وفي أن الجنة تحت أقدام الأمهات، وفي أن عرش الله مصنوع من خشب أرز لبنان، وفي أن الرسول قال: "إثنان ماتا من وفرة ما أحب الواحد منهما الآخر يدخلان رأسًا إلى الجنة".
أنشأ في العام 1962 جائزة شعرية من ماله الخاص قدرها ألف ليرة لبنانية، وكانت حينها مبلغًا كبيرًا، تمنح لأفضل صاحب أثر يزيد لبنان والعالم حبًا وجمالًا.

إرث خالد

في العام 1935، نشر عقل "بنت يفتاح"، وهي مأساة شعرية وأولى مسرحيات الأدب الكلاسيكي اللبناني رفيع المستوى. نالت مسرحيته جائزة الجامعة الأدبية حينها.
وفي الثلاثينات ايضًا، قال مطولته الشعرية التاريخية المشهورة "فخر الدين"، مبرهنًا بالدليل القاطع على قدرة الشعر على التأريخ، من دون أن يخسر رونقه الأدبي.
سنة 1937، أصدر "المجدلية" التي غيرت وجه الشعر في الشرق. وسنة 1944، نشر مسرحية "قدموس"، لتكون لونًا جديدًا من الملاحم. في سنة 1950، نشر ديوان "رندلى" الغزلي، وبعده سميت مئات البنات اللبنانيات بهذا الاسم. وفي سنة 1954 صدر له كتيب نثري "مشكلة النخبة"، ليصدر في سنة 1960 كتاب "كأس الخمر"، أدرج فيه مقدمات وضعها لكتب منوعة. وفي هذه السنة ايضًا، أصدر "لبنان إن حكى"، ناشرًا فيه امجاد لبنان باسلوب قصصي يتأرجح بين التاريخ والاسطورة، وكتاب "أجمل منك؟ لا... " الغزلي.
وصدر له في سنة 1961 كتاب "يارا" الشعري باللغة اللبنانية، ثم في سنة 1971 كتاب "اجراس الياسمين" الشعري في الطبيعة. وفي سنة 1972 أصدر "كتاب الورد" وهو نثر شعري عن الحب. ثم أصدر في سنة 1973 كتاب "قصائد من دفترها" وكتاب "دلزي" أكمل فيه نهج "رندلى".
في سنة 1974، صدر له كتاب "كما الأعمدة"، ثم كتاب "خماسيات" باللغة اللبنانية والحرف اللبناني في سنة 1978 ، فكتاب "خماسيات الصبا" بالفصحى في سنة 1992.
في سنة 1981، صدر لعقل ديوان " الذهب قصائد" بالفرنسية، يحمل خلاصة ما توصل عقل من فكر. وله أيضًا عدة دواوين مخطوطة وجاهزة للطبع.

قبسات من شعره

لا يمكن لمّ أفضل شعر عقل، فما كتب من الشعر إلا أفضله. ومنه هذه الأبيات من ديوان "أجمل منك؟ لا":

أخبرتها أخبرتها النجوم
انك لي،
طوقت خصري، بحت للكروم
بأنني كأسك والهموم
أقلعت عبر الصحو والغيوم
في هدبي الحلو المزلزل!

رددت من شعرك ألف شيء
اني غوى النظر،
نبض الصبا، بلورة السحر
أن على يدي
يلهو القدر،
وإن أنا أسقطت من علي
ثوبًا، فما شمس وما قمر؟!

وكدت كدت من هوًى أطير
قطفت أقحوانةً تمد
عنقًا، ورحت بيد أعد:
"يحبني، يحبني كثير،
يجن بي، يصدقني، يجد،
يكذب…لا؟... بلى" وأستجير
بالورق الأخير…
وخوف أن أصد
وأقحوانتي تقول
أنك لا تحبني، للعمر، للأبد
آخذها بيد
وبيد أنثرها بدد
ويحي! وتطوي سرك الحقول!

وفي غد أن أنا لم
أكن غرامك الوحيد
أضم
أضم، وحدي، وأشم
وكان نيسان جديد…
لا لن ترى الزهر
مجرحًا بديد
قلبي غفر
قلبي الذي يذكر ألف ش
يء

أني غوى النظر…
نبض الصبا.. بلورة السحر …
أن على يدي
يلهو القدر
وإن أنا أسقطت من علي
ثوبًا، فما شمس وما قمر؟…

ومن ديوان "كما الأعمدة":

من الينابيع، من عيني صوتك، من ضوع البنفسج، أضلاع له وحني
سر الرنين، وهل إلاك يفضحه؟ يا ناقر العود، منه العود في شجن!
والكون، قله رنين الشعر، قله صدًى لكف ربك إذ طنت على الزمن
ما العمر؟ ما نحن؟ ما هذي التي كتبت قوس الغمام وغنج الزنبق الغرن؟
تشظيات نجوم عن يد فجرت حبيبة الشيء، وجه الله منه دني
فنحن هذون، لما نبق في سفر على الرنين، نجومًا رحل السفن

حببت فيك البليل البث، لا يبسًا لليل غنى، وغنوا للضحى الخشن
من لا يضج، ويبق الآه سيدةً على الكلام، يؤخ الطير في الفنن
نسج التنهد لكن لا يهلهله سهل، ففي خيطه من شمخة القنن
ضوء خصصت به، بعض الذي احتفظت ببعضه الشمس إذ هلت على عدن

من شاعر؟ من تظل الريح دارته ترمي بأبراجها في الأفق لم تشن
حجارها شرف! فاسمع تنفسها بالنبل، قلت: به قبل الجمال عني
أكيدةً من هنا، من مقلع وقعت عليه ريا غصون الأرزة اللدن
الله نحن! أما نحيا لأغنية نشوى بها لفتة العقبان من الوكن؟
إن شدنا البحر، لا ملآن، بعد، بنا نفرغه منه أن أسكن أو بنا أنسكن!
جبالنا هي نحن: الريح تضربها نقوى وما يعط قصف الرعد نختزن
عشنا هنا لا نهم، الفقر مر بنا ومر من شبر أرض غره ففني…
للفقر قلنا: أسترح، للمستبد: أشح غدًا على
الرمل لا يبقى سوى الدمن
 
 
المصدر موقع إيلاف

 

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

مشروع جامعتي تقرأ ينظم "اقرأ كافيه"



كتب: يونس الصلتي.

ينظم مشروع جامعتي تقرأ في جامعة السلطان قابوس المقهى القرائي "اقرأ كافيه"  وذلك يومي الجمعة والسبت الموافق الحادي والعشرين والثاني والعشرين من نوفمبر الجاري وذلك بحديقة القرم الطبيعية من الساعة الرابعة عصراً وإلى التاسعة مساءً
تتضمن الفعالية عدد
اَ
من المواضيع والأركان المتخصصة كالحلقات النقاشية والمحاضرات وحلقات عمل تدريبية للأطفال في مهارات القراءة وكتابة القصة القصيرة إضافة إلى فعاليات خاصة لأولياء الأمور والعوائل كالمسابقات والألعاب التعليمية وأماكن لبيع الكتب وركن خاص للناطقين بغير العربية في فنون القراءة. يأتي مشروع جامعتي تقرأ هذا العام "تحت شعار ما شاخ فكر أمة تسلحت بالقراءة" ويسعى إلى تعزيز الرغبة القرائية للمجتمع وخلق روح المنافسة للقراءة وغرس مبادئ المبادرة للتطوع بالعلم والكتاب وتشرف عليه جماعة صوت التنمية بعمادة شؤون الطلبة في الجامعة. وتقول عائشة العرفاتية المشرفة على هذا المشروع: " جاء المقهى القرائي "اقرأ كافيه" ليكون حلقة وصل بين الفرد و الكتاب ويثقفهم بأهمية الكتاب من خلال المقهى العام الذي سيوفر كتباَ ليقرأها الزائر لهذه الفعالية بالإضافة إلى المجلس الثقافي الذي سيناقش الكتب ويقدم المحاضرات وحفلة توقيع كتاب ومقهى الأطفال وفعاليات لأولياء الأمور ومكتبات لبيع الكتب. ولا يقتصر المقهى على العمانيين فقط وإنما يستهدف الأجانب بمختلف الجنسيات في قسم اللغات الخاص بهم .هذه الفعالية تم إعدادها بشكل كامل من خلال جهود طلبة جماعة صوت التنمية في الجامعة والرغبة الملحة منهم لتحقيق ما يسمو له مشروع جامعتي تقرأ بجعل أمة اقرأ تقرأ فترقى إلى العلا". يذكر أن المشروع سيعلن عن فعاليته القادمة "يوم القراءة الجامعي "في البدء من ديسمبر القادم والتي تعد من فعاليات المشروع الرئيسية.

الاثنين، 20 أكتوبر 2014

طباعة كتب دراسية للمكفوفين





تعلن جامعة السلطان قابوس ممثلة بشؤون الطلبة بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية عن انطلاق نظامها الجديد في طباعة الكتب والملزمات الدراسية للطلبة المكفوفين بالجامعة، وباعتماد نظام رقمي يسهل نفاذ الطلبة المكفوفين إلى المادة العلمية بسهولة ويسر. وعليه ندعو جميع الطلبة والموظفين في الجامعة إلى المشاركة في دعم هذا المشروع الإنساني والذي يستدعي تنفيذه عددا كبيرا من المتطوعين، فإذا كانت لديك الرغبة في أن تكون أحد المتطوعين في الفريق فما عليك سوى إرسال اسمك الكامل، وبيانات التواصل معك (رقم الهاتف والبريد الإلكتروني) على عنوان البريد التالي الخاص بمشرف الفريق: ads4squ@gmail.com


نحن نؤمن أن مساهمتك ستكون مصدر اعتزازنا بنجاح عملنا

 

الخميس، 2 أكتوبر 2014

الأولى عالميا



 
يصنف الشعب في نيوزيلاندا في المرتبة الأولى عالميا من حيث الشغف بالقراءة. إنهم يتبادلون الكتب في عيد الميلاد كهدايا بدل الشكولاتة والعطورات والأحذية. شتاؤهم طويل وممل كما صيف بلاد الشرق الأوسط مع فارق الفعاليات الذهنية والإبداعية.

الاثنين، 22 سبتمبر 2014

بناء الإنسان قبل الأسوار



 
 

 
بقلم الأستاذ الدكتور علي فخرو
 
 

 
يذكر المرحوم المفكر المغربي المهدي المنجرة هذه الطرفة المغموسة في عسل الحكمة: عندما أراد الصينيون القدامى أن يعيشوا في أمان، بنوا سور الصين العظيم لاعتقادهم بأن لا أحد سيستطيع تسلُّق علوه الشاهق. لكن خلال المائة سنة الأولى التي أعقبت بناء السور تعرضَّت الصين للغزو ثلاث مرات، دون حاجة لتسلُّق أو اختراق السور، إذ كان الغزاة يكتفون بدفع الرشوة للحّراس الذين كانوا يفتحون لهم الأبواب فيدخلون. حكمة الطُّرفة أن الصينيين انشغلوا ببناء السور العظيم ونسوا بناء الحارس. يقابل ويماثل تلك التجربة الصينية القديمة ما تمارسه أنظمة الحكم العربية في أزمنتنا الحالية: إنها تصرف سنويا البلايين من الدولارات لشراء الأسلحة وتكديسها حتى تصدأ، ولاستيراد بضائع الترف والتسلية والعبث على حساب التنمية الاقتصادية الذاتية بينما تبخل وتتراجع بشأن كل ما يبنى الإنسان من تعليم وصحة وثقافة وحماية اجتماعية ودعم لبيئة الفكر والإبداع في مجتمعاتها. قضية الأمن العربي لن تحل إلا من خلال بناء الإنسان الحارس العربي، وليس من خلال بناء أسوار الجيوش وتوقيع معاهدات الصداقة والحماية مع الأجنبي والتنسيق الأمني مع هذه الجهة الاستخبارية أو تلك. من أجل بناء ذلك الإنسان لابدّ من وجود بناة مهيّئين وقادرين بالفعل وفى الواقع للقيام بتلك المهمّة. في الأسرة هناك الضرورة للأم المتمتعة بكامل متطلبات الكرامة الإنسانية والمساواة في كل الحقوق الإنسانية بالرّجل الأب والمهيَّئة تعليما وثقافة إلى أعلى المستويات الممكنة. في الحضانة والمدرسة والجامعة هناك الحاجة للمعلّم الممتهن المثقّف المحترم المقدّر المكتفي معيشيا في صورة لائقة والمتفرَّغ ذهنيا لعملية التّنشئة والتعليم وبناء طاقات الإبداع البالغة التعقيد. في المجتمع هناك الحاجة الوجودية للمثقف والعالم والإعلامي المفكّر الملتزم بقضايا نهوض أمته، المبدع المتحرّر من قيود ومحددات سلطات القمع والتسلُّط والمراقبة المريضة، وغير المحارب في عمله وعائلته ومعيشته من أجل تدجينه وإخضاعه وإغوائه ومن ثم عرضه في أسواق النخّاسة للبيع والشّراء. من دون تهيئة هؤلاء وقيامهم بمهمّاتهم وتجنيبهم كل أنواع الضغط والتجويع والتسلُّط، باسم أيّة ذريعة مهما كانت، فإن عملية بناء الإنسان العربي لن تكون ممكنة وسنعيش مع الحارس المقصر المرتشي الخائن لأحلام أمته، ولن تفيدنا الأسوار التي نعتقد أنها ستحمينا. نحن نريد تلك الأم وذلك المعلّم وأمثال أولئك المثقفين ليس فقط من أجل حماية الإنسان العربي من آثار ثقافة التخلف والانغلاق والاجترار التي رانت عبر القرون على مجتمعات وطن العرب كله، ولكن أيضا من أجل حمايته من الآثار السلبية الكثيرة في الثقافة العولمية المعاصرة التي تعمل ليل نهار لنشرها وترسيخها في العالم كلّه قوى وأدوات ومرتزقة الرأسمالية الليبرالية الجديدة التي اجتاحت وهيمنت على العالم عبر العقود الأربعة الماضية. فمن جهة ركزت ثقافة الاقتصاد الجديد، من أجل تبرير احتقارها لمبدأ المساواة والتعاضد الاجتماعي، على استقلال الفرد المطلق، ملك نفسه، المحارب من أجل نفسه، الغارق في الاستهلاك النّهم المتعاظم لكل منتج مادى ولكل صرعة غريزية في عوالم المتعة، المنبهر بانقلاب مجتمعه إلى عبارة عن سلسلة من الأسواق الحرّة المتنافسة الخاضعة فقط لمنطق وتوجهات اقتصاد السوق وآلته المحركة لتوسُّعاته وتقلباته ومغامراته، آلة التطوير التكنولوجي الذى لا يهدأ. إنه الإنسان الاقتصادي الجديد الذى يتنعّم ويأكل ويشرب من خيرات الاقتصاد، بعيدا عن السياسة والثقافة والمعتقدات والأفكار. من جهة أخرى ركزت ثقافة الإعلام وشتّى صنوف أنواع التواصل على ما سمّاه المؤلّف الإسباني فيسنت فردو في كتابه «نمط العالم» بالثقافة من أجل الأطفال، تلك الثقافة التي تتصف بالبساطة والبراءة والسطحية والتركيز على الحسّيات والرغبات غير المسئولة وغير الناضجة، والتي تتوجّه إلى الطفل القابع في داخل الكثيرين من الشباب واليافعين. إنها ثقافة أنتجت الهوس بالألعاب الرياضية وأبطالها، وإدمان كتب الخيال والأساطير، والإقبال على برامج التليفزيون البالغة السطحية والسُّخف، والابتعاد عن كل ما هو سياسي والتزام اجتماعي مسئول بهذا أصبح عالمنا عالم الخيال، والعمل تسلية، وأصبحت الحياة عبارة عن لعبة لا ارتباط لها مع الواقع. لذلك يطالب المئات من الكتاب والمفكرين في الغرب بضرورة مواجهة تلك الثقافة قبل فوات الأوان وقبل أن يصبح الشاب الغربي كائنا يدور حول نفسه ولا غير نفسه. مسئوليتنا في بلاد العرب إذن مضاعفة، إذ عليها أن تواجه إشكالات ثقافتنا وإشكالات ثقافة العولمة التي في جوهرها ثقافة الغرب الرأسمالي النيوليبرالي. هذه المهمة المزدوجة لبناء الإنسان العربي لا يمكن أن توجد عند أمة مجزأة، خاضعة لأشكال من النفوذ الأجنبي، غارقة في ماضيها على حساب حاضرها، غارقة في مشاكل اقتصادية وسياسية لا حصر لها ولا عد. من أجل بناء حارس أمين غير مرتشٍ لابد من حدوث تغييرات كبرى في حياة هذه الأمة، وإلا فالغزو سيستمر.

 

المصدر جريدة الرؤية العمانية العدد 1406

الأحد، 20 يوليو 2014

1969




 

جوجل تحتفي بالأستاذة الدكتورة سهير القلماوي ويصادف اليوم الموافق 20 يوليو ذكرى ولادتها، لدى هذه المرأة المصرية العديد من الإنجازات منها المساهمة في إقامة أول معرض دولي للكتاب بالقاهرة عام 1969والذي يشتمل على الأخص جناحا خاص بالأطفال وهو ما استمر بعد ذلك ليصبح فيما بعد المعرض السنوي لكتب الطفل.
 

الثلاثاء، 1 يوليو 2014

صدور كتاب (تكوين) الأوّل



 
 
لماذا نكتب: عشرون من الكتاب الناجحين يجيبون على أسئلة الكتابة


 

عشرون من الكتّاب الناجحين يجيبون على أسئلةِ الكتابة، في كتاب (لماذا نكتب؟) الصادر حديثًا عن الدار العربية للعلوم ناشرون، بيروت، والذي يُعتبر أول إصدار لمشروع تكوين للكتابةِ الإبداعية. يتألّف الكتاب من عشرين مقالةٍ لعشرين كاتب يتحدّث عن تجربته في الكتابة، منهم - على سبيل المثال - إيزابيل الليندي، غيش جين، تيري ماكميلان، سوزان أورلين، جيمس فري، ديفيد بالداتشي وآخرين.وقد شارك في ترجمة هذا الكتاب مجموعة من المترجمين العرب، من الكويت والسعودية وسوريا ومصر، هم (أحمد بن عايدة، أحمد العلي، أسماء الدوسري، بثينة العيسى، ريم صلاح الصالح، ريوف خالد العتيبي، سامي داوود، غيد الجارالله، مصطفى عبد ربه، ناصر البريكي، هند الدخيل الله، هيفاء القحطاني). ويُعتبر هذا الكتاب ثمرة للعمل الجماعي التطوّعي الإلكتروني، تقول بثينة العيسى في مقدمة الكتاب: "عثرتُ بكتاب لماذا نكتب لـ ميريدث ماران في سبتمبر 2013. وكنتُ بصدد انتخابِ بعض الاقتباسات المتعلقة بنصائح الكتابة لترجمتها، لولا أن الاقتباس لم يكن كافيًا. شعرتُ بأنني أمام مادّة غنية بالتجارب وينبغي التعامل معها باحترامٍ يليق بعمق التجربة. وعليهِ، ومن خلال الموقع الإلكتروني للمشروع، وجّهتُ الدّعوة للانضمام إلى فريق تكوين للترجمة، لأولئك الذين لا يمانعون أن يعملوا "بلا مقابل، باستثناء المتعة الخالصة للمنحِ والخلق"، وكانت المفاجأة، هي تدفّق طلبات الانضمام بشكلٍ شبه يومي، لم ينقطع حتى تاريخه، رغم مرورِ ما يتجاوز الستة أشهر. وكانت الدهشة الحقيقية هي ولادة هذا الكتاب خلال أشهرٍ معدودة، بجهودٍ جماعية، مجّانية، تطوّعية ومتحمّسة، إلى درجة إنجاز كتاب تكوين الأول، متناولاً أكبر أسئلة الكتابة على الإطلاق؛ سؤال الـ لماذا." والجدير بالذكر، أنّ كلاً من فريق الترجمة والناشر قد تنازلا عن المداخيل المادية التي يحققها هذا الكتاب، بما فيها أية جوائز يحققها، لصالح تعليم طفل عربي.

 

الثلاثاء، 17 يونيو 2014

الدهاليز المظلمة والمنيرة لكأس العالم









 
                                             محمد بن رضا اللواتي

عندما يستقطب جري اثنين وعشرين لاعبا خلف كرة مليارات البشر فأنت حينها لا تشاهد "لعبة" ولا يمكن وصفها بذلك إطلاقا! إنّها من الأحرى أن تكون منظومة رياضية تبث "ثقافة" تؤثر في تغير البلدان، فتصبح المجهولة معروفة، والممقوتة محبوبة، والفقيرة غنية، والغنية فقيرة، وتؤثر في القوميات فتجعل من بعضها شريرة، وأخرى خيرة، وتؤثر في المشاعر لتجعل من العدو اللدود صديقا حميما، ومن المقرب إلى القلب مبعدًا، بل ويمتد تأثير ثقافة هذه الرياضة الأكثر شعبية على وجه المعمورة ليصل إلى الأطفال والمراهقين، فيغدو "اللاعب" لديهم قدوة ابتداء من كيفية تصفيفه لشعره إلى مجمل ثقافته ورؤيته لما حوله من وقائع، (أكبر نسبة متابعة التغريدات هي للاعبي كرة القدم) والعجب أنّ اختلاف الانتماءات العقائدية لا تؤثر في اتخاذ المتعلقين بأولئك اللاعبين موقفا سلبيا منهم إن وجدوا أنهم ليسوا على وفاق مع معتقداتهم التي نشأوا عليها وورثوها أبًا عن جد.
ولا عجب حين نسمع تصريحًا من رجل بمستوى "بلاتيني" يقول بأنّ "فريق كرة القدم يمثل بنحو ما ثقافة"! ففي الأحوال التي يكون الأب على خصام تام مع ولده، يذوب الجليد بينهما حال مشاهدتهما في التلفاز مباراة فريقهما المفضل، وإذا بهما يقفزان فرحا، ويبتهجان طربا حين يكسب، بينما تصيبهما كآبة حادة عند خسارته. والحال على نقيضه لدى أحب الأصدقاء، فإذا افترقا، رغم قربهما، في التعلق بفريق دون غيره، نرى ما أسرع ما ينسيان ودهما عند مقابلة فريقيهما وجهًا لوجه، وكأن الحميمية لم تكن في يوم ما موجودة أساسا!
خمس من السنوات التي وقعت فيها هولندا أسيرة بين يدي الألمان أيام الحرب العالمية، والتي لا أحد منهم يود تذكرها، وإذا بهم يخرجون عن بكرة أبيهم وبنحو هيستري بعد كل لقاء يجمع بين فريقهم بالألمان، هذا إن فاز فريقهم عليهم، حتى قيل بأن أسوأ المباريات تأججًا بالحقد وسببا في تأجج نيران البغضاء هي مباريات الهولنديين في مواجهة الألمان.
في أعقاب فوز الهولنديين على الألمان إبّان بطولة أوروبا لكرة القدم عام 1998، صدر لمجموعة من شعراء الهولنديين ديوانًا شعريًا في كرة القدم حمل اسم "هولندا - ألمانيا" جاء في بعض قصائده:

"هؤلاء الذين سقطوا (أي الألمان)..

ارتفع الهتاف من قبورهم".

وكتب آخر في الديوان نفسه:

"تعميم أحمق من الشعب..

أو أمة أكرهها..

شعور التناسب..

عزيز جدًا على قلبي". (أنظر: الكرة ضد العدو: سايمون كوبر).

وكتب "ايريك فان" لابنته يقول لها:

"انظري عزيزتي انظري إلى التلفاز..

برتقال، غوليت (لاعب هولندي)= أبيض

أبيض، ماتهاوس (لاعب ألماني) =أسود" (المصدر السابق).

لقد كان الفوز لدى الهولنديين يساوي الفوز بالحرب، ويشفي الصدور من ضغينة يحملونها لجيرانهم الألمان بشكل مثير للتأمل والدراسة.
هذا الذي يفعله جري 22 لاعبًا خلف كرة، نصفهم ألمان ونصفهم هولنديون! وهذا الجري هو الذي منح المقاطعة الكتالونية الصغيرة "برشلونة" لأن تصبح ثرية للغاية، ويهتف جماهيرها في شعاراتهم التشجيعيّة لفريقهم الشهير مطالبين أن تتحول إسبانيا إلى دولة فيدرالية بعاصمتين مدريد وبرشلونة!
هذا الجري يسيل لعاب الألوف من المؤسسات التجارية الكبرى لتتنافس حتى الموت لأن تكون ساعاتها أو سياراتها أو ملابسها أو صفاراتها أو أحذيتها أو مختلف منتجاتها إمّا راعية لبعض تلك المباريات أو تظهر في لوحات الإعلانات المصفوفة في جميع أرجاء الملاعب الخضراء، حتى أنّ بعض الصحفيين وصف كأس العالم عام 1994 بمهرجان التجارة.
بربك هل جلبت لعبة، ملايين من قصاصات الورق، ومئات من القنابل الدخانية، وشهدت مدرجات مشاهديها هدير الألوف بالأناشيد والترانيم والشتائم والمدائح والبكاء والضحك؟
اتسع كأس العالم ليفسح فيه مكانًا حتى للسياسة! فعندما وقفت الأرجنتين بفريقها في مواجهة البرازيل عام 1978 في الأرجنتين، وكان مجموع رواتب أؤلئك الاثنين والعشرين لاعبًا يصل إلى 60 مليون دولار أمريكي، في الوقت الذي كانوا يقفون على ملعب تمّ تشييده على مساكن للبائسين من الأرجنتينيين الذين بالكاد لم يكونوا يجدون قوت يومهم إلا مرة أو مرتين في الـ 24 ساعة، كان حكم الجنرالات قد فرض أن تزيلها البلدوزرات الثقيلة ليس فحسب تشييدًا لملاعب جديدة طبقًا لشروط "الفيفا" وإنّما لتحسين وجه الأرجنتين أمام زحف العالم نحوها آنذاك وإظهارها بحلة الغنى والثروة من جهة، وتثبيت أركان حكومة الجنرالات أكثر بإلهاء الناس عن التفكير في السياسة والعسكر لمدى عدة سنوات قادمة
ولما خرج الفريقان بنتيجة سلبية، وبات بلوغ الأرجنتين للمباراة النهائية عسيرا لوقوف البيرو في وجهها، رفع البنك المركزي الأرجنتيني يده عن ودائع البيرو بنحو 50 مليون دولار وأفرج عنها، بينما شحنت الطائرات 35 ألف طن من الحبوب إلى البلد المهدد اقتصاديا، بمقابل 6 أهداف فقط تحرزها الأرجنتين لتطأ الملعب الذي سيشهد المباراة النهائية! (المصدر).
ورغم أنّ حكومة الجنرالات قد دفعت فاتورة كأس العالم بما يناهز 700 مليون دولار، وهو رقم يزيد عما دفعته إسبانيا لتنظيم هذه البطولة عام 1982، إلا أنّه ومع هذا فقد اعتبر المحللون أنّه كان ثمنا "معقولا" لكي يخرج في أعقاب فوز الفريق الوطني بالكأس المتشددون والمعتدلون، والناقمون على الوضع والأثرياء، والكاثوليك والبروتستانت مع اليهود يعانقون بعضهم بعضًا ويحمل الجميع علمًا واحدًا هو علم الأرجنتين!
لقد وصف الإعلاميون الضجة التي أعقبت الفوز بهستيريا فاقت خروج الناس إبّان حرب الفوكلاند حتى.
واليوم، في الأرجنتين يعد موضوع "كرة القدم والسياسة" مجالا أكاديميا محترما للغاية، يشبه موضوع الفيزياء أو علم الأعصاب كما يقول "كوبر".
والسؤال هنا هو: هل يمكن صياغة نظرية تفلسف لنا هذه الثقافة التي تؤثر بهذا العمق السحيق، وعلى هذا الكم الهائل من البشر، حتى يمكن صياغة منهج يوصي بكيفية تطبيق التأثير الإيجابي منه ميدانيًا لأجل تحقيق مآرب التقدم والتحضر وقيم الجمال والفضيلة، وكيفية إدارة المخاطر منه والحد من جانبه السلبي أيضا للغرض ذاته؟
خطت اليونسكو خطوة في هذا الاتجاه عندما درست شدة تأثير هذه الرياضة على عقول الناشئة، فعقدت اتفاقات مع "الفيفا" بموجبها يتواجد في كل مرة فريق الأطفال في الملعب، ليصاحب كل طفل مع لاعب، في محاولة للفت اللاعبين بأنّهم ينبغي عليهم أن يكونوا قدوة صالحة للطفولة التي تشاهد جريهم خلف الكرة المستديرة وتحاكي تصرفاتهم وسلوكهم أيضا. ولا يزال العبور من الدهاليز المظلمة إلى المنيرة منها لهذه اللعبة فرضًا من فروض مفكرينا، لكنني شخصيا أجد هذا فرضا عسيرًا عليهم في زمن باتت فيه نداءات القتل بدم بارد وبمدية الطائفية يجري في بلداننا على قدم وساق.

 

الاثنين، 9 يونيو 2014

و..و..و..




 
الخط إيقاع المطلق هو الصلة بين العلم الظاهر والعلم الباطن الحرف هو صلاتنا بهذا يصير الخطاط شاهداً على البهاء الإلهي.


الواو يا حسن هو الحرف الوحيد المتضمن لمعناه
فريد ومتعدد على صورة المصور
حرف مسافر.

طوق الحمامة المفقود

الاثنين، 2 يونيو 2014

لصالح تعليم طفل عربي




 
لماذا نكتب؟ الكتاب الأول لمشروع تكوين


لماذا نكتب، الكتابُ الأوّل الذي يصدرهُ مشروع تكوين للكتابة الإبداعية، عن طريق الدار العربية للعلوم - ناشرون، متضمنّا عشرين مقالة لكاتبٍ يكتب عن الكتابة، بحسب تجربته، أو كما نص العنوان الفرعي للكتاب الذي سيصدرُ قريبًا: عشرون من الكتّاب الناجحين يجيبون على أسئلة الكتابة؛ كيف ولماذا يفعلون ما يفعلونه؟
ويتضمّن الكتاب لقاءات مع كتّابٍ استوفوا شرطين للنجاح وضعتهما محررة الكتاب ميريدث ماران، وهما: المبيعات الضخمة والتقدير الأدبي، وهو ما ينعكس بطبيعة الحال على النجاح المادّي، والحرية الإبداعية الكاملة.
من ضمنِ أهم الأسماء الواردة في الكتاب، الروائية التشيلية إيزابيل الليندي، المعروفة للقارئ العربي بأجمل مؤلفاتها (ابنة الحظ) و(الجزيرة تحت البحر) و(باولا) وغيرها .. والكاتب الذي اشتهر بمؤلفه الذي تحول إلى فيلم (العاصفة الكاملة) سباستيان جنغر، وسوزان أورلين التي تحوّل كتابها إلى فيلم لميرل ستريب ونيكولاس كيج (adaptation) أو سارق الأوركيد، وأسماء أخرى تتمتّع بصيتٍ شعبيّ وأدبي في الولايات المتحدة الأمريكية، مثل تيري ماكميلان، ماري كار، وآن باتشيت، كاثرين هاريسون، مايكل لويس، وغيرهم ممن يتعرّفهم القارئ العربي للمرة الأولى.
وقد أنجزَ الكتاب بجهودٍ تطوّعية محضة من قبل مجموعة من المترجمين العرب، الشباب، وهم بحسب الترتيب الأبجدي: أحمد بن عايدة، أحمد العلي، أسماء الدوسري، بثينة العيسى، ريم صلاح الصالح، ريوف خالد العتيبي، سامي داوود، غيد الجارالله، مصطفى عبد ربه، ناصر البريكي، هند الدخيل الله، هيفاء القحطاني.
وتقديرًا من الدار العربية للعلوم لهذا الجهد التطوّعي الكبير، تنازلت الدار عن كامل المداخيل الصافية المحققة من هذا العمل، بما فيها أية جوائز قد يحصل عليها، لصالح تعليم طفل عربي. 

 

 

الأحد، 18 مايو 2014

اللغة في المقام الأول



 
أحد منافع الأدب للشخص في المقام الأول تكمن في اللغة. المجتمع الذي لا يملك أدبًا مكتوبًا يعبر عن نفسه بدقة أقل، وأقل وضوحًا من مجتمع يحمي طريقة التواصل الرئيسية له، وهي الكلمة، بتحسينها وتثبيتها عن طريق الأعمال الأدبية. إنسانية بلا قراءة، ولا يصاحبها الأدب ستنتج ما هو أشبه بمجتمع صم وبكم، ناقص الفهم وذلك لعلته اللغوية. وسيعاني من مشاكل هائلة في التواصل نظرًا للغته البدائية. وهذا يقع على مستوى الأفراد أيضًا، فالشخص الذي لا يقرأ، أو يقرأ قليلًا، أو يقرأ كتبًا سيئة، سيكون لديه عائق: ستجده يتحدث كثيرًا ولكن المفهوم قليل، لأن مفرداته ضعيفة في التعبير عن الذات.

ماريو يوسا

الأربعاء، 30 أبريل 2014

"جحيم" خالد ساحلي




صدر عن دار ميم لصاحبتها آسيا علي موسى المجموعة القصصية الثالثة  للكاتب والروائي والقاص خالد ساحلي حجم  كبير من 171 صفحة  بعنوان: " جحيم تحت الثياب " عن وزارة الثقافة الجزائرية  في إطار برنامج الدعم ، القصص نشرت في عدة صحف ويوميات  وطنية وعربية منها صحيفة إيلاف وصحيفة الزمن الدولية واليوم الأدبي  والجزائر اليوم وغيرها ، قدم للمجموعة الدكتور شرف الدين شكري  ومما كتبه في حق المجموعة والكاتب :

 " خالد ساحلي من الأسماء القصصية الجزائرية التي ترسم طريقها بشكل متأن، وبحذر شديد لا ينعكس على شخوص قصصه التي تحمل في كمونها جزءا منه فقط، وإنما أيضا عليه هو ذاته. يمكن اعتباره إذًا،بمثابة الصهريج  الابتدائي، الذي تتربى فيه شخصيات قصصه التي ترتسم على الواقع بشكل بسيط وعادي جدا، يحيلنا دون عناء إلى نهج الأدب الواقعي بامتياز... صبرٌ كبير يربط أغلب الشخوص إلى نهاية لا يمكن توقُّعها إلا عند الجملة الأخيرة من القصّة. وكذلك صبر خالد ساحلي، في خلقه لتفاصيل قصصه "الصينية" الصنعة. تتطلب قراءتها أيضا صنعة كبيرة من الصبر كي نمهل الأناس العاديين فرصة قولِ شيء ما في هذا الوجود،وبخاصة على القارئ المتمرّس الذي لا يهدأ إلا على المذهل في الكتابة".

 

الأربعاء، 23 أبريل 2014

دعوة للتمتع بالقراءة في اليوم العالمي للكتاب





يصادف اليوم 23 من أبريل كل عام "اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف". ويهدف هذا اليوم إلي دفع المزيد من الناس للقراءة والكتابة. لكن قراءة النسخ الورقية من الكتب قد أصبحت أمراً نادراً مع تطور النسخ الإلكترونية وانتشار تقنيات المطالعة المحمولة في الوقت الحاضر. وتجلب قراءة الكتاب المطبوع مشاعر متنوعة للقراء من كافة الأوساط . وهذه دعوة لزوار موقع /شبكة الصين/ الأفاضل للتمتع بالقراءة في اليوم العالمي للكتاب.


 

الاثنين، 21 أبريل 2014

بورت هاركورت: العاصمة العالمية للكتاب لعام 2014




 

23 نيسان/أبريل تاريخ رمزي في عالم الأدب العالمي، ففي هذا التاريخ من عام 1616، توفي كل من ميغيل دي سرفانتس ووليم شكسبير والاينكا غارسيلاسو دي لافيغا. كما يصادف يوم 23 نيسان/أبريل ذكرى ولادة أو وفاة عدد من الأدباء المرموقين مثل موريس درويون، وهالدور ك. لاكسنس، وفلاديمير نابوكوف، وجوزيب بْلا، ومانويل ميخيا فاييخو.
كان اختيار مؤتمر اليونسكو العام الذي عقد في باريس عام 1995 لهذا التاريخ اختياراً طبيعياً فقد أرادت فيه اليونسكو التعبير عن تقديرها وتقدير العالم أجمع للكتاب والمؤلفين وذلك عن طريق تشجيع القراءة بين الجميع وبشكل خاص بين الشباب وتشجيع استكشاف المتعة من خلال القراءة وتجديد الاحترام للمساهمات التي لا يمكن إلغاؤها لكل الذين مهدوا الطريق للتقدم الاجتماعي والثقافي للإنسانية جمعاء. وفي هذا الصدد، أنشأت اليونسكو اليوم العالمي للكتاب وحقوق المؤلف وجائزة اليونسكو في الأدب للأطفال والشباب خدمة للتسامح. كل عام، تختار اليونسكو والمنظمات الدولية التي تمثل القطاعات الرئيسية الثلاث لصناعة الكتاب – وهم الناشرون وباعة الكتب والمكتبات - العاصمة العالمية للكتاب لمدة عام واحدا اعتبارا من 23 نيسان/ أبريل. ووفقا للجنة الاختيار، وقع الاختيار هذا العام على مدينة بورت هاركورت لجودة برنامجها، وعلى وجه الخصوص ما يتعلق منه بالشباب و تأثيره في مجال الكتب والقراءة والكتابة والنشر، بما يخدم تحسين معدلات القراءة والكتابة في نيجيريا.

 

 

الأحد، 20 أبريل 2014

كيف هي العزلة بعد 100 عام؟




 
 
توفي الروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز في منزله بالعاصمة المكسيكية مكسيكو سيتي عن عمر يناهز 87 عاما. وجاء الإعلان عن الوفاة من خلال أسرة غارسيا ماركيز التي أبلغت النبأ لوسائل إعلام كولومبية. ويعتبر غارسيا ماركيز من أعظم المؤلفين باللغة الإسبانية على مر العصور. واشتهر المؤلف برواية "مئة عام من العزلة". وقد بيع أكثر من 30 مليون نسخة من الرواية التي نشرت في عام 1967. وحصل غارسيا ماركيز في عام 1982 على جائزة نوبل في الأدب. وفي الآونة الأخيرة تم نقله إلى المستشفى حيث تلقى علاجا من التهاب في الرئة والمسالك البولية. وعاش غارسيا ماركيز 30 عاما في المكسيك، لكنه لم يظهر في مناسبات علنية في السنوات القليلة الماضية إلا نادرا. ومنذ نحو عامين، أعلن أخوه الأصغر جايمي لأول مرة أن غارسيا ماركيز أصيب بالخرف وأنه توقف عن الكتابة. ومن الروايات الأخرى الشهيرة للمؤلف الراحل "الحب في زمن الكوليرا" "وقائع موت معلن" و"الجنرال في متاهته". واشتهر ماركيز بفضل روايته "مائة عام من العزلة"، التي صدرت عام 1967 وكانت من أكثر الكتب مبيعا على مستوى العالم. وكان لها تأثير هائل لدرجة أن جريدة نيويورك تايمز الأمريكية قالت إنها "أول عمل أدبي، بجانب سفر التكوين، يجب على البشرية كلها قراءته". ورغم أن الروائي البريطاني أنطوني بوويل قال عن الرواية إنها "من أسوأ الأعمال متوسطة المستوى المبالغ في تقدير شخصياتها"، فإن أسلوب ماركيز نال إعجاب القراء على مستوى العالم. ولد غابرييل خوسيه غارسيا ماركيز عام 1928 في بلدة أراكاتاكا، شمال كولومبيا. ونشأ برعاية أجداده، في طفولة وصفها لاحقا في مذكراته الأولى "عشت لأروي" بأنها سبب كل أعماله. ومنحه جده، الناشط السياسي الليبرالي وبطل حربين أهليتين، وعيا سياسيا منذ صغره.

تراث عائلي
وتعلم ماركيز من جدته الحكايات الشعبية والخرافية. وحدثته عن الأسلاف الموتى والأشباح والأرواح الراقصة بأسلوب تجريدي تبناه لاحقا في أعظم رواياته. وكتب ماركيز أولى رواياته في سن 23، متأثرا فيها بأعمال ويليام فولكنر، لكنها قوبلت بالكثير من النقد. وفي عام 1965، لاحت لماركيز فكرة كتابة أول فصول رواية "مائة عام من العزلة" أثناء قيادته في الطريق إلى مدينة "أكابولكو". فاستدار في الطريق وعاد إلى منزله وعزل نفسه في غرفته، مستهلكا ست علب من السجائر في اليوم. وخرج من عزلته بعد 18 شهرا، ليجد عائلته مدينة بـ 12 ألف دولار. ولحسن حظه، كان قد كتب روايته الرائعة المكونة من 1300 صفحة. وبيعت الطبعة الإسبانية الأولى من روايته خلال أسبوع. وعلى مدار الثلاثين عاما التالية، بيعت أكثر من ثلاثين مليون نسخة من الرواية وتُرجمت إلى أكثر من ثلاثين لغة.

جدل متزايد
امتُدح ماركيز لجودة وثراء لغته النثرية التي استخدمها للتعبير عن خياله الخصب. بينما رأى البعض أن أعماله بها مبالغة شديدة ويستخدم أسلوبا خرافيا للهرب من عدم استقرار بلاده. وجاء أسلوب ماركيز الأدبي المتفرد نتيجة لمزيج من التخبط السياسي والترابط العائلي والالتزام الديني وتصديق الخرافات.
وتُظهر أعماله، مثل "الجنرال في متاهته" و"خريف البطريرك"، حماسه السياسي المتزايد بعد متابعته للعنف المتزايد في كولومبيا. ونُفى إلى أوروبا بعد كتابته مقالا وضع الحكومة الكولومبية في مأزق شديد. وعندما نشر رواية مبنية على قصص لما مر به لاجئ من شيلي أثناء عودته لبلاده، أحرقت حكومة شيلي 15 ألف نسخة منها. واستمر ماركيز في تقديم أعمال ذات ميول يسارية، وأصبح صديقا شخصيا للرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران. كما جسد مصالح صديق آخر، وهو الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، في "بوغوتا". وحصل ماركيز على جائزة نوبل في الأدب عام 1982، وأثنى مانحو الجائزة على حيوية أسلوبه النثري، وثراء اللغة التيعبر بها عن خياله الفياض.

سنواته الأخيرة
ورغم الجدل السياسي المتزايد، تأكدت موهبة ماركيز الأدبية المتفردة بنشر روايته "الحب في زمن الكوليرا" عام 1986. وتحكي قصة رجل يزداد ولعه بامرأة على مدار 50 عاما حتى يصل إليها في النهاية. وتقدم ماركيز لخطبة زوجته، ميرسيدس بارشا، وعمره 13 عاما. وعاش الزوجان في المكسيك لأكثر من نصف قرن. وانخرط ماركيز في العديد من المناظرات السياسية، أبرزها مع الكاتبة سوزان سونتاغ، بخصوص دفاعه عما رآه النقاد القمع المتزايد في كوبا. وتسبب ذلك في منعه من دخول الولايات المتحدة لبعض الوقت. ورُفع هذا المنع لاحقا، وتلقى ماركيز العلاج من مرض سرطان الغدد الليمفاوية في كاليفورنيا. وتباطأ إبداع ماركيز مع الوقت. واستغرق كتابه "مذكرات غانياتي الحزينات" عشرة أعوام من الكتابة حتى صدر عام 2004. وفي يناير/كانون الثاني 2006، أعلن عدم قدرته على كتابة الروايات. ويعتبر تفرد ماركيز نموذجا لخليط من الخرافة والتاريخ، فهو يخلق عالما يمكن فيه تحقيق أي شيء وتصديق كل شيء، بلغة جذابة مليئة بالألوان.
المصدر: موقع البي بي سي العربية