الخميس، 17 سبتمبر 2015

تحدي القراءة العربي




أطلق محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في دبي مبادرة بعنوان "تحدى القراءة العربي"، لتشجيع طلاب المدارس على القراءة عبر التزام أكثر من مليون طالب بقراءة 50 مليون كتاب خلال عامهم الدراسي. ويهدف المشروع "تحدى القراءة العربي" إلى تشجيع القراءة بشكل مستدام، ومنتظم عبر نظام متكامل من المتابعة للطلاب طيلة العام الأكاديمي بالإضافة لمجموعة كبيرة من الحوافز المالية والتشجيعية للمدارس والطلاب والأُسر والمشرفين المشاركين من كافة أنحاء العالم العربي، وتصل القيمة الإجمالية للحوافز إلى ثلاثة ملايين دولار، في حين يشمل التحدي أيضاً تصفيات على مستوى الأقطار العربية وتكريم لأفضل المدارس والمشرفين وصولاً لإبراز جيل جديد متفوق في مجال الاطلاع والقراءة وشغف المعرفة. وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بهذه المناسبة "العالم العربي اليوم يمر بأزمة قراءة ومعرفة، والأرقام التي نسمعها في هذا المجال صادمة. نحن من أقل المناطق في العالم من حيث القراءة ونتائج ذلك التأخر المعرفي نراه كل يوم في التأخر الحضاري والفكري لمنطقتنا، وهذا التحدي اليوم هو خطوة أولى نتمنى أن يكون لها تأثيرها على المدى البعيد في إصلاح هذا الخلل". وأضاف سموه "القراءة هي مفتاح المعرفة والمعرفة هي مفتاح النهضة الحضارية، وتعزيز الانفتاح المعرفي والثقافي يبدأ من الطفولة، وغرس حب القراءة في نفوس الصغار هو غرس لأسس التقدم والتفوق لبلداننا". وأضاف، تحدى الخمسين مليون كتاب هو خطوة أولى ستتبعها خطوات والهدف صنع جيل جديد وأمل جديد وواقع أفضل للجميع بإذن الله، ونحن اليوم نضع هذا التحدي أمام الميدان التعليمي العربي وأمام الآباء والأمهات العرب وأمام الأطفال والشباب العرب وكلنا ثقة وإيمان بقدرتهم على تحقيق الهدف". وقد قام الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بزيارة مدرسة البحث العلمي بدبي والتي ستكون المقر الرئيس للتحدي، حيث قرأ سموه على مجموعة من الطلاب أولى الصفحات في تحدى الخمسين مليون كتاب لتنطلق المبادرة الأكبر عربياً لتشجيع القراءة في كافة مدارس الوطن العربي. وتشير بعض التقارير والدراسات إلى وجود خلل كبير في معدلات القراءة في العالم العربي، حيث يبلغ معدل قراءة الطفل العربي ست دقائق في العام مقارنة بـ 12 ألف دقيقة في الغرب، وذلك حسب تقرير التنمية الثقافية الذي تصدره مؤسسة الفكر العربي. كما يبلغ معدل القراءة للفرد العربي ربع صفحة سنوياً مقارنة مع 11 كتاباً في أمريكا وسبعة كتب في بريطانيا حسب دراسة للمجلس الأعلى للثقافة في مصر. وسينطلق تحدى القراءة العربي بالتعاون مع مجموعة قنوات "إم بي سي" كشريك رئيسي لإنجاح المبادرة، والتي ستبدأ مراحلها التنفيذية عبر التنسيق مع كافة المدارس المشاركة في الوطن العربي في شهر سبتمبر ليبدأ الطلاب في تحدى قراءة خمسين مليون كتاب مع بداية شهر أكتوبر القادم وحتى شهر مارس من العام 2016 عبر الانتقال في خمس مراحل تضم كل مرحلة قراءة وتلخيص عشر كتب للأطفال لتبدأ بعدها مراحل التصفيات على مستوى المدارس والمناطق التعليمية ثم مستوى الأقطار العربية وصولاً للتصفيات النهائية والتي ستعقد في دبى نهاية شهر مايو من العام 2016. ويضم تحدى القراءة العربي نظاماً متكاملاً للحوافز والمكافآت المالية والتشجيعية حيث سيتم منح 150 ألف دولار مكافأة للطالب الفائز بتحدي القراءة العربي يُخصص 100 ألف منها كمنحة لدراسته الجامعية والباقي لأسرته مكافأة لهم على توفير الجو التحفيزي المناسب له. كما تم تخصيص جائزة بقيمة مليون دولار لأكثر المدارس مشاركة على مستوى الوطن العربي. ويضم تحدى القراءة العربي مكافآت للمشرفين المتميزين على مستوى الوطن العربي بقيمة إجمالية تبلغ 300 ألف دولار، وحوافز تشجيعية للمدارس المشاركة ومكافآت مختلفة للطلاب تتجاوز قيمتها المليون دولار.

الاثنين، 14 سبتمبر 2015

ذكريات فاطمة جينجا




في إطار رسالة مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية بجامعة نزوى بالاحتفاء بالأعمال العلمية والثقافية المتميزة سينظم المركز حفل تدشين لكتاب “ذكريات من الماضي الجميل” للدكتورة آسية البوعلي الصادر عن مطابع النهضة بمسقط في مايو 2015م. صدر الكتاب في نسختين منفصلتين بالعربية والانجليزية. سيرعى هذا التدشين معالي الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام الموقر بفندق الجراند حياة بشاطيء القرم، مساء يوم الثلاثاء الموافق 15 سبتمبر الجاري، في تمام الساعة الثامنة مساء. جزء من ريع هذا الكتاب سيذهب إلى الجمعية العمانية للسرطان. يشارك في هذا التدشين د. وحيد الخروصي بكلمة عن الجمعية العمانية للسرطان وجهودها الكبيرة في إنارة الوعي بهذا المرض العضال وكذلك الخدمات المقدمة من الجمعية في اكتشاف المرض وعلاجه ومساندة المرضى به والناجين منه. كما ستقدم الدكتورة عزيزة الطائي ورقة بعنوان: “التّشكيل السير-غيري الذاكرتي في كتاب “ذكريات من الماضي الجميل”، للدكتورة آسيّة البوعلي. وملخص الورقة: “تعدّ الذاكرة مصدرا مهما من مصادر التّمويل السيرذاتي والسيرغيري على السّواء، بالرغم من إشكاليتها المعروفة في ترتيب العلاقة بين المادة المتذكرة، وزمن التّذكر؛ إذ إنّ زمن التّذكر وتوقيته ومقصديته له علاقة وثيقة باستهداف المادة المتذكرة، وهذه المادة المتذكرة هي الأخرى لا تمنح نفسها بسهولة، ولا تضع واقعتها بين يدي فعل التذّكر كما هي أصلا. فثمة الكثير الذي يتغيّر ويتبدّل ويتقنّع بفعل أسباب كثيرة في جعل المادة المتذكّرة خاضعة لإعادة إنتاج نوعية، تكون على ورق الاسترجاع الذّاكرتي ليس كما هو في الأصل قطعاً. يحتفي الكتاب ذو التشكيل السيرغيري بالذّاكرة بوصفها لعبة تعبير إنشائي تعيد إنتاج الزمان والمكان حوارياً في ضوء الحادثة المتذكرة، إذ يجري التّعريف بزمكانية الحادثة؛ ويحيل السؤال المحدد وجوابه المحدد، على هذا النّحو الذي يفتحا فيه عن طريق الحوار مناطق الحياة وأحداثها للتّرجمة الغيرية، تعبيراً عن أقصى حالات المصداقية والواقعية من وضع الأشياء في مواضعها الطبيعية في فضاء لا قيمة فيه للتقاليد والمواضعات والقوانين والقواعد والأعراف، ففي ظل فضاء كل شيء فيه مقلوب لا بأس أن يعطي المكان وظيفة الزمان، والزمان وظيفة المكان”. وثمة ورقة ثالثة يقدمها الدكتور محمد المحروقي عنوانها “فاطمة جينجا زنجبارية استثنائية”. وملخص هذه الورقة: “فاطمة جينجا امرأة استثنائية في زمن صعب. واجهت مآس على المستوى الشخصي والجماعي دفعتها لاتخاذ قرارات صعبة لاستمرار حياتها ومن تعول حينما صارت حياتهم على المحك بعد أحداث تمرد زنجبار الشهير، 12 يناير 1964م. بدّلت أربعة رجال في خمس زيجات، وأنجبت منهم عشرة من الأطفال بنينا وبناتا. تقلّبت حياتها بين الغنى والفقر، وبين الرخاء والشدة وواجهت كل صعب بصبر وحنكة وأناة. أحبت كل زوج من أزواجها بكل إخلاص – كما تقول-، لكنها عشقت زنجبار وتركت معظم أزواجها لأجل زنجبار. حياتها هي قصة زنجبار ابتداء من الثلاثينات حتى الآن. هويتها العميقة هي السواحلية بامتياز وبفخر من قبلها. ولها ذلك. التقت بها الأكاديمية العمانية آسية البوعلي في زنجبار وأجرت معها ثمانية حوارات شرسة وصريحة وتمثّل وجهات نظر محتلفة لمن عاش في قلب العاصفة ومن احتمى منها أو راقبها عن بعد. أعدّت البوعلي لهذه اللقاءات كل قوة ومعلومات، واستخدمتها بذكاء وشجاعة لتحصل على إجابات دقيقة ما أمكن ومعلومات جديدة عن هذه الشخصية الاستثنائية ومواطن قوتها وضعفها. هذه اللقاءات هي سيرة غيرية بامتياز ستقرأ في مقابل السيرة الذاتية القادمة التي تكتبها فاطمة جينجا عن نفسها أو عن زنجبار، لا فرق تقريبا بينهما. تظهر فاطمة جينجا شخصية قوية صارعت أمواج التغيير أو التمرّد الذي وصفته بأنه غوغائي فضوي بالزواج من قائد جيش الانقلاب يوسف حميد مفتاح زوجا ثالثا لنجاة من تعول ولنجاتها كما تقول. تسعى المداخلة التي سأقدمها لبيان المؤثرات الأسرية والخارجية التي صاغت شخصية فاطمة جينجا، ورؤيتها العملية لمفهوم الهوية بين الانتماء العماني كما يراه الكثيرون خصوصا في عمان والانتماء الزنجباري المحض كما تمثله أفعال جينجا وأقوالها”. ستقدّم الفعالية باللغتين العربية والانجليزية. وسيضطلع بالترجمة بين اللغتين الدكتور سليمان بن سالم الحسيني الباحث المتفرغ بمركز الفراهيدي بجامعة نزوى.