الاثنين، 8 أغسطس 2016

كيف تقرأ كتابا وتسير في وقت واحد؟



نيل بيرام –
ترجمة: أحمد شافعي –


حينما كنت أعمل في وظيفة حقيقية قبل سنوات قليلة، حدث أن أقنعتني صديقتي وزميلتي في العمل بيجي جوردينسكي محررة الأغذية أن بوسعي أن أقرأ وأسير في وقت واحد. كانت عادتها الروتينية أن تقرأ، وهي تسير إلى العمل ومنه، ولم تكن تظهر في فساتينها مزق من الاحتكاك بالشجيرات في الطريق، أو في جسمها رضوض من الاصطدام بأعمدة الإنارة. وكان عليّ أن أجرّب الأمر.
كنت أصلا أسير قرابة نصف ساعة كل يوم إلى العمل ومنه بدافع الرخص المزيّن بالمبدأ: فالمشي مجاني، ورياضة، واشتباك لك مع عالمك، ودفع لك إلى التواصل مع أفكارك (فلا يوجد ما يمكن أن تفعله غير ذلك). لكن بعد ثلاث سنين، كان عليَّ أن أعترف بالحقيقة المريعة: أنني مللت عقلي.
وبما أن نظري ممتاز، فقد كنت أعرف أنني مرشحة جيدة للقراءة أثناء السير. وذلك في الحقيقة أيسر كثيرا مما يبدو، ما لم يكن الوقت شتاء، عندما تشعر أنك لا تعدو قطعة رخام قصيرة النظر تنزلق على رصيف مكسو بالجليد. لم يحدث قط أن اصطدمت في شيء، برغم أنني أوشكت أن أصطدم بشخص. والسائرون إجمالا ودودون. فقد قيل لي مرة أو اثنتين «لا بد أنه كتاب جيد» أو «أنا أيضا أفعل هذا». فأمثالنا -في ظاهر الأمر-كثيرون. بعض القواعد الأساسية للقراءة أثناء المشي. أولا: (ولا ينبغي فعلا أن أخبركم بهذا): توقف عن القراءة وأنت تعبر الشارع. ثانيا: دعك من المجلات. فالأعمدة ضيقة للغاية، وترغم عينيك على التوقف عند نهاية السطر وتكون قد شرعت للتو في التحرك. فضلا عن أن المجلات لينة الصفحات، والرياح أقدر على تحريك الصفحات العريضة.
فاقرأ كتابا، والمثالي أن يكون غلافه من الورق المقوى فيمكنك الإمساك به بارتياح في يد واحدة (والقراءة مع إمساك الكتاب بيدين أثناء المشي لا تنجح. كما أن القراءة بيد واحدة تتيح لك أن تضع اليد الخالية في جيبك التماسا للدفء). عندما تريد أن تقرأ كتابا طويلا، ولأسباب تتعلق بالثقل، لا غنى عن طبعة شعبية ذات غلاف لين ويكون عليك أن تحتمل حجمها الأصغر حتما وتحتمل أيضا استقواء الهواء على صفحاتها الخفيفة. لكن ستظهر لك طرق غير متوقعة لتخفيف حملك. فلقد حدث لنسختي الشعبية المصفرة بفعل الزمن من رواية ويلكي كولنز «المرأة ذات الرداء الأبيض» أن بقيت ضخمة في يدي إلى أن تفكّك الكتاب، واكتشفت أن بوسعي أن أقسم أجزاء كاملة فور أن أنتهي من قراءتها وأركنها في البيت، مستبقية لنفسي أثناء المشي قطعة أصغر مما بقي من الرواية.
غير أن هذا علم معيب: فالصفحتان في طرفي القطعة المختارة تنفكان تدريجيا من تجليدهما، فلما رجعت إلى الكتاب اكتشفت أنني لا أستطيع العثور على صفحتي 621/‏‏622، فقد سرقتها مني الريح العاهرة. وبات لزاما عليّ أن أستعير نسخة من المكتبة أنيقة الكعب. وكانت النسخة ضخمة كأنها أطلس، فلم يكن أمامي خيار آخر إلا أن أقرأ قرابة الأربعين صفحة الأواخر وأنا جالسة.
بدت تجربة القراءة بالأجزاء أثناء المشي انقلابا من منظور الراحة البدنية، لكن هناك ما هو أصعب منها، وهذا ما ستعرفه إن قرأت ماشيا أثناء الليل، إذ ستعلم أنه من الصعب أن تحصل على مصباح قراءة
book light تثبته فيما تحمله من الكتاب بعيدا عن بقيته المتروكة في البيت.
وفي حين أن القراءة أثناء المشي تجعلك تبدو أشبه بالماشي أثناء نومه، فإن تثبيت مصباح قراءة في كتابك ستجعلك تبدو مجنونا بدون أدنى شك. لكنك ستقرأ من الكتب أكثر مما قرأت من قبل. ولو أن الكرامة هي الثمن، فمن يبالي؟ ثم إنني حتى لو كففت عن النوم، لن يكون لدي الوقت لأقرأ كل كتاب أريد قراءته قبل أن أموت، ولذلك كانت القراءة أثناء المشي إلى العمل ومنه تعني أنني أضفت جوهريا ساعة خامسة وعشرين وساعة سادسة وعشرين إلى يومي. لقد هزمت النظام. أي نظام؟ نظام مسير الزمن فيما أفترض.
حدث ذات يوم أن وقعت وأنا أسير على الثلج، لكنني لم أكن أقرأ: انزلقت وأنا أسير مع ابنتي إلى المدرسة، وقعت على مؤخرتي، وضرب الرصيف رأسي. هل استمر رأسي يؤلمني؟ هل أصبت بالدوار؟ لا، ولا، وخطر ارتجاج المخ تلاشى. لكنني بعد أيام قليلة اكتشفت أن معصمي الأيسر يؤلمني، وخمنت أنها إصابة من أثر السقوط. في الأيام التالية حاولت أن أمسك الكتاب فقط بيدي اليمني وحدها بدلا من المناوبة بين اليدين التي دأبت عليها. ولكن يدي اليمنى كانت تتعب، فكنت بين الحين والآخر أنتقل إلى إمساك الكتاب بيدي اليسرى، التي كانت لا تزال تؤلمني. وأخيرا فهمت أن الوقوع بريء من إيذاء معصمي. إنها كتبي.
نسيت أن أخبركم: لا يجب أن يتجاوز وزن الكتاب ثلاثمائة جرام وإلا سيقتل معاصمكم. وبحسب ميزان الأطعمة في بيتي فإن نسخة ذات غلاف مقوى من «الزواج: ذلك المأزق اللطيف» -الذي يحتوي أفكار آن رويف عن الزواج-تزن قرابة ثلاثة أرباع كيلوجرام وأنها كانت ثقيلة فعلا على يد واحدة، برغم أنني فخورة أنني قرأته كاملا وأنا منتصبة القامة أتحرك. أما نسختي من رواية «ميتز: قرد بلومسبيري» لسيرجيد نونيز فكانت نعمة لا يتجاوز وزنها ربع الكيلو جرام.
ستقولون لي الآن إن الحصول على قارئ إلكتروني كفيل بحل مشكلتي الوزن والإضاءة. حسن، واضح أنكم لم تسمعوا ما قالته كاتبة في مائدة مستديرة شاركت فيها: ففي حين كانت تعتز تماما بالكيندل الذي لديها، فقد أكدت أنها تعلم تماما أنها لا تمنح كتابا الفرصة التي كان يمكن أن تمنحها له لو لم يكن لديها احتياطي هائل على بعد نقرات قليلة. ولأنني قارئة مدمنة على إنهاء الكتب، فهذا أعظم مجد لمدرسة القراءة أثناء السير: ففي حين بدت لي رواية «النيزك» لوالاس ستينجر مملة وغير قابلة للإنهاء حينما كنت أقرؤها في البيت، فقد بدت لي بوزنها البالغ قرابة أربعمائة جرام مملة لكنها قابلة تماما للإنهاء أثناء السير. كيف ينجح هذا؟ لأن المشي يجعل أي كتاب قابلا للإنهاء، لأن بديله الوحيد هو عقلك، ولا بد أن تكونوا اكتفيتم من عقولكم مثلي.
كاتبة المقال محررة سابقة في أطلنطيك منثلي، شاركت في تأليف كتاب «يوكو واحد: جامع السماوات.

الأربعاء، 3 أغسطس 2016

فتاة القطار تعود مجدداً وتتصدر قائمة "نيويورك تايمز









تصدرت رواية فتاة القطار للكاتبة الشهيرة باولا هاوكينز قائمة الروايات الأكثر مبيعاً هذا الأسبوع لنيويورك تايمز للنسخ الورقية والإلكترونية، لتؤكد مرة أخرى مدى قوة جاذبيتها وسحرها لجمهور القراء.

عادت رواية فتاة القطار للكاتبة الشهيرة باولا هاوكينز إلى صدارة قائمة الروايات الأكثر مبيعاً هذا الأسبوع لنيويورك تايمز للنسخ الورقية والإلكترونية، لتؤكد مرة أخرى مدى قوة جاذبيتها وسحرها لجمهور القراء، حيث استحوذت هذه الرواية على صدارة القائمة مرات كثيرة منذ صدورها في مطلع العام 2015 كما بقيت ضمن قائمة الخمسة الأوائل الأكثر مبيعاً لما يقارب من 74 أسبوعاً.

تنتمي هذه الرواية إلى فئة الرواية النفسية وهي تتحدث عن فتاة تدعى راتشيل، تقول عنها صحيفة النيويورك تايمز: "تفوق متعة رواية فتاة القطار وأسلوبها السردي أي كتاب آخر منذ رواية "فتاة مفقودة" وهي جديرة بأن تجتذب جمهوراً ضخماً مسحوراً من القراء.

في الرواية تأخذ ريتشل قطارها نفسه كل صباح، وهي تسير على تلك السكة كل يوم، تمر سريعاً بسلسلة من بيوت الضواحي اللطيفة. يتوقف القطار عند تلك الإشارة الضوئية فتنظر، كل يوم، إلى رجل وامرأة يتناولان إفطارهما على الشرفة. صارت تحسّ أنها تعرفهما، وأسمتهما “جس” و”جيسون”. صارت ترى حياتهما كاملة، حياة غير بعيدة عن حياة خسرتها منذ وقت قريب. ثم ترى ما يصدمها. مرَّت دقيقة واحدة قبل أن يتحرك القطار لكنها كانت كافية. تغيّر كل شيء الآن. لم تستطع ريتشل كتم ما رأته فأخبرت الشرطة وصارت مرتبطة بما سيحدث بعد ذلك ارتباطاً لا فكاك منه مثلما صارت مرتبطة بحيوات كل من لهم علاقة بالأمر.

ويبدو أن فتاة القطار هي من فتح باب الشهرة للكاتبة الإنجليزية باولا هوكينز، حيث لم تلق أعمالها السابقة أي رواج فيما حلقت بها فتاة القطار بعيداً إلى سماء الشهرة.

 

وداعا زويل




توفي العالم المصري-الأمريكي الفائز بجائزة نوبل في الكيماء، أحمد زويل، ليلة  أمس  الثلاثاء في ولاية كاليفورنيا الأمريكية عن سن 70 عامًا، حسب ما أعلنه التلفزيون المصري.

وقال المتحدث الإعلامي باسم أحمد زويل، شريف فؤاد، للتلفزيون المصري إنه لا يعرف سبب الوفاة، هل يكون المرض أم شيئًا آخر، مشيرًا إلى أنه اتصل بالعالم الحاصل على الجنسية الأمريكية قبل أسبوع وكان وضعه مستقرًا.

وأصيب أحمد زويل بسرطان النخاع الشوكي عام 2013، غير أنه أشار في ذلك الوقت إلى تخطيه المرحلة الحرجة. وقد لفت شريف فؤاد إلى أن جثمان الراحل سيوارى في مصر، حيث سينقل إليها قريبًا جدًا وفق ما أوصى به الراحل قبل وفاته.

ونعت الرئاسة المصرية في بيان لها العالم الراحل، متحدثة عن أن مصر "فقدت اليوم ابنًا بارًا وعالمًا نابغًا بذل جهودًا دؤوبة لرفع اسمها عاليًا في مختلف المحافل العلمية الدولية"، وقد تقدم الرئيس عبد الفتاح السيسي، عبر البيان ذاته، بـ"خالص التعازي والمواساة لأسرة الراحل وذويه وكافة تلاميذه ومحبيه من أبناء الوطن وخارجه".

وقال البيان إن الفقيد "كان حريصًا على نقل ثمرة علمه وأبحاثه التي أثرت مجاليّ الكيمياء والفيزياء إلى أبناء مصر الذين يتخذون من الفقيد الراحل قدوة علميةً عظيمة وقيمة إنسانية راقية؛ فحرصت مصر على تكريمه بمنحه وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى ثم قلادة النيل العظمى التي تُعد أرفع وسام مصري".

وتحدثت الرئاسة المصرية أن الراحل "سيظل رمزًا للعالِم الذي كرّس حياته بشرفٍ وأمانة وإخلاص للبحث العلمي، وخيرَ معلمٍ لأجيال من علماء المستقبل الذين سيستكملون مسيرة عطائه من أجل توفير واقع أفضل للإنسانية".

وحصل أحمد زويل، الذي شغر منصب أستاذًا رئيسيًا للكيمياء والفيزياء في معهد كاليفورنيا للتقنية، على جائزة نوبل في الكيمياء عام 1999، وقد سبق له أن اخترع ميكروسكوب لتصوير أشعة الليزر بوحدة قياس الفيمتو ثانية، وهي جزء من مليون مليار من الثانية، ويتيح هذا الاختراع رصد حركة الجزئيات عند نشأتها والتحامها.

وقد وُلد الراحل يوم 26 فبراير/شباط 1946 بمدينة دمنهور، وانتقل في طفولته إلى مدينة دسوق، وبعدها التحق بجامعة الاسكندرية، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة بنسلفانيا الأمريكية في علوم الليزر، وعمل باحثًا ومدرسًا في جامعة كاليفورنيا، ثم في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا.



الخميس، 30 يونيو 2016

سندريلات مسقط




تستعير الكاتبة العُمانية هدى حمد في روايتها الجديدة التي صدرت مؤخرا عن دار الآداب، حكاية السندريلا” الشعبية، لتؤثث عالما روائيا جديدا تقعُ أحداثه في مطعم صغير مُطل على البحر في مسقط. غير إنّ “سندريلات مسقط” الثمان لم يخرجن بغرض البحث عن أمير وإنما لمتع أخرى.
تُدخلنا الرواية إلى أجواء فنتازية غير متوقعة، ولكن ما إن تبدأ الرواية بتفتيت حكايات الشخصيات، حتى نجد أنفسنا نصطدم بواقعية تُشبه اليومي والبسيط المعتاد من حياة النساء.
الجنيات هجرنَ مسقط منذُ أن أصبحت مُضاءة بالكهرباء، ومنذ أن تجمد الناس في منازلهم الإسمنتية، وأصبح هدير مكيفاتهم وأصوات التلفاز أعلى من أصواتهن. لكن حتى وإن افترضنا جدلا بأنّ جنيات مسقط متْنَ جميعا، أو اختبئنَ بخجلٍ، لأنّ أحدا لم يعد يستعينُ بهنّ أو يفكر بأوجاعهن في تلك العزلة، فإنّ تلك القوى الخارقة للتحول لا محالة موجودة في مكان ما، وكثيرا ما كانت تُعين السندريلات على التحول، أو هكذا تشير الرواية ضمنا.
ثماني سندريلّات متأهبات للتحول والحكي الذي يمتد حتى تدق الساعة الثانية عشرة ليلا، حيث يغدو الحكي هو المعادل الموضوعي للشعور بالخفة والتغلب على آفة النسيان. كما أنّ الطباخ “رامون” هو المعادل الموضوعي للإصغاء الذي يفتقدنه.
يحدث كل هذا ضمن طقوس العشاء الشهريّ، حيث يتسنى اللقاء بين ثماني نساء هاربات من البيت والأزواج والأعمال التي لا تنتهي. فتحكي خلاله كلٌّ منهنّ تجربتَها ومأزقَها ومخاوفَها وصراعاتِها.
وتقول الكاتبة هدى حمد عن عملها الأخير: “لا توجد قضية كبيرة في هذا العمل. إنّها ليلة سهر صاخبة بالحكايات وحسب. الحكايات العادية والبسيطة كما تبدو من الخارج وهي في الوقت نفسه بالغة الإيذاء، وكثيرا ما تتسبب في تدميرهن. السندريلات لسن كما يبدو لنا، أنيقات وجميلات وبالغات الرقة، إنّهن متحولات وحسب، وهن في بيوتهن شيء آخر تماما”.
وتتابع هدى حمد قائلة: “فتحية تخشى الصورة المُعلقة في غرفة المعيشة، وسارة تدفنُ شتائم جدتها، ونوف تمنعُ جسدها من التفتح فتخسر العرسان، بينما لا تتخلى ربيعة عن الركض أبدا، لأنّ “التخلي” مرّة بعد أخرى جعلها لا تكاد تعرف نفسها. تهاني لا تحبُّ بناتها اللواتي سرقن أباهن منها، وريّا الفلّاحة لم ترسل الدمع في وداع “الخِصْب”، أمّا عليا فتُخبئ رسائل آليخاندرو وآناكرستينا لأن أمّها ضد الذاكرة، بينما زبيدة ترفضُ أن تجفَّ بئرُها لكي لا تصبح كعمتها مزنة”.
وتضيف هدى حمد: “الرواية تنتصر للحكي، فوحده الحكي يُخفِّف الآلامَ والبؤس، ويحوِّلهنّ إلى سيِّدات جميلات ومُدهشات”.
هدى حمد، كاتبة عُمانيَّة، صدرتْ لها ثلاثُ مجموعات قصصيَّة عن مؤسسة الانتشار العربي، “نميمة مالحة”، “ليس بالضبط كما أريد”، “الإشارة برتقالية الآن”، وروايتان، “الأشياء ليست في أماكنها” التي حازت على المركز الأول في مسابقة الشارقة للإبداع العربي 2009م، وجائزة جمعية الكتاب والأدباء كأفضل إصدار في نفس العام، ورواية “التي تعدّ السلالم”، عن دار الآداب في إطار “محترف نجوى بركات” 2014.

الاثنين، 11 أبريل 2016

انطلاق حملة ''مكتبتك معك'' بجامعة السلطان قابوس





كتبت: دُعاء الوردية

تزامنا مع فعاليات المهرجان التقني السادس بجامعة السلطان قابوس اطلقت المكتبة الرئيسية بالجامعة فعاليات حملة ''مكتبتك معك'' ضمن المعرض المصاحب للمهرجان، لتمرّ بعد ذلك في عدة محطات من بينها مسقط سيتي سنتر، ومسقط جراند مول وعدد من الكليات الخاصة والمؤسسات الحكومية؛ رغبةً منها في التوسع أكثر بنطاق انتشارها.
وخلال اطلاعه على أركان المعرض زار ركن المكتبة الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات الذي أعرب عن اعجابه بفكرة الحملة متمنياً نجاحها وتطورها.
انبثقت فكرة الحملة للوصول إلى أكبر شريحة في المجتمع لتعريفهم بأهمية القراءة وتبصيرهم لكيفية بناء مكتبة رقمية في هواتفهم الذكيّة، وذلك يأتي ضمن إطار السعي لبناء فكر ثقافي جديد بنمط تقني حديث.
تتمثل فكرة الحملة في تصميم تطبيق للهواتف الذكية يضمّ مجموعة كتب منتقاة من اختيار المكتبة، وعدد من التطبيقات المختارة لمكتبات مجانية متاحة في متاجر الهواتف الذكية ولمكتبات أخرى سمعيّة مجانيّة ومشاركة التطبيق في مواقع التواصل الاجتماعي، كما يضمّ أيضًا معلومات عن التطبيق وعن المكتبة الرئيسية كموقعها الالكتروني وحساباتها في شبكات التواصل الاجتماعي، علمًا بأن التطبيق متاح حتّى الآن للأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل الأندرويد وفي طور التوسع ليصبح تحميله متاحًا لأجهزة الأبل.
وقد لاقت الحملة تفاعلًا بين طبقة الشباب الجامعيّ الزائرين للمعرض، كما تلقى القائمون على الحملة عدّة اقتراحات من الزوار لتطوير التطبيق بما يتناسب مع رغباتهم الشخصيّة ويخدم أسلوب العصر، وشهد موقعا التواصل الاجتماعي تويتر والانستجرام تجاوبًا من قبل المستخدمين حول الحملة عبر وسم #مكتبتك_معك.
الجدير بالذكر أن المكتبة تعمل حاليًا على توسيع التطبيق ليشمل فئات أكثر مثل الأطفال؛ وذلك عن طريق تصميم صفحة خاصّة بتطبيقات قرائية وكتب تخصّهم. كما تسعى أيضًا لتنفيذ عدد من حلقات العمل التدريبية المصاحبة لتعريف الزوار بالطرق العلميّة والبحثية لتصميم مكتبة رقمية. وتنحدِر جميع هذه المناشِط تحت مظلّة سعي المكتبة الرئيسيّة في نشر الوعي بأهميّة القراءة الرقميّة في المجتمع العماني عامةً والمجتمع الجامعيّ خاصةً.

الخميس، 25 فبراير 2016

270 شابا من السلطنة ودول الخليج يطلقون مبادرة "أمة اقرأ تقرأ"





الرُّؤية - ناصر العبري

أطْلَق مجموعة من الشباب العُماني مبادرة لإنشاء نادٍ ثقافي عربي، بمشاركة 270 متطوعا من دول الخليج، وتسعى المجموعة حاليا لإنهاء التصاريح والتراخيص اللازمة لبدء الأنشطة. 
وقال المعتصم محمد طالب العوفي: بادرنا بالفكرة في محاولة لتقريب المسافات بيننا وبين الكتب تحت شعار "أمة اقرأ تقرأ"، بهدف ترسيخ ثقافة القراءة في الأجيال الجديدة، ونسعى لأن يكون النادي أداة للم شمل من لديه الرغبة في القراءة لكنه لم يجد من يشجعه، ولأولئك الذين تنازلوا عن الكتاب لصالح وسائل التكنولوجيا الحديثة.
وقال عبدالمجيد بن حمد المعولي: تظهر الإحصائيات الدولية الحديثة أنَّ من بين كل عشرة أشخاص في قارة أوروبا هنالك ثمانية يقرؤون ما لا يقل عن كتاب واحد شهريا، بينما في الوطن العربي هناك شخصٌ واحد من بين العشرة أشخاص، كما تؤكد دراسات بمنظمة اليونسكو أن معدل القراءة في العالم العربي يبلغ 6 دقائق في السنة، وهو ما يوضح مدى الخطر الذي نواجهه في وقتنا الراهن لذلك قررنا انشاء النادي لترويج ثقافة القراءة بين الشباب.
وأضاف المعولي: انضَّم للنادي الثقافي العربي خلال يناير الماضي ما يقارب المائة وأربعين شخصاً من كافة أنحاء وربوع السلطنة والخليج العربي، ووصل العدد حاليا إلى 270 شخصا، وتم التعاقد رسمياً مع لجنة إشرافية مكونة من 4 من ذوي الخبرة والكفاءة لتنظيم ومراقبة أعمال المنتسبين للنادي دوريا. وتم الاتفاق مع آلاء هلال الجابري صاحبة فكرة (اغرس فكرة) على أدراج مشروعها ضمن فعاليات ومبادرات النادي الثقافي العربي.

الثلاثاء، 26 يناير 2016

هيثم الفارسي يوشح "فتاة الماء" بالذهب ويحصد 66 جائزة "فياب"



من بين 6000 صورة و500 مصور عالمي


مسقط - العمانية
فازت صورة "فتاة الماء" للمصور هيثم الفارسي بالميدالية الذهبية في مسابقة صوفيا الدولية للتصوير الضوئي، متربعة على عرش المركز الأول في محور الماء شريان الحياة، والذي اشترط فيه أن تكون الصورة معبّرة عن الماء وأثره في حياة الناس من بحار وأنهار وأمطار وأودية، وهذا ما توافر في الصورة من بين أكثر من 6000 صورة لـ 500 مصور من 65 دولة مختلفة شاركوا في المسابقة وكانت فتاة الماء الأوفر حظًا بينهم.
وفتاة الماء هي صورة فتاة ريفية من النيبال تحمل الماء في علب وتنقله لإخوتها وأهلها في يوم ملبد بالغيوم، وجو مليء بالماء بكل حالاته الكيميائية..
الصدفة وحدها ما ساقت الفارسي للتواجد في الوقت والمكان المناسبين لحظة مرور هذه الفتاة، وبحسه الفني استشعر اللحظة المناسبة وقام بالقبض على اللحظة الزمنية البصرية لصورة ذات أبعادا ودلالات كثيرة، ولامست جوانب إنسانية وكشفت أبعادًا جماليّة أدركتها عيون خبراء التصوير حول العالم فأصبحت أكثر صورة حصدًا للذهب في المسابقات الدولية.
ويقول الفارسي إنّ صورة فتاة الماء هي من أقرب الصور إليه وتعني له الكثير، وبالرغم من أنه دخل عالم التصوير عن طريق الصدفة إلا أنّه أدرك سريعًا أنّ اجتهاده يظل السبيل الوحيد للوصول به إلى مرحلة الاحتراف، فعلى الرغم من أنّ بداياته كانت صعبة إلا أنّه كان مقبلا على تعلم الأساسيّات من الدروس النظريّة إلى جانب انضمامه إلى جمعية التصوير الضوئي التي مثلت علامة فارقة في مشواره لتعلم المزيد من المهارات في مجال التصوير الفواتوغرافي.
وحول بداياته في مجال التصوير، يقول الفارسي إنّ اهتمامه بالتصوير بدأ مع اطلاعه على أحد العروض على آلات التصوير الرقميّة في أحد المجمّعات التجاريّة واشتملت على ثلاث عدسات وانجذب إلى العرض على الرغم من عدم تمرسه في هذا المجال بعد.
ويضيف الفارسي أنّه مع اقتناء آلة التصوير بدأ شغفه بالتصوير، كما بدأ أولى خطوات البحث في عدد من مواقع الانترنت عن دروس أساسيّات التصوير وحاول تطبيق الدروس التي قرأها، ومن أبرز الأمور التي تعرّف عليها أنّ المصور الناجح هو الذي يستطيع ترويض الضوء واستغلال الإضاءات بما يخدم فكرته، ويساعده على تطبيق أفكاره؛ إلى جانب اهتمامه بالتقنيات الحديثة والفنون التشكيليّة.
ويتابع الفارسي إنّ تجربة التصوير في عمان ناجحة بدليل النتائج والإنجازات الكبيرة التي يحققها المصورون العمانيون في مختلف المشاركات الخارجيّة على مستوى الوطن العربي أو مختلف دول العالم، وهو ما يؤكد تقدم السلطنة في هذا المجال. ويؤكد الفارسي على أهميّة الدورات والمحاضرات المتعلقة بالتصوير الضوئي ودورها في صقل مهارات المصور حيث إنّه يستطيع أن يتعلم العديد من المهارات باستمرار خصوصًا مع التطور الذي تشهده مجالات التكنولوجيا وانتشار البرامج الخاصة بتعديل الصور وتنوع آلات التصوير الرقمية الحديثة التي تناسب مختلف مهارات ومستويات المصورين.
واكتسب الفارسي الكثير من الخبرات خلال سفرياته إلى العديد من الدول وتعرفه على مختلف الثقافات، ومن أبرز تجاربه سفره إلى الهند والنيبال وبنغلاديش والصين، بهدف تصوير عشرات البورتريهات وثقافات الناس، وهو يشير إلى الهند باعتبارها من أكثر بلدان العالم مناسبة لأي مصور حيث تحظى ببيئات وثقافات وموروثات متنوعة تساعد المصور على تنويع أعماله.
وعن أبرز الأمور التي يجب أن يركز عليها المصور المبتدئ ينصح الفارسي بضرورة انضمام المصور إلى جمعية التصوير الضوئي، حيث إنّها تعد بيئة مناسبة للمصور لتوفيرها ميزة الاحتكاك بالمصورين وتبادل الخبرات فضلا عن الاستفادة من حلقات العمل المجانيّة التي تقدمها الجمعيّة والتي تضيف الكثير للمصور من خلال حضوره مختلف الدروس التي يقدمها أساتذة متخصصون في هذا المجال، كما أنّ على المصور الاطلاع على الأعمال الفنيّة وممارسة التصوير باستمرار حتى يطور من أدائه ويضيف مهارات أخرى تصقل موهبته.
يذكر أن "فتاة الماء" حققت في عام 2015 وحده ٦٦ جائزة دولية منها ٣٧ ميدالية ذهبية و٣ ميداليات فضية و3 برونزية و٢٣ جائزة شرفية، وبذلك تكون أكثر صورة لمصور عماني حصدًا للذهب في المسابقات الدولية التي يرعاها الاتحاد الدولي لفن التصوير (الفياب).


الأربعاء، 13 يناير 2016

أمسية محبة في أربعينية فاطمة المرنيسي بالبحرين




وتقديم كتاب (شهرزاد المغربية) عن الرّاحلة الكبيرة






لعلّ الراحلة فاطمة المرنيسي لم تكن تتوقّع أن تنظّم أربعينيتُها في أقصى الوطن العربي وبالضبط في البحرين البلد الذي سبق لها أن زارته مرتين. لكن الوفاء لا بلد له ولا جنسية له. هكذا خلّد مركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث في مدينة المحرق البحرينية أربعينية عالمة الاجتماع المغربية الراحلة من خلال (أمسية محبّة) التأمَتْ تحت شعار (الحالمون لا يمكن ترويضهم أبداً) وحضرها العديد من رجال ونساء الفكر من البحرين والسعودية والإمارات العربية. وركّزت وزيرة الثقافة البحرينية مي الخليفة خلال تقديمها للندوة على الصداقة التي جمعت فاطمة المرنيسي بالبحرين، فيما تعاقب على المنصة كل من الأديب ياسين عدنان، والفاعلة الجمعوية المغربية جميلة حسون، الصحافي الألماني توماس هارتمان ومترجمة المرنيسي إلى الإيطالية البروفيسور إيليزابيتا بارتولي ليضيئوا جوانب من مسار الراحلة الحياتي والفكري.

الأمسية كانت مناسبة أيضًا لتقديم كتاب من 326 صفحة تمّ إنجازه في أقل من شهر على وفاة الراحلة فاطمة المرنيسي من إعداد وتحرير ياسين عدنان، وصدر تحت عنوان (شهرزاد المغربية: شهادات ودراسات عن فاطمة المرنيسي) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ببيروت بدعمٍ من مركز الشيخ إبراهيم بن محمد الخليفة للثقافة والبحوث. وعرف الكتاب مشاركة نخبة من الكتاب والأدباء من بينهم: المفكر المغربي الدكتور محمد نور الدين أفاية، الشاعر السوري محيي الدين اللاذقاني، عالم الاجتماع التونسي الطاهر لبيب، الروائية العراقية عالية ممدوح، الأكاديمي الفلسطيني خالد الحروب، الناقد العراقي عبد الله إبراهيم، الناقدة العراقية فاطمة المحسن، الشاعران البحرينيان قاسم حداد وحسن كمال، الاقتصادي المغربي إدريس الكَراوي، الكاتب اللبناني بيار أبي صعب، الشاعرة العراقية بلقيس حميد حسن، وزيرة الثقافة البحرينية مي الخليفة، الأكاديمية السعودية الدكتورة عائشة المانع، الشاعرة الجزائرية ربيعة جلطي، والكاتبة اليمنية إسمهان عقلان العلس. إضافة إلى نخبة من الكتاب والفاعلين المغاربة من مختلف التخصّصات الأدبية والفكرية: لطيفة البوحسيني، فاطمة الزهراء طموح، جميلة حسّون، فاطمة كدو، فريد الزاهي، صلاح بوسريف، محمد اشويكة، حميد لشهب، عزيز الحدادي، وسعيد بوخليط.
هذا وتمّ تقسيم الكتاب إلى ثلاثة محاور كبرى، محور خاص بالشهادات، والثاني بالدراسات، فيما جاء القسم الأخير تحت عنوان "تلويح وداع" وضمَّ مجموعة من التحايا الحميمة لروح الفقيدة الكبيرة.
ونقرأ من مقدمة ياسين عدنان للكتاب: "فاطمة المرنيسي امرأة عصيّة عن التصنيف. يتداخل الفكر في كتاباتها بالأدب، والبحث الأكاديمي بالتخييل. هي متعدّدة بطبيعتها، لذلك كانت دوما ترفض الاختزال. النسائيات العربيات اللواتي أثارهن بشكل خاص اشتغالها الجريء على قضايا المرأة منذ مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، سرعان ما تنكّرت لهن، أو على الأقل فاجأتهن وهي تغيِّر الوجهة باتجاه المجمع المدني. "لستُ مناضلة نسوية لأنشغل بالمرأة فقط"، تقول فاطمة، "لقد انخرطتُ في دينامية المجتمع المدني لأنه فضاء لا تقف فيه المرأة بمواجهة الرجل، بل يعملان سويا ويتعاونان." ولتجسيد هذا الحلم، أطلقت قافلة مدنية أرغمت من خلالها عددا من المثقفين والفنانين والفاعلين المدنيين على النزول من أبراجهم العاجية للتفاعل مع ساكنة القرى والبوادي في المغرب العميق، المنسي، والمهمّش. فأعطت بذلك لعدد من مثقفي اليسار الذين كانوا يصنّفونها كبورجوازية درسًا في الطريقة التي يمكن بها للمثقف العضوي - فعلًا لا شعارًا- أن يمارس نضاله الثقافي ويضطلع بدوره داخل مجتمعه.
ومثلما أدهشت شهرزاد شهريار - يضيف ياسين عدنان- مارست شهرزاد المغربية غوايتها علينا جميعا. إذ ظلت تفاجئ قراءها باستمرار وتدهشهم وتأتيهم دومًا من حيث لا يحتسبون. بعد عودتها من أمريكا، توقع منها الأكاديميون المزيد من الأبحاث "الرصينة" ففاجأتهم بمحكيات الطفولة، وبانحيازها للأدب. توقعت منها مناضلات الحركة النسائية فضح العلقية الذكورية وعمقها المرجعي في الثقافة العربية الاسلامية، فإذا بها تكتب لتشرح لهن كيف كانت المرأة عزيزةً رفيعةَ القدر في تاريخ الإسلام منذ "نساء النبي" حتى السلطانات المنسيات. يساريو تلك الأيام توقعوا منها المزيد من نقد التراث الديني، فإذا بها تدافع عنه بطريقتها، هي خريجة جامعة القرويين. توقع منها الغرب أن تزوده بالمزيد من حكايات الحريم الشرقي وأن تواصل تشريح البنى الذكورية في العالم العربي الإسلامي بشراسة، فإذا بها تنقلب عليه لتفضح الحريم الغربي الأكثر قسوة على المرأة ونيلا من إنسانيتها. إنها شهرزاد معاصرة، تعرف كيف تستعمل عقلها- لا جسدها- لمواجهة الاختزال، عنف الخطاب، والقتل الرمزي."

(شهرزاد المغربية) صدر بغلاف جميل من تصميم كايير أردال، فيما تعود لوحة الغلاف للخطّاط المراكشي عبد الغني ويدة.