الأربعاء، 3 أبريل 2013

كتب الجيب





 
حينما كنت في المدرسة وتحديدا في المرحلة الإعدادية،  قررت إدارة المدرسة افتتاح مكتبة صغيرة فيها مجموعة من الكتب المتنوعة المواضيع للطلاب الراغبين في القراءة والاستعارة، مستغلين فترة الاستراحة ما بين الحصص الدراسية. تفاجأت بزميل لي يذهب كل فسحة لتلك المكتبة، أحيانا يقرأ، وأحيانا يستعير الكتب. ولم أكن أعرف عنه ذلك من قبل. ذهبت معه عدة مرات، وأحببت الذهاب كل مرة. في البداية كان عدد الطلاب الزائرين للمكتبة قليلا ثم تضاعف العدد كثيرا مع مرور الأيام وأصبح من الصعب القراءة في المكتبة بسبب عدد الطلاب الكثير، كما أنها لم تكن مهيأة لتكون غرفة القراءة في جانب وغرفة الكتب في جانب آخر. وفي الفصل الدراسي الثاني تغير الأمر فقد قررت إدارة المكتبة تقنين الأمر وذلك بغلق الأبواب إلا للأعضاء الذين سجلوا أسماءهم وأصدرت بطاقات عضوية لهم، وضرورة إبرازها في كل مرة يرغبون الدخول إلى المكتبة، إضافة إلى عمل اجتماعات لهم بين الفترة والأخرى. وبالنسبة لي لم أكن أحب التعقيدات كثيرا فلم أعد أذهب للمكتبة بل كنت أنظر إليها كأنها حصن مسور، كذلك صديقي. وربما فعلت إدارة المكتبة  ذلك بسبب فوضى الطلاب أنفسهم أو فقدان العديد من الكتب.
كانت كتب الجيب الصغيرة "الرجل المستحيل"  البوليسبة، والمغامرات، متوفرة في مختلف محلات بيع المواد القرطاسية، كما هي الآن. أحيانا يشتري بعض الأصدقاء تلك الكتب للاستمتاع بالمغامرات والخيال والإثارة الموجودة في تلك القصص. ويقال بأن "اينشتاين" العبقري صاحب النسبية، كان يحب قراءة  القصص البوليسية. أتذكر بوجود كتاب اسمه كليلة ودمنة لابن المقفع الذي يحكي الحكمة على لسان الحيوان، كان جميلا لأنه أقرب ما يكون إلى قلب الصغار، مع تبسيط وشرح للمفردات. كذلك الكثير من الروايات والقصص الممتعة لأدباء كبار التي غالبا ما تحمل هدفا غير مباشر، كقصة "فرانكشتاين"  "وروبن  هود" و "بيتر بان" على سبيل المثال.
أجد كل يوم أناس شغوفين بالقراءة إلى درجة كبيرة. وعندما أسألهم كيف بدأتم القراءة يقولون بالاستمتاع بها بالكتب البوليسية والمغامرات أيام المدرسة. وأظن من وجهة نظري ، أن تشجيع الطلاب والأطفال على القراءة يبدأ بتوفير الكتب الممتعة والتي تحمل مضامين هادفة كقصص القرآن والقصص الخيالية والمغامرات وقصص الحيوان والقصص الغريبة الهادفة، وتسهيل الحصول على الكتاب في جو ملائم. وغالبا ما يبدأ ذلك ليس من المدرسة وحدها بل من البيت خصوصا عندما يجد الصغار لديهم مكتبتهم الخاصة المتنوعة.



محمد بن سعيد القري
 Zaloo79@yahoo.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق