السبت، 12 يناير 2013

قائمة البوكر القصيرة 2013م




فاجأت القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر العربية" لهذه السنة، 2013، البعض، من حيث غياب بعض الأسماء اللامعة في القائمة الطويلة.

غابت عن القائمة القصيرة رواية "طيور الهوليداي إن" للبناني ربيع جابر الذي حصد الجائزة عام 2012 عن روايته "دروز بلغراد" كما وصلت روايته "أمريكا" إلى القائمة القصيرة عام 2009.

كما غاب الروائي اللبناني المخضرم إلياس خوري وروايته "سينالكول"، وكذلك الكاتب الجزائري واسيني الأعرج وروايته "اصابع لوليتا".

لم يحالف الحظ أيضا الكاتب الفلسطيني-الأردني إبراهيم نصرالله الذي وصلت روايته "زمن الخيول البيضاء" إلى القائمة القصيرة عام 2009.

أما الشق الآخر للمفاجأة فهو وصول كاتبة بروايتها الأولى، هي اللبنانية جنى الحسن وروايتها "أنا وهي والأخريات".

لوحظ أيضا أن المرشحين الستة ينتمون إلى ست دول مختلفة، وهو ما يحصل للمرة الأولى في تاريخ الجائزة، حيث تحرص الإدارة على التأكيد أن التوزيع الجغرافي للمرشحين أو جنسهم أو تاريخهم ليس من العوامل التي تؤثر في اختيار اللجنة، وهو ما أكدته خيارات اللجنة هذه السنة ايضا.

ومن الروايات المرشحة للقائمة الطويلة أيضا ولم يحالفها الحظ للوصول إلى القصيرة: "تويا" للمصري أشرف العشماوي، و "ملكوت هذه الأرض" للبنانية هدى بركات و "يافا تعد قهوة الصباح" للفلسطيني أنور حامد و "حدائق الرئيس" للعراقي محسن الرملي و "حادي التيوس" للجزائري أمين الزاوي و "رجوع الشيخ" للمصري محمد عبدالنبي .

إذا عرف السبب

منذ إعلان القائمة الطويلة لوحظ أنها تضم الكثير من الأعمال رفيعة المستوى، وكان يتوقع أن تكون المنافسة حادة بينها، وهذا ما حصل.

من البديهيات أن المفاضلة بين أعمال أدبية فوق مستوى فني معين هو مهمة في غاية الصعوبة، ولا بد أن لجنة الجائزة وصلت إلى اختياراتها بعد نقاشات مستفيضة، وكان لا بد في النهاية من تغليب بعض العوامل على غيرها، دون أن يعني هذا أن تكون الروايات التي وصلت للقائمة القصيرة أفضل بالمطلق من بعض تلك التي لم تصل.

من البديهيات ايضا في النقد الأدبي أن الذائقة الفنية للناقد تلعب دوار حاسما في مقاربته للعمل الأدبي ومن الصعب تطبيق قوانين موضوعية صارمة على النص، فوق مستوى فني معين.

بناء على ما تقدم، لم تكن خيارات القائمة القصيرة مفاجئة لمن يعرف آلية عمل لجان الجائزة.

نبذة عن الأعمال المرشحة

تراوحت مواضيع الأعمال المرشحة ما بين الفساد السياسي والتطرف الديني ووضع المرأة والنفاق الديني والاجتماعي.

تتكثف أحداث رواية العراقي سنان أنطون وعنوانها "يا مريم" في يوم واحد، وتتضمن إطلالة على المشهد العراقي برؤيتين مختلفتين لشخصين ينتميان إلى الأقلية المسيحية ويقيمان في نفس المنزل: يوسف، المسن الذي عاش جزءا من حياته في أوقات تبرر تعلقه بالأمل رغم ما يحيط به من يأس ودمار، ومها الشابة المحبطة اليائسة التي لا تذكر في حياتها القصيرة الكثير مما يغذي في روحها الأمل.

أما في رواية جنى الحسن "أنا وهي والأخريات" فنتابع رحلة امرأة تحاول أن تخترق الحلقة المفرغة التي تدور فيها النساء التقليديات (ممثلات في والدتها) لتجد نفسها تعود للدوران في ذات الحلقة بفارق مهم هو وعيها لما هي فيه وإحساسها بالضياع والوحدة والفقدان.

وفي رواية "القندس" للسعودي محمد حسن علوان نطل على حياة المجتمع السعودي من خلال شخص يحس باغتراب عنه، وربما يعيش على هامش مسلماته، يتأمل في تاريخ عائلته عبر ثلاثة أجيال، والعديد من الأماكن.

وفي رواية "مولانا" للمصري إبراهيم عيسى تطل علينا شخصية غير مألوفة للواعظ الذي يصبح نجما للفضائيات بفعل روحه الخفيفة وأسلوبه الساخر، ومراوغته في الإجابة على الأسئلة الفقهية والدينية بحيث يرضي الجميع.

الكاتب سعود السنعوسي هو أول كاتب كويتي يرشح ضمن الجائزة بل يصل إلى قائمتها القصيرة.

في روايته "ساق البامبو" يعالج موضوع الهوية من خلال شاب هو نتاج زواج مختلط لرجل كويتي وامرأة فلبينية، وحيرته بين المجتمع الذي نشأ به (مجتمع أمه)، وبلد أبيه التي يشده إليها الحنين وحكايات والدته.

أما رواية "سعادته السيد الوزير" للتونسي حسين الواد فتتناول موضوع الفساد وهو من المواضيع المفضلة للرواية العربية الصاعدة، منذ وصل برواية المصري علاء الأسواني إلى الأضواء قبل عدة سنوات.

في الرواية يصل أحد المواطنين بشكل غير متوقع إلى منصب الوزير، ويشهد الفساد بأم عينه ثم يصبح جزءا منه.

تضمنت لجنة تحكيم الجائزة جلال أمين، الكاتب والأكاديمي المصري، رئيسا، صبحي البستاني، الناقد والأكاديمي اللبناني، علي فرزات، رئيس اتحاد رسامي الكاريكاتير العرب ورئيس تحرير الجريدة السورية اليومية المستقلة "الدومري" وصاحبها، بربارا ميخالك-بيكولسكا، الأكاديمية والباحثة البولندية، أستاذة الأدب العربي في كلية الآداب بجامعة ياغيلونسكي في كراكوف، وزاهية إسماعيل الصالحي، الأستاذة في جامعة مانشستر والمختصة بالأدب العربي ودراسات النوع.

وسيجري الإعلان عن الفائز بالجائزة لهذه السنة في 23 إبريل/نيسان في أبو ظبي، ويحصل الفائز بها على مكافأة قدرها 50 الف دولار، وتترجم روايته إلى لغات عديدة.
 
المصدر بي بي سي العربية

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق