الأحد، 10 يوليو 2011

رحل إلى نفق آخر



توفي في العاصمة الارجنتية بيونس ايرس الروائي الارجنتيني الاشهر ارنستو ساباتو عن عمر ناهز قرنا قضاها في العمل الادبي والدفاع عن حقوق الانسان في بلاده.

وقالت وزجته ان ساباتو كان يعاني من التهاب القصبات قبل وفاته.
وخلال مسيرته نال ساباتو اكبر الجوائز في عالم الادب الناطق باللغة الاسبانية.
كما تميز بدفاعه عن حقوق الانسان ومحاربة انظمة الحكم العسكرية التي حكمت العديد من دول امريكا اللاتينية والجنوبية.
وعقب انتهاء حقبة الحكم العسكري في الارجنيتن في نهاية ثمانينيات القرن الماضي ترأس لجنة اطلق عليها اسم لجنة "الحرب القذرة" التي قامت بالتحقيق في عمليات اختفاء معارضي حكم الطغمة العسكرية في البلاد خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي.
من بين اهم اعماله رواية "النفق" التي صدرت عام 1948 ورواية "ابطال وقبور" التي كتبها عام 1961 و"ملاك الظلام" التي صدرت عام 1974.
وعندما تم تكليفه برئاسة لجنة التحقيق في اختفاء معارضي الحكم الحكم العسكري وصف المهمة التي تم تكليفه بها بانها "انحدار تدريجي الى الجحيم".
وكانت نتيجة اعمال اللجنة الاساس الذي تم الاعتماد عليه في محاكمة رموز المؤسسة العسكرية لدورهم في قتل واختفاء المئات من المعارضين السياسيين.
درس ساباتو الفيزياء ونال درجة الدكتورة لكنه ابتعد عن هذا المجال عندما شاهد كيف يمكن استخدام العلم لاغراض غير انسانية.
وعندما تم طرده من الجامعة بسبب موافقه السياسية فقد الاهتمام بالعلوم نهائيا.
رغم ان الروائي لم تنشر له سوى ثلاث روايات لكنها كانت كافية لتحقيق مكانة مرموقة له في عالم الرواية الناطقة بالاسبانية.
والروايات الثلاث هي الوحيدة التي نشرت بينما كان مصير العديد من كتاباته الحرق اذ انه كان يعمد الى حرق مخطوطات اعماله قبل وصولها الى دور الطباعة.
ووصف هذه النزعة لديه بانها غير "منطقية ورغم ذلك اميل دائما الى تدمير اشيائي الخاصة" واضاف ان رواية "ابطال وقبور" كادت ان تلاقي نفس المصير بعد سنوات عديدة من العمل في كتابتها لكن زوجته وقعت مريضة عندما علمت بانها زوجها بصدد حرق مخطوط الرواية مما اجبره على التراجع عن قراره في اللحظة الاخيرة.
المفارقة ان الروائي سلط خلال ترأسة لجنة "الحرب القذرة" الضوء على مآسي ومعاناة ضحايا الحكم العسكري بعكس رواياته الحزينة والكئيبة والتي تصور عوالم الجنون والاسرار.

عن موقع البي بي سي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق