السبت، 9 يوليو 2011

هنا لندن!




الصورة بعدسة عوف العوفي

كل من تابع أخبار وبرامج القسم العربي الخاص بهيئة الإذاعة البريطانية -بكل تأكيد- استمع إلى هذه الجملة عدة مرات، أتذكر جيدا بأن الاقبال على هذه الإذاعة كان كبيرا وخاصة من قبل فئة كبار السن في مجتمعنا العماني وأتذكر بعض أفراد العائلة ومنهم والدي والذي كان ينتظر الساعة السابعة مساءا بتوقيت مسقط" الساعة الرابعة مساءأ بتوقيت غرينتش"،  للاستماع  لهذه الإذاعة وأخبرني الوالد بأن البرامج التي يقدمها القسم العربي أكثر من رائعة وتتضمن معلومات مفيدة وكان يشجعنا على متابعة برامج تعليم اللغة الإنجليزية وكذلك البرامج الثقافية كما إن طريقة قراءة الأخبار وتقديم البرامج جذابة وتنمي المخيلة كثيرا، لست هنا بصدد الحديث عن هذه الإذاعة وبرامجها  ولكنه صدى تلك الجملة كان يخرج من صندوق الذاكرة السحري ويتردد باستمرار وأنا أمشي في شوارع لندن وأحيانا كثيرة يختلط مع دقات ساعة "بج بن" وأصوات الناس الذين يمشون في تلك الشوارع والأحياء. من عقارب الساعة تخرج الأفكار كأجنحة الطيور ويحاول القلم تسجيلها قبل نسيانها أو فقدانها،نعم هناك كانت لندن عاصمة الضباب، ومنذ زيارتها لأول مرة وحتى الآن ما يزال اسم هذه المدينة يشعرني بالبرد من الناحية المادية وكذلك المعنوية كلما تردد على ذهني أو سمعته من أحدهم أو قرأته في مكان ما. آلاف الشوارع وآلاف النصب التذكارية والتماثيل، حدائق كبيرة وواسعة، بالرغم من أن الشوارع ممتلئة ومزدحمة ولكن يوجد نظام وخيارات متنوعة بالنسبة للمواصلات من حافلة وسيارة أجرة ودراجة هوائية.. ويبدو أنه لا وجود للحوادث، استغلال التاريخ والأدب والعديد من المعطيات لأجل صناعة سياحية قوية،أسواق ومحلات لطبقات وفئات مختلفة من البشر، نهر التايمز مرآة شديدة السواد هنا ومرآة صافية في مدن بريطانية أخرى، فقر وثراء، نهارات طويلة ، وكل التناقضات. لندن وضواحيها تشكل عصبا رئيسيا لكم  هائل من السياح الأجانب وخاصة من الوطن العربي والخليج هربوا من حر بلدانهم إلى حضنها البارد، بعضهم مقتدر والآخر أخذ سلفية كبيرة من البنك وهناك قسم لم يأتي للسياحة وإنما بحثا عن عمل أو للنصب والاحتيال من يدري؟ وهناك قسم يبحث وسط الضباب عن ذباب له أجنحة شقراء وعيون ملونة. ستجدهم منتشرين في شوارعها التجارية المزدحمة مثل "أكسفورد ستريت" وساحة البيكاديللي ويزداد النشاط وتزداد الحركة بعد الساعة السادسة مساءا والله يرحم جيب كل زوج وكل رب أسرة وخاصة كل من تلاحقه الديون لدى عودته إلى أرض وطنه ، بكل تأكيد هناك شوارع وساحات أخرى للذين يمكنهم أن يدفعوا أكثر وأكثر مثل شارع كوفنت غاردن وشارع هاتن غاردن وبوند ستريت والأخير يتطلب ميزانية عالية جدا. ويبدو أن عادات العرب وأهل الخليج معروفة ومحفوظة عن ظهر قلب عند كل من زار هذه العاصمة فالعديد منهم في ساحات التسوق أشبه بالجراد الذي يغزو الأرض الزراعية ويحيلها إلى أرض قاحلة جرداء.

هناك تعليقان (2):