الأحد، 13 فبراير 2011

لقاء الأحباب




هناك يوم أو أيام لا يمكن نسيانها وخاصة ذلك اليوم أو تلك الأيام التي تجمع فيها الأقدار الطيبة مجموعة من الأحباب قد يكونوا آباء وأبناء أو أخوة أو أصدقاء أو زملاء افترقوا لظروف وأسباب مختلفة.
في هذا النوع من اللقاءات تختلط وتمتزج المشاعر وغالبا يصعب وصفها أو إدراك كنهها فلأمر يعتمد على الأشخاص وطبيعة الموقف الذي يمرون فيه.
في سنة 1998 سافرت إلى الهند لإجراء جراحة في العامود الفقري في إحدى المستشفيات المعروفة في مدينة "مومبي" شمال الهند،وهناك التقيت بسيدة هندية كانت من ضمن المرضى، هذه السيدة كانت تزور المرضى باستمرار وتدخل غرفهم وتعرف بنفسها بلا خوف أو تردد، كانت تقدم الورود والهدايا لهم وتبادر إلى مساعدتهم وخدمتهم بدون أن يطلبوا منها ذلك. لقد تعرفت على أبناء وأقرباء هذه السيدة ، معاملتها الطيبة والكريمة ساهمت في تخفيف الكثير من الألم والكآبة ، كذلك قررت القيام بنفس الدور مع تماثلي للشفاء.
بعد عودتي إلى السلطنة قمت بمراسلتها ومع مرور سنة أو أكثر قليلا وبسبب الانشغالات وزحام الحياة انقطعت عنها. في سنة 2009م حصلت على منحة للمشاركة في دورة دراسية في جامعة فلوريدا الأمريكية وفي إحدى المرات عثرت في حقيبة ملابسي على بطاقة بريدية قديمة وصلتني من هذه السيدة سنة 2000م أو 1999م لا أذكر بالتحديد؟ شعرت بسعادة لوجود هذه البطاقة في الحقيبة وقمت بمراسلتها مجدداً ووصلني ردها بسرعة ولحسن الحظ بأن برنامج الدورة اشتمل على زيارة إلى ولاية نيويورك- المكان الذي تقيم فيه- والتقيت بها مع مجموعة من أبنائها بعد مرور 11 سنة على أول لقاء بيننا. لم أكن أتوقع بأن بطاقة بريدية صغيرة ستجمعنا من جديد.
الكثير من الصدف الرائعة تخرج من شرانق الأقدار وتتحول إلى فراشات جميلة زاهية الألوان لتحلق في سماء السعادة والمحبة وقد يحدث مع الإنسان أكثر من ذلك!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق