السبت، 23 أكتوبر 2010

معبر أزرق برائحة اليانسون (سلطة الأشياء وخفوت الإنسان)



في ندوة بنادي دار العلوم





أقيمت الخميس الماضي ندوة بنادي دار العلوم حول رواية "معبر أزرق برائحة اليانسون" للكاتبة ياسمين مجدي، تحدث فيها كل من د.محمود الضبع، ود.حسام جايل، وأدار الندوة الناقد أحمد حسن.
تحدث في البداية د.حسام جايل عن عالم الرواية، الذي يدور في محطة المترو، ليبدو قطار المترو نفسه كرمز للحياة في تحركها وفي رحلة الصعود والهبوط. وأشار جايل إلى أن الكاتبة قدمت هذا العالم عبر بطل رواية ذكر، مما عكس قدرتها على النفاذ والكتابة من زاوية رجل، ليتسم العمل بجرأة مغلفة بحياء الأنثى، بالإضافة لاعتمادها فكرة جماليات القبح من رائحة العرق وزحام الموسكي. أما عن اللغة فقال جايل أن اللغة مجنحة وشعرية،وبسيطة، وأن الكاتبة استطاعت نحت لغة تخصها.
وفي كلمته أكد د.محمود الضبع أنه قدم قراءة نقدية لرواية "معبر أزرق برائحة اليانسون" في سياق دراسة يقوم بها حاليًا لتحديد ملامح الرواية العربية الجديدة. وأوضح الضبع أن الرواية تحكي عن مجموعة من القابعين تحت الأرض، وكيف أن أحلامهم لا تعبر هذه المساحة، رغم محاولاتهم للبحث عن ذاتهم طوال الوقت، فالأبطال يقدموا حكاياتهم العادية، التي لا تحمل أي بطولات، لكنها في الوقت نفسه تحمل مشكلة العالم ومشاكل تمس عالمهم النفسي والجسدي سواء كمسيحيين أو كمسلمين. وعن الأسلوب ذكر الضبع أن مستوى الخطاب تعدد في الرواية، كما أن الكاتبة لم تكتف بالسرد الروائي، واستعانت ببعض الصور والرسوم وإعلانات الجرائد ووظفتها داخل بنية الرواية، بما يحيل إلى إمكانية انفتاح الرواية على رسائل أخرى إلى جوار رسائل السرد.
أما الناقد أحمد حسن فتحدث عن بيئة صراف التذاكر في المترو، تلك البيئة الزجاجية التي تؤثث لرؤية العالم، فتصنع إحساس العاجز. وأشار حسن إلى أن الرواية تؤكد على سلطة الأشياء، حيث يصبح للأشياء سلطتها على الإنسان الهامش، وطبيعي أن ينزوي الإنسان المقهور والمقموع لتمارس الأشياء دور الفاعلية، فيصبح لها حضور في مقابل خفوت الإنسان. فيعترف البطل في أحد الأجزاء أن الملابس هي التي تحمله إلى عمله. وعن الخيال ذكر حسن أن الصور والاستعارات ليست مجانية بل موظفة لخدمة البنية الشخصية السردية في النص.
في النهاية تحدثت ياسمين مجدي عن جانب توثيقي لتجربة كتابتها لهذه الرواية، وكيف أنها ذهبت في رحلات للعتبة من أجل البحث عن منزل البطل، وأنها اصطحبت البطل معها في داخلها، وأشارت ياسمين أنها عاشت سنة كاملة مع هذه الشخصيات، فكانت تركب المترو في رحلات شبه يومية طويلة وتعود المنزل لتستمع لصوت المترو المسجل، فتشعر أنها عالقة في هذا العالم، وكل تلك الأشياء تسبب وجع كبير للكاتب، حتى أنها اعترتها بعض الهواجس والخوف أثناء الكتابة من البطل نفسه

هناك تعليق واحد: