الاثنين، 6 يناير 2014

تكوين أول مشروع ثقافي




متخصص في الكتابة الإبداعية
 
كتبت بثينة العيسى:
تكوين، مفردة مستلّة من الكتب المقدّسة، وترمز إلى "قصة الخلق" التي أسفر عنها الكون. أطلقنا على هذا المشروع اسم تكوين لأننا نؤمن بأن عملية الخلق الفنّي هي امتدادٌ محض لعملية الخلق الأولى، الخلق الإلهي.
نؤمنُ بأن النزعة التعبيرية الخلاقة، متمثلة في الكتابة الإبداعية خصوصًا، وأشكال الفن الأخرى عمومًا، هي أحد أكثر وجوهنا الإنسانية جمالا وجدارة بالاحتفاء.
وهذا المشروع، بكل بساطته وإمكانياته، هو محاولة للاحتفاء بالإنسان الجميل، الإنسان الخلاق، الإنسان الكاتب.
مشروع بجناحينِ
تكوين مشروعٌ بجناحين - مع إمكانية نمو المزيد من الأجنحة في المستقبل – إذ ومنذُ انطلاقة المشروع في يوليو 2013، قبل خمسة أشهر تقريبًا، وهو يعمل في برنامجين مختلفين ومتكاملين:
· البرنامج الأول: إنشاء قاعدة بيانات باللغة العربية متخصّصة في الكتابة الإبداعية.
· البرنامج الثاني: تقديم ورش عمل متخصّصة في الكتابة الإبداعية
قاعدة بيانات فريدة من نوعها
يهدف هذا البرنامج إلى ردم الفراغ الشاسع في المكتبة العربية فيما يتعلق بالكتابة الإبداعية، إذ تكاد المكتبة العربية تخلو من الكتب المتخصّصة في قضايا الكتابة.
نجد المكتبة العربية في العادة تتناول منتجات العملية الكتابية، من قصة وقصيدة ورواية، ولكن يندر أن يكتب أحد عن العملية الكتابية نفسها، وما تنطوي عليه. ويندر أن يتم طرح قضايا الكتابة الفنية بالاحترافِ الكافي بحيث يتم التعامل معها كتجارب يمكن الاستلهام والاستفادة منها.
فريق تطوعي للترجمة
ومن أجل بناء قاعدة بيانات متخصّصة في الكتابة الإبداعية، إذ اتضح أن علينا أن نبدأ من الصفر أو فوقه قليلا، تم تشكيل فريق تكوين التطوّعي للترجمة، بأقلام ومبادرات شابة في الغالب، تتولى ترجمة مقالات ونصوص متخصّصة في قضايا الكتابة الإبداعية.
وفي غضون خمسة أشهر، أنجز فريق تكوين للترجمة ترجمة كتاب Why We Write لـ مريديث ماران، وتم الاتفاق مع الدار العربية للعلوم لإصدار الكتاب خلال الأشهر القادمة.
كما تمت ترجمة عشرات المقالات عن نصائح وتقنيات الكتابة من مصادر مختلفة، ولأشهر الكتاب العالمين، مثل جورج أورويل، إيزابيل الليندي، راي برادبيري، نيل غيمان، أناييس نن وآخرين، وتوفيرها في موقع Takweeen.com لكي تكون متاحة للكاتب المبتدئ الذي ما زال يتهجى بداية طريقه إلى النّص الإبداعي.
لقاءات مع كتّاب عرب
وإذ تجنح المكتبة العربية للاهتمام بمخرجات العملية الكتابية من قصة وقصيدة ورواية، لدرجة التغاضي التام عن العملية الكتابية نفسها، وما تنطوي عليه هذه الرحلة المدهشة من تحديات وآلام وصرخات ورقصات فرح، ولأجل ألا يبقى الكاتب العربي مغيّبًا عن هذا الحوار المستمر مع الكتابة، تم تشكيل فريق آخر يتولى مهمة إقامة لقاءات صحفية مع كتاب عرب تتناول وتركز على قضايا الكتابة، لقاء لا يسأل الكاتب عن مواقفه السياسية والفكرية والثقافية، بل يطلب منه أن يحدثنا عما يفعله وهو يكتب، ببساطة.
وحتى الآن تمت محاورة بشرى خلفان، صلاح دبشة، ربعي المدهون، يوسف المحيميد، وحجي جابر .. ولا يزال الطريق طويلاً، ونحن لها.
حلقات عمل متخصّصة
البرنامج الثاني لمشروع تكوين هو إنشاء محترف كتابيّ، للتعاطي مع النّص الإبداعي في بيئة خلاقة تتمتع بخصائص المختبر، من حيث القابلية للتجريب والكسر وإعادة التشكيل والخلق المستمرّين.
وقد قدّم المشروع حتى الآن ورش عمل متخصّصة في مواضيع الكتابة الوصفية، كتابة الرواية، القفز على حواجز الكتابة (بثينة العيسى)، بالإضافة إلى ورشة عمل للشعراء عن تقنيات كتابة قصيدة النثر (صلاح دبشة)، وتتضمن خطة المشروع تقديم ورش عمل لكتابة السيناريو والترجمة وقصص الأطفال وغيرها.
الخلاصة:
ما نرمى إلى تحقيقه من خلال تكوين، وما نحققه كلّ يوم - بحسب المؤشرات المتاحة من إقبالٍ وقبول هائلين - هو أن نجعل ارتحال الكاتب داخل نصّه أمراً أيسر، بحيث يعرف كيف يستجلبُ الإلهام عندما يتعذر، وكيف يكتشف أخطاءه الكتابية، وكيف يسبك نصه فنيًا، وأمور أخرى كثيرة، هي في نهاية المطاف تصبّ في صالح الأدب، ومن ثمّ .. في صالح الإنسان. هذا الكائن الجميل، الخلاّق، الكاتب.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق