الأربعاء، 30 يناير 2013

في مربعه الأول




مع دخول شهر فبراير انتظر مناسبتين تهم كل قارئ وكل كاتب المناسبة الأولى هي المعرض الخيري للكتب المستعملة والذي يقام للمرة الرابعة وسيخصص ريعه لصالح جمعية رعاية الأطفال المعوقين، أحب هذه الفعالية كثيرا فهي عملة لها وجهين الأول يمنح حياة جديدة للكتب القديمة ويساهم في نشر المعرفة والثقافة والثاني يساهم في خدمة إحدى الفئات من ذوي الاحتياجات الخاصة في مجتمعنا، العديد من المهتمين نفضوا الغبار عن رفوف مكتباتهم وتبرعوا بكتبهم لتحقيق أهداف راقية وسامية، وبالنسبة للمناسبة الثانية فتتمثل في معرض مسقط الدولي للكتاب ويأتي المعرض في نسخته الثامنة عشرة هذا العام ويقدم لنا تشكيلة واسعة من الكتب في مجالات مختلفة وترافقه مجموعة من الأمسيات والندوات.

المناسبات الخاصة بالكتب تعود كل سنة ومعها يعود موضوع لا ينتهي ودائما يقف في مربعه الأول لا يتزحزح عنه وهو هموم ومشاكل النشر في عالمنا العربي فعندما نتتبع هذه الحركة نسمع ونقرأ الكثير من وجهات النظر التي لا تخلو من حزن وألم مثل: أمة اقرأ لا تقرأ، الأمية بأنواعها المختلفة، أسعار الكتب غالية، دور النشر والناشرين يستغلون القراء والمؤلفين، حركة الترجمة بطيئة، الكثير من الكتب ممنوعة من النشر والعرض، المكتبات الشرائية أغلقت أبوابها، قلة توزيع، وغير ذلك.. ونلاحظ أن كل ما هو مطروح حول هموم النشر معقد ومتداخل بشكل كبير ويرى البعض بأن الحلول ليست بتلك السهولة وقد لا تكون قريبة المنال. فمثلا عندما نتطرق إلى موضوع منع الكتب نجد بأن هذه الإشكالية ترتبط ببعض الإيديولوجيات والقيم وقد تجد كتابا ما ممنوع في دولة ومسموح به في دولة أخرى بسبب الاختلافات ويكبر هذا الموضوع أكثر عندما يدخل في مثلث أضلاعه الدين والسياسة والجنس، ولندع هذا الموضوع جانبا ونأخذ موضوع غلاء الأسعار، إن مجموعة كبيرة من المواطنين في الكثير من الدول العربية وخاصة أصحاب الدخول المتوسطة وما دونها يعتبرون أسعار الكتب عبئا كبيرا عليهم وبالنسبة للبعض منهم فاقتناء كتاب يعتبر نوعا من الرفاهية، وأضف إلى هذا وذاك ضعف الاهتمام بفئة صغار السن وقلة الوعي بأهمية زرع حب القراءة لدى هذه الفئة والتي تحتاج للكثير من الاهتمام ويمكننا أن نبدأ معها فهي اللبنة الأساسية لتحسين حاضرنا ومستقبلنا وأعتقد إن قلة التوزيع ترتبط بكل هذه الأمور  التي ذكرتها مع ارتباطها بمسألة إغلاق عدد كبير من المكتبات الشرائية أبوابها وتحول أصحابها إلى أعمال أخرى. ندوات ومؤتمرات أقيمت وتقام حول هموم النشر وتناقشها وسائل الإعلام التقليدية والحديثة وما يزال الموضوع في مربعه الأول.    

 من مقالي المنشور في نشرة المسار بتاريخ 30 يناير 2012م

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق