الاثنين، 28 يناير 2013

على الأطلال



 
تهاجمني الذكريات بقوة وقسوة كلما مشيت في شوارع روي ومطرح فلا أتمكن من التخلص من أسرها أو عبوديتها، وخاصة عندما أمر ببعض المواقع التي لها أهمية كبيرة وشهرة بسبب إطلالة هذه المواقع أو الأماكن على شوارع معروفة ومزدحمة ومرور كم كبير من المواطنين والوافدين عليها في أوقات مختلفة من اليوم. عندما أقف أمام الموقع القديم لمكتبة "ابن كثير" في روي أو أمام الموقع القديم "لمكتبة المعرفة" في الشارع البحري لمطرح أتذكر وقفة الشعراء القدامى على الأطلال، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من المكتبات في روي هنا وهناك وأغلقت أبوابها على الرغم من أن بعضها  أو قسم منها كان يوفر القرطاسية والأدوات المدرسية أكثر من الكتب؟ قد نجد إجابة هذا السؤال عند أصحاب هذه المكتبات وأغلب هذه الاجابات مثيرة للحزن والأسف والمزيد من التساؤلات..، منها على سبيل المثال بأن الأيام والشهور تمر على البائع بدون أن يبيع كمية جيدة من الكتب ومنها بأن أسعار الإيجارات في ارتفاع مستمر وخاصة في المواقع المتميزة ومنها رغبة أصحاب البنايات في إعادة تعميرها من أجل الحصول على دخل أكبر وبالتالي وبعد التكسير والتعمير لا يمكن لصاحب المكتبة أن يدفع الإيجار المرتفع فيضطر إلى الإغلاق وتأخذ مكان هذه المكتبات محلات الملابس والعطور والمجوهرات والهدايا وغير ذلك..، هناك مشكلة أخرى واجهها بعض أصحاب المكتبات وتمثلت في توظيف مواطنين لا يمتلكون مهارات أو خبرات في موضوع البيع والشراء وإدارة المكتبات بصفة عامة، كما طالب البعض منهم بإجازات عدة مرات إلى جانب عدم الالتزام بمواعيد الدوام أو العمل مما أثر كثيرا على حركة البيع والشراء وقد قام أصحاب المكتبات بتوظيف هؤلاء لأجل تنفيذ سياسات التعمين واضطروا إلى تقديم رواتب أعلى ومع ذلك بقيت المشاكل كما هي وزادت الأعباء والديون عليهم. بالإضافة إلى أن المحلات "الهايبر" توفر ركنا للكتب والمجلات والقرطاسية وإقبال الناس عليها أكبر بكثير من المكتبات الصغيرة، قد يلقي البعض اللوم على التقنيات الحديثة وما تقدمه من خدمات أدت إلى عزوف الناس عن القراءة وشراء الكتب ولكننا عندما نتأمل تجارب الدول الأجنبية فإننا نجد العكس إلى حد ما إذ نجدهم يستغلون هذه التقنيات وقاموا بتوسيع أنشطتهم من خلالها بشتى الطرق والوسائل بل استخدموا وسائل استقطاب وجذب جديدة للحصول على المزيد من القراء لتصبح القراءة وسيلة محببة لدى الأطفال قبل الكبار.


 

مقالي المنشور في نشرة المسار العدد رقم 259 بتاريخ 20 يناير 2012م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق