الثلاثاء، 1 مايو 2012

طوق الحمامة في الألفة والألاف




كتاب من تأليف ابن حزم، الشاعر الأندلسي المعروف بمعرفة أبائه. كان على إرث من علم ونباهة وجاه ابتدائا من الوالد وانتهائا بالولد. من المعلوم أن الشغف بالعلم شغل ابن حزم منذ صغره. حيث قام بتطويع علمه في سبيل إيصال رسالة لأفكار القارئ. رسالته نقلت الثقات وأخبار الأعراب والمتقدمين، حيث أن أفكارهم تختلف عن أفكار العرب باختلاف الثقافات، وجميع هذه الأفكار تنحصر في دائرة الحب. في كتاب اليمامة تنقسم هذه الرسالة إلى عدة أبواب، وفي هذه الأبواب مزيج من الأشعار والتوضيحات للقارئ مما يسهل عليه الفهم والقرائة بالتشكيل. الجدير بالذكر أنه تم تدوين اسم البحور الشعرية على الابيات الشعرية. الكتاب مكون من ثلاثين باب ، يبدأ أول باب بـ"في أصول الحب عشرة"، يتحدث هذا الباب عن ماهية الحب من حيث طريقته واشكاله وكيفية الأندماج والتواصل والانفصال باسم الحب. ويستمر الحديث عن ماهية الحب في معرفة ضروب المحبة، حيث تتجلى المحبة في محبة الله عزوجل ، ثم محبة القرابة والتصاحب وغيرها. ويأتي بعدها باب علامات الحب، إذ يصف هذا الباب مراحل تخلل الحب في قلوب المحبين. البيت الثالث" باب من أحب في النوم"، ويتطرق هذا الباب إلى وصول الحب في قلب المحب عن طريق الأحلام. أما الباب الرابع فهو باب " من أحب الوصف"، وهنا معناه أن تعشق المحبة بالوصف دون المعاينة، فتكون المراسلة والكتابة والوجد والسهر . وهناك العديد من الأبواب، منها : باب من أحب من نظرة واحدة، باب من لا يحب إلا مع المطاولة، باب من أحب صفة، باب التعريض بالقول، باب الإشارة بالعين، باب المراسلة، باب السفير، باب طي السر، باب الإذاعة، هذا البين يبين مدى سوء الشخص الذي يشهر بحبه في الإذاعة، وقد بين الكاتب أن هذا النوع من الحب يعتبر زائفا، باب الطاعة، باب المخالفة، باب العادل.
ونستمر في معرفة الأبواب بالتطرق إلى الباب الثامن عشر باب المساعد من الأخوان، وباب الرقيب، وباب الواشي، وهنا يبين مدى دنائة الشخص الذي يشي ليفرق بين المتحابين، باب الوصل وباب الهجر، باب الوفاء وباب الغدر، باب البين وباب القنوع، باب الضنى وباب السلو.
أما عن آخر ثلاث أبواب في الكتاب ، فهن التالي: باب الموت، حيث يتحدث هذا الباب عن اللحظة التي يتزايد فيها الأمر ويعظم الإشفاق بين المحبين لدرجة مفارقة الحياة. والباب الذي يليه هو باب قبح المعصية، وهنا يحذر الكاتب القارئ عن المعاصي التي قد يرتكبها بهدف المحبة، فقد حرم الإسلام العديد من الأمور التي تزين للنفس وتجرفها لمعصية الخالق عزوجل.
أما الباب الأخير فهو باب فضل التعفف، يختص هذا الباب في توضيح ما يأتي الانسان من فضائل في حب التعفف وترك المعاصي والفاحشة ، وقد أتى الكاتب بالعديد من الروايات ومن الرسول صلى الله عليه وسلم تبين مدى تعفف الصحابة رضوان الله عليهم وتغلبهم على هوى النفس وتزيين ابليس لهم لمغريات الحياة.

وهكذا ختم الكاتب كتاب طوق الحمامة بباب "فضل التعفف" ومعرفة مدى أهمية هذا الباب ووقعه في نفوس البشر، وأن المحبة الصادقة تأتي من العفة. الجدير بالذكر أن الكاتب اقتبس آيات عديدة من القرآن والسنة ليبين أن الخالق عزوجل هو أحق بهذه المحبة.  

قراءة إلهام المخيني

كلية التجارة والاقتصاد، جامعة السلطان قابوس

فائزة بجائزة ساعي البريد للقراءة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق