الاثنين، 16 يناير 2012

قراءة في كتاب:



كوكب الأرض نقطة زرقاء باهتة في الفضاء

مؤلف الكتاب: كارل ساجان

كتاب نقطة زرقاء باهتة في الفضاء كتاب ذو خصائص غريبة متقلبة بين أجزائه المملة وأجزائه الممتعة التي تغريك لمواصلة القرآءة، متموجة بين الحقائق العلمية والآراء الشخصية والثوابت التاريخية، مما يريك جميع أنواع الكتب في كتاب وأنواع الكتّاب في كاتب.
أستهل الكاتب كتابه الغريب في موضوع لم يتخيله العقل ولم يثبته العلم لمدت ثلاث مائة سنة من تفوه صاحبه به على انه حقيقة مثبتة مسلم بها وهي مفهوم الخلق والخالق –الكون لم يكن سوى صدفة، خطأ ليس أكثر- وأن الأنسان أصله قرد في غابات أفريقيا النائية. لغم أن الكتاب يعود لتسعينيات القرن الماضي إلا أن الجدال المحتدم بين حقيقة النظرية من كذبها ما زال مشتعلا دون أن يميل إلى كفة أحد الطرفين قبل أن تكون الضربة القاضية العام الماضي بأكتشاف يثبت أن النظرية لم تكن إلا محاوله واهية من رجل عاعز عن أداء واجبه كعبد لرب حكيم. اعتقد أن كارل ساجان أحب هذه الفكرة التي تقوم على الامسؤولية كما الحال مع كير من العلماء المعاصرين والسابقين الذين –بتناقض تام – خلدوا حقيقة الخالق. في أول خمس فصول من الكتاب تناول كارل ساجان بإسهاب يدعو للدهشة رأيه الشخصي حول حقيقة وجود الإنسان ومدى حقارة أصله وعدم إستحقاقه لمنزلة المعمر للأرض. فهو من وجهت نظر ساجان ليس المخلوق أو الكائن الوحيد الذي يملك ذكاءاً فقد يكون هنالك في عالم ما كائن أذكى. كما أنه لا يوجد رب لذلك لا يوجد مصطفى لهذه المهمه، الخالق لم يكن إلا وسيلة من البشر البدائيين حتى يتمكنوا من تقنيين حياتهم أو تفسيير ظواهر ضنوا انها خارقة للطبيعة لم يكن علمهم البدائي يستطيع تفسيرها. مع أن هدف الكاتب كان هو إزاله تلك الهالة الكبيرة للشوفونيين والطائفيين بأنهم ليسوا مركزاً للكون ولكن كان ثمن ذلك أزالت حقيقة الخالق من الوجود.
أما المجموعة التالية من الفصول فكانت تتحدث عن عن غزو الفضاء بطريقة تجعل القارئ يرغب في قراءة المعلومات حتى ولو كان قد قرأءها سابقاً. هنا أعطى الكاتب كل معرفته كعالم فلك لامع وككاتب بطريقة مثالية منحت الكتاب جماله الممتع. انتقلال مثير للإعجاب من الرأي الشخصي البحت إلى الحقيقة العلمية الجامدة الغير قابلة للجدال. كما أنه حمل الكثير والكثير من المعلومات التي لم أكن أعلمها عن كواكب المجموعة الشمسية وعن عن رحلات فوييجر وخصوصا للكواكب الخارجية. لم يكن الأسلوب مملا كما كنت أعتقد، بل بالعكس تماما كان الكاتب مبدعا في شرح التفاصيل الدقيقة بأسلوب مشوق. استهل الفصول التالية برحلتي مركبتي فوييجر لرصد الكواكب البعيده وما عاناته هذه المركبتان من صعوبات ختى حققتا هدفهما الأسمى وما هي الصعوبات والنجاحات لهذين القمرين الذين صنعا فصلا جديدا في تاريخ البشرية أجمع. أعتقد أن هذ القسم من الكتاب هو القسم الافضل والامتع.ولي تساؤل حول هذا الجزء من الكتاب وهو: لماذا اهمل الكاتب كل المراحل السابقة من التقدم التقني في علوم الفضاء؟ أين ذهب دور الروس وم من قبلهم الألمان في في الفضاء ؟ فلم تكن البداية أمريكية أبداً ولكن كانت هناك أدوار حقيقة للأتحاد السوفييتي سابقاً لكشف أسرار الفضاء.
وبعد ذلك ومن الفصل الرابع عشر (هبة أبوللو) وإلى الفصل الثامن عشر (مستنقع كامارينا) تطرق كارل ساجان ألى مرحلة لم كان الانسان لا يستطيع إلا أن يحلم بها ألا ان تحقق هذا بمركبة ابوللو التي وضعت أول بشري على أرضصلبه خارج الكوكب الام. لم يكن ذلك الانجاز الا بوابة لمعرفة الحقيقة المرعبة بمدا عنف الكون وهشاشة عالمنا الذي نعيش فيه. وكيف أننا ومع وجود الخطر الحقيقي من خارج الكوكب نقوم بتدمير الكوكب بايدينا. فنحن نستنفذ الازون ونزيد من حرارة الكوكب. إننا نقتل الكوكب بأيدينا. هنا يقوم الكاتب بمزج جميل بين معلومات عن كواكب المجموعة الشمسية ورحلات الفضاء الاستكشافية و المشاكل الانسانية المتعلقة بالارض والمجتمعات البشرية بالاضافة الى الاخطار الحقيقة التي تتربصنا من الفضاء ألا وهي المذنبات وكيف نقوم بحمايت عالمنا منها أو حتى نقوم باستغلالها بالطرقية الامثل. في الفصل الاخير من هذا الجزء يناقش الكاتب عدم سوء استعمال التكنولوجيا المتقدمة والإستكشافات الفضائية. هذا الجزء من الكتاب كما قلت سابقا مزج بين الحقائق العلمية والرأي الشخصي بأسلوب جميل وممتع جداً.
الجزء الاخير من الكتاب والذي يحوي اربع فصول يتكلم بتفائل كبير بل وبخيال طفولي - لا يوافقه حقيقة أن الكاتب عالم وليس شاعر- عن امكانية استصلاح ان صح التعبير الكواكب الثمانية المجاورة للارض لتكون مناسبة للحياة. بل وصل تفكير الكاتب الى استخدام المذنبات والكواكب السيارة كسكنى للبشر. اعتقد أن هذا شيئ سبه مستحيل لما يحمله البشرمن رغبة في الحصول على الجزء الاكبر من أي شي. كوكب الارض لم يكفهم فهل سيكفيهم كويكب سيار ان امكن استخدامه؟ ثم تطرق لمسألة الحيوات الذكية في الكواكب الاخرى وأستخدام موجات الرديو للبحث عنها.
هذا الكتاب ممتع جدا رغم ما يحمله من تناقضات غريبة بين العلم وأحلام اليقظة والخيال الشاعري، كما أنه يملك الغرابه في تفاوت المعلومة من رأي شخصي وحقيقة علمية مكتشفة وثوابت كونية مسلمة. رغم اختلافي مع الكاتب في بعض نقاط الكتاب إلا أن هذا الكتاب وبحق يستحق أن يكون جوهره كتب علم الفلك.

إعداد هلال بن سالم المعمري، طالب بكلية العلوم في جامعة السلطان قابوس.


فائزة بجائزة مدونة ساعي البريد للقراءة.



هناك تعليقان (2):

  1. تحية طيبة...
    عرض ممتع ومختصر لكتاب قيم...تمنياتنا الدائمة بالاستمرارية والنمو والابداع...
    دمت بود..

    ردحذف
  2. أحببت هذا الكتاب ... قراته باللغة الانجليزية ووجدته رائعا...
    عرض رائع

    ردحذف