الأحد، 27 نوفمبر 2011

جائزة أبو القاسم الشابي في دورتها الخامسة والعشرين

افتتاح الدورة الخامسة والعشرين لجائزة أبو القاسم الشابي لسنة2011 الخاصة بفن الشعر، والتي تقدر قيمتها بعشرة آلاف دينار تونسي.شروط الترشح للجائزة تتمثل في أن يكون العمل المرشح مجموعة شعرية أو ديوان شعر محررًا باللغة العربية الفصحى، وأن يكون منشوراً للمرة الاولى فى طبعته الأولى وصادرًا فى الفترة ما بين 16 تشرين الاول 2009 و30 حزيران 2012.وأن يحمل العمل المرشح اسم ناشره وسنة نشره وجوباً، وأن يرسله صاحبه عن طريق البريد في خمسة نظائر مطبوعة ومرفقة وجوباً، بطلب ترشحه محرر بخط واضح مع نبذة مختصرة من سيرته الأدبية، على ألا يكون العمل المرشح قد حاز به مؤلفه من قبل على أي جائزة أو شارك به جزئيا أو كليًا في دورة سابقة لجائزة "أبو القاسم الشابي".وأن يذكر صاحب العمل المرشح عنوانه ووسائل الاتصال به بخط واضح جدًا، ولن تقبل إدارة الجائزة العمل المرشح مباشرة من الشاعر أو من غيره، على أن آخر موعد لقبول الترشحات يوم 30 حزيران 2012 بشهادة ختم البريد، ولن تعود الأعمال المرشحة إلى أصحابها.وترسل الأعمال إلى جائزة "أبو القاسم الشابي"، الدورة الخامسة والعشرون، وزارة الثقافة القصبة - تونس 1030
العنوان :8، نهج 2 مارس 1934، القصبة - 1006 تونس الهاتف :(+216) 71 563 006الفاكس :(+216) 71574580 ، 71563816 ، 71560832

الأحد، 13 نوفمبر 2011

مفاجآت بين الصفحات




تعرفت مؤخرا على موقعين في الانترنت، الأول بعنوان " عثر عليها داخل كتاب" والثاني بعنوان " أشياء عثر عليها داخل الكتب"، يتطرق كلا الموقعين إلى موضوع الأشياء التي قد نحتفظ بها داخل الكتب وننساها أو نتركها وقد تكون هذه الأشياء مجرد أوراق عليها ملاحظات أو بطاقات بريدية أو بعض القطع النقدية أو رسائل أو تذكرة سفر وأحيانا تكون أشياء ثمينة مثل مبلغ كبير من المال أو خاتم ذهبي صغير أو وثيقة زواج وغير ذلك..
هناك نوع من الغرابة والطرافة في هذا الموضوع وقد ذكرني بالكتب التي قدمها لي أخي بعد زواجه، كانت كمية لا بأس بها وعندما بدأت في قراءة هذه الكتب عثرت في إحدى المرات على ورقة فيها ملاحظات كما عثرت على بطاقة بريدية قديمة أرسلها أحد أصدقاء أخي إليه وعندما عثرت على هذه البطاقة كانت أختي الكبيرة معي وأذكرها وهي تصيح مندهشة!: "ياه هذه البطاقة من فلان يا ترى أين هو الآن؟"
كذلك تذكرت رسالة وصلتني من صديق استرالي عزيز وتركتها بين صفحات كتاب تاريخي قديم ونسيتها هناك لثلاث سنوات وربما أكثر من ذلك وفي إحدى المرات اشتريت كتابا من مكتبة قديمة وعثرت بداخلها على رسالة ولا أذكر بالتحديد إلى أي سنة يعود تاريخها؟
المهم أترككم مع هذين الموقعين ويبدو أن هناك أكثر من موقع مهتم بهذا الأمر وأرجو أن لا تنسوا أشيائكم بين صفحات الكتب.

http://www.abebooks.com/docs/Community/Featured/found-in-books.shtml

http://www.foundinabook.com/

السبت، 12 نوفمبر 2011

العدد 20 من مجلة " مجرة "الإبداعية والنقدية













نزل مؤخرا إلى المكتبات المغربية العدد العشرون من مجلة " مجرة " التي تصدرها دار البوكيلي للطباعة والنشر بالقنيطرة / المغرب. وعلى عادتها في كل عدد، خصصت المجلة في هذا العدد ملفا مخصوصا بالشعر، تحت عنوان ( تجارب شعرية ).
ولعل الدافع لاختيار هذا الملف الآن، يكمن في ملاحظة الوضعية القلقة لحركة الشعر العربي الحالية، فقد سطرت هيئة تحرير المجلة في ( كلمة العدد )، مجموعة من الإكراهات التي واجهته خلال السنوات الأخيرة، بما فيها المشاغل اليومية والاهتمامات المستجدة المتعددة في الفن والأدب والثقافة والحياة، وكذا التحولات الهائلة المستحدثة في الإعلام والتواصل والذهنية والمفاهيم، فضلا عن رحيل فحول الشعر الحقيقيين الأصلاء، مقابل ركوب كثير من الأقلام المتسرعة غير الموهوبة لموجة الشعر المتهافتة، مما ضيق حلقة تلقي هذا الجنس الأدبي الشفاف. وقد خلصت ( كلمة العدد ) أمام هذه الإكراهات، إلى سؤال مصيري يهم وضعية الشعر العربي الذي كف عن أن يظل ( ديوان العرب )، كالتالي: هل الشعر في حاجة ملحة إلى حركة من الإشراق والانبعاث جديدة، تعيد إليه الروح والحيوية وعمق التأثير، على أن يفهم شعراء المرحلة طبيعة عالمنا الجديد، ويسترفدوه في تجاوز نحو آفاق استشرافية تنبؤية، برؤى أكثر غنى وسموا وعمقا، من غير التضحية بقيم الإبداع الشعري الأساسية؟.
وقد دعت المجلة الجميع إلى مشاركتها في المساهمة بالبحث الجدي عن سبل تخليص الشعر العربي من أزمته هذه بقولها: (( وهي محاولة نعتبرها نقطة في بحر هذه المعضلة، على أمل أن تليها زخة من أمثال أمثالها، تكون نهرا على الأقل، إن لم تكن بحرا تسافر فيه سفينة الشعر على ما يرام، وبالطبع فإن الجميع مدعو للمشاركة في مناقشة الظاهرة للخروج بالشعر من النفق الضيق الذي حشر فيه)).
وقد توزع ملف العدد على قسمين اثنين رئيسين، أولهما خصص للدراسات النظرية والتطبيقية في الموضوع، لكل من د. أحمد حاافظ ، د. محمد المسعودي، د. أحمد زنيبر، د. عبد اللطيف الزكري، د. حسن لشكر، ذ. خديجة الزيغيغي، إلى جانب حوار حول الموضوع مع د. عيسى بوحمالة أجراه معه ذ. محمد العناز.
في حين احتوى القسم الثاني على النصوص الشعرية لشعراء من المغرب والعالم العربي، وهم : أحمد حافظ، عبد الله المتقي، أحمد زنيبر، محمد العناز ( المغرب)، و فاطمة بن محمود ( تونس )، محمد المطرود ( سوريا )، نجاة ياسين ( بروكسيل )، يوسف الأزرق، إضافة إلى قصائد عالمية لكل من بول أنكا ( أمريكا )، بول إيلوار ( فرنسا )، نيلس هاو ( الدانمارك )، قام بترجمتها ذ. محمد سعيد الريحاني.
وأما الركن الثابت في المجلة ( مشارف )، فقد اشتمل على النوافذ المعتادة التالية:


مكتبة : خطاب ربات الخدور: مقاربة في القول النسائي العربي والمغربي


تأليف: د. زهور كرام / قراءة: د. مصطفى يعلى


مفاهيم: الاستيطيقا : الخلفية النظرية والابستمولوجية للتجريب، د. مريم دمنوتي.


إبداع: رحلتي إلى القبر، قصة قصيرة لعادل سالم.


ذاكرة: لقاء، قصيدة للشاعر المغربي الراحل محمد الخمار.


أخبار الثقافة والأدب: فعاليات ثقافية ـ إصدارات في الإبداع والدراسات الأدبية ـ رحيل .


محطة: د. محمد أنقار الباحث والإنسان، د. مصطفى يعلى.


وعلى عادة المجلة في تكريم الكتاب المغاربة الأحياء والأموات، بنشر صورهم وسيرهم الذاتية، تصدرت العدد صورة وترجمة الراحل عميد البااحثين المغاربة في المخطوطات، الأستاذ العلامة محمد المنوني رحمه الله. بينما زينت الورقة الأخيرة المخصصة للأحياء، بصورة وترجمة الكاتب والمذيع والصحفي اللامع خالد مشبال، أطال الله عمره.
وهكذا رغم كل الإكراهات القاسية والمعوقات المميتة، تعاند هذه المجلة وتغالب كل عوامل التثبيط، داخل مناخ آخر ما يفكر فيه هو الفعل الثقافي.










الثلاثاء، 8 نوفمبر 2011

شَمالُ القلب

شعر: دلشا يوسف

ترجمة: صلاح برواري




دلشا يوسف، شاعِرةٌ واعِدة، تعِدُ بالكثيرِ الجميل. تحمِلُ نِرجِسَةَ شِعرِها؛ لتزرَعَها في شَمالِ قلبِ الشِعرِ الكردي!.

شمسُ شِعرٍ أشرَقَت مِن غربِ كردستان، لتقولَ لبناتِ جنسِها، وبغرورٍ أنثويٍّ طاغٍ، مُدعمٍ بجمالٍ في الشكلِ والعَقل، في الخَلق والخُلُق: "هيا... احلبنَ ضُروعَ قصائدي، لتشربنَ لَبَناً رَقراقاً نَميرا "!.

تحملُ خَيمةَ شِعرها في قلبِها، كأميرةٍ مُرتَحِلة، متسلِّقةً أمنعَ صُرود كردستان1؛ لتنصبَها في قلبِ مصيف "فَراشين"، صارخةً بلَوعةٍ: "أين أنتَ يا " جَمبَلي"، يا ابنَ أميرِ هَكاري؟، أنا معشوقتُكَ "بنَفشا نارين"... أنا أميرةُ شِعرٍ؛ فانزَع طاقيتَكَ إجلالاً"!.2

القصائدُ التالية تَشي بالكثير، وتقولُ الكثير. لها رائحةُ الأرضِ بعد سقوطِ المطَر، مِن بعدِ طولِ احتباس، وأريجِ أزهارِ الأُقحُوان، وبَهاءِ القَراصِيا الجبليّةِ في أوّلِ تفتُّحِها.3 إنها باقةُ أزهارِ بَنَفسَجٍ، مُستَلَّة من ديوانٍ شِعريٍّ لها، مُعَدٍّ للطبع بعنوان "شَمالُ القلب".


شَمالُ القلب

شَمالُ قلبي... هُوَ

في عينيهِ...

أُرَوِّبُ

عَسَلَ مُرارِ الحُبِّ.4

شمعَتي هو

في كلِّ ليلة

حينَ تكونُ أماسي الوحدةِ

مُلتقاي.

ذات يومٍ...في غُرَّةِ الخريف 5

وقد نَدِيَتِ الأرضُ بالرِّهمَةِ 6

أضَعتُهُ...

دونَ وَداعٍ،

هُناكَ...

في شَمالِ القَلْب!.



فَوَران

فَقاقيعُ غَلَيانِ قلبي

صامِتَة...

كقَهوَةٍ في رَكوَة!.

فوقَ جَمْرِ

وَقُودِ عِشقِكَ

أفورُ... أفور

أتكثَّفُ... وأتكثَّف!.

لا أعرِفُ

في أيِّ فَصلٍ

ستُغادِرُ قِطارَ

أحلامِ يَقْظَتِكَ؟

وتحلُّ ضيفاً

على صَرحِكَ المُنِيف!؟

أُركُن

قُربَ جَمْرِكَ

واستَحِلْ فِنجاناً

كَي أفورَ إلَيكْ!.


قَوسُ قُزَح

كالمَطَرِ...

سأهدُّ حيطانَكَ الطينية

على قدِّكَ وقامَتِكَ!

لأُشيِّدَ محلَّها

لهذا القلب،

قصوراً مِن العِشق.

ومِن السّماءِ

سأسرُقُ

قَوْسَ قُزَحٍ

أُزَيِّنُ بهِ قَدِّي وقامَتي!.


القلب

جَرَّةٌ مِن مشاعِر

تُشوى في فُرْنِ الحياة!.

بابُهُ

مفتوحٌ على مِصراعَيهِ.

حارسُهُ

مِنهُ... وفيهِ

لكنَّهُ...

لا يُصبِحُ مَفرَشاً

لأيِّ ضَيف!.


القُطبُ الآخَر

حينَ كُنتُ كنَهرٍ

أسيرُ عكسَ البوصَلة

كُنتَ أنتْ...

تُشَيِّدُ لنفسِكَ قِبلَةً!.

حينَ كانتِ الشَّمسُ

ترتفِعُ مِن مَشْرِقي

كنتَ أنتْ ....في الغَرب

تنصبُ الفِخاخَ

أمامَ الأماني!.

ألَم تكُن أنتْ

حينَ تصادَفنا

عندَ نجمِ سُهَيل؟7

وعلى مُفتَرَقِ

دَرْبِ التَبّانةِ 8

كُنتَ تُلَملِمُ النُجومَ المتساقطة!.

متى ستبلغُ الفِطامَ

وتدَع شَمشَمَةَ تَلابيبِي؟.

لَن نَنهَمِرَ معاً،

ما لَم تَستَحِل أنتَ...قُطباً آخَر!.


رغبة

أتعرفون

متى أفطمُ عن الشِعر؟

عندما تستحيلُ المسافة

بين الحقيقةِ والرغبة

الى خاتمٍ

أُلبِِسهُ إصبعَ يسارِ القلب!.

* * *

أتعرفون

متى أُصبِحُ إلهةً؟

عندما أجري كنهرٍ

دونَ خُلْجان

في صحراءِ الرَّغبة!.

* * *

أتعرفون متى أفنى؟

عندما أستحيلُ سماءً

تساقطت نجومُها

و ينتحرُ عُشّاقي

بِمَشنَقَةِ القَدَر!.


نِبراس

عزيزي...

حين أكونُ

في أوجِ خصامي معك

تيقَّن عندها

أنني...

في أوجي حبي لك.

حبُّكَ...

نِبْراسٌ

يضيءُ الزوايا العاتِمة

في قلبي،

نبعٌ متدفّقٌ

في أحشائي

يُزهرُ

صحاريَّ الموحشة.

* * *

في الحبّ...

لا خصامَ

لا تحتَ ولا فوق

لا حدودَ

لا أنا ولا أنتْ

في الحبّ...

الأكاذيبُ أيضاً تُصبِحُ حقائقَ

عندها...

سأكذبُ عليكَ

كذبةً كبيرة

إني أُحِـ...بُّكَ !.


وحيدةٌ...أنا

شيطانُ اللّوعةِ

يعتلي قصائدي...أحياناً

و يقودني

صوبَ ضِفافِكَ.

حين التطمُ كموجةٍ

بجلاميدِ شُطآنِكَ

أعرفُ حينَها

أني لم أتزحزح بَعدُ

عن مكاني!.

البَوْنُ الشاسِعُ

بيني وبينك

يمتدُّ أكثرَ ... فأكثر

وحيدةٌ أنا... وحيدة

كالوحدةِ نفسِها،

لا أستحيلُ سماءً صحواً

بحرٌ هائجٌ أنا

لا تستكينُ أمواجي

في مَدّي وفي جَزري.

لا معنى للسعادةِ عندي

ما لم ترسُ سفينتي

المُنْهَكَة

في مَرسى عينيكَ.

------------------------

1- الصُرود: الأماكن الأكثر ارتفاعاً وبرودةً في الجبال. 2- فَراشين: مصيف جبلي شهير في إقليم هَكاري بشمال كردستان، يمتاز ببرودته البالغة في فصل الصيف. وهو موطن الأمير الوسيم (جَمبَلي)، ابن أمير هكاري، ومعشوقتهِ الحسناء (بنَفشا نارين- أي البنفسَجَةُ البهيّة)، وهما بطَلا قصة العشق الشهيرة في التراث الفولكلوري الكردي (جمبلي وبنفش). و(جَمبَلي) هو ذَكَرُ زهرةِ البَنَفسَج، ويسمى بالعربية "بنفسج الثالوث" الكبير الأزهار، و(بنَفش) هي البَنَفسَجَة. و(بنفسج) هي كلمة كردية- فارسية مُعرَّبة. 3- القَراصِيا أو القَراسِيا: شجرة مثمرة من فصيلة الوَرْدِيّات، ثمارُها صغيرة ضاربة إلى السّواد، تسمى بالكردية (هَلهَلوك أو بَلالوك). و(القراصيا- وهي كلمة يونانية معرَّبة) هي كَرَزٌ بَريٌّ ناعم. و(الكرز) أيضاً كلمة يونانية معرَّبة. 4- المُرار: نباتٌ يُعرَف أيضاً بـ(المُرَّير)، إذا أكلته الدواب قَلُصَت مَشافِرُها؛ فبدَت أسنانُها. يسمى بالكردية (تَهليشك). 5- غُرَّةُ الخريف: مطلع أو تباشير الخريف.6- الرِّهمَة: المطر الخفيف الدائم.7- سُهَيل: نجمٌ بهيّ يطلع في أواخر القيظ، يسمى بالكردية (كلاويز).8- درب التَبّانة: مَجَرَّة. وهي كلمة عاميّة، تقابلها في الكردية كلمة (كادز).