الاثنين، 18 أبريل 2011

يحدث مع الكتب


تحدث الكثير من الصدف والمفارقات العجيبة عندما يعير أحدهم كتابا أو يستعيره من شخص آخر، أتذكر بأنني استعرت كتابا من أحد أعمامي قبل أكثر من 25 سنة وكان من الكتب الفضل لديه وعنوانه " قصص الأنبياء"، في طفولتي كنت أحب الاستماع إلى عمي وهو يقرأ منه بعض الصفحات وخاصة قصة العبد الصالح ذو القرنين. في إحدى المرات طلبت منه استعارة هذا الكتاب فوافق بصعوبة كبيرة وبعد أسابيع من المحاولة- ربما كان يشعر بأن الكتاب لن يعود إليه- بقي الكتاب معي لسنوات طويلة وقد سألني عنه في بعض المرات. كان الكتاب في حالة صعبة وأوراقه مصفرة وقديمة وقد أصبحت حالته أصعب مع مرور كل تلك السنوات، مؤخرا قمت بدعوة العم جعفر لتناول الغداء في بيتي الجديد، لا أدري ما الذي ذكرني بذلك الكتاب القديم؟ فبعد الانتهاء من الوجبة جلبته له وعندما رأيت ابتسامته الكبيرة لدى رؤية الكتاب شعرت بأنني مذنب في حق هذا العم الطيب، كان مسرورا كثيرا لرؤيته واخذ يقلب صفحاته بكل هدوء حتى لا تتمزق وقام بإعادة فتات بعض الصفحات إلى الكيس الذي وضعت فيه الكتاب الذي أصابه الوهن والضعف، طلبت منه أن يقرأ علينا إحدى القصص فأخبرني بأنه لا يستطيع القراءة مثل السابق بسبب ضعف بصره ورفض استرجاع الكتاب وأعاده لي.

أشعر بأنه ما كان علي أن اكتنز أو احتجز هذا الكتاب لنفسي فقط فكل قارئ ومالك للكتب عليه مسؤولية كبيرة تجاه نشر المعرفة في المجتمع بعدة أشكال وصور وهناك مبادرات قرائية متميزة في كل مكان وعلينا أن نقتدي بها.
لا اتفق مع العقاد بأن إعارة الكتب وإعادتها عملية غبية وأرى بأنها من مكارم الأخلاق، هناك مواقف أخرى وقعت لبعض الزملاء مع كتبهم إذ أعار أحدهم كتابه لشخص أخر ومرت فترة طويلة ولم يسأل زميلي عن كتابه ووجده بعد سنوات في إحدى معارض الكتب المستعملة وميزه بسرعة لأن توقيعه عليه، زميل أو صديق آخر أعار كتابه أيضا لشخص ووجده بعد سنوات عند صديق آخر، زميل ثالث نسي كتابه في الفندق الذي أقام فيه خارج البلاد ولحسن الحظ البطاقة التي تحمل عنوانه كانت داخل الكتاب فعاد إليه عن طريق البريد الجوي، تقوم أم أحد الزملاء بإخفاء بعض الأوراق النقدية داخل الكتب المهجورة على الأرفف والتي لا يقرأها أو يطلع عليها أحد.
وبعيدا عن مواقف الزملاء والأصدقاء مع الكتب تم اعتقال سيدة أمريكية من ولاية ويسكونسن لتأخرها في إرجاع كتابين وقد تجاهلت 4 إشعارات وصلتها من المكتبة وتم إطلاق سراحها بعد دفع غرامة مقدارها 170 دولاراً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق