الاثنين، 9 أغسطس 2010

كموج البحر: وفي أنفسكم



يحاول العديد من الناس الوصول إلى حلم ما وربما يلتقون بهذا الحلم وقد يعرفونه أو لا يعرفونه فالأمر يعتمد على عدة أمور منها اكتشاف تلك الذات التي انصهرت فيها عوالم كثيرة وتبدأ رحلة البحث عادة خارج الذات وتطول الرحلة وعندما تصل إلى النهاية يعثر الباحث على كنزه داخل ذاته – وفي أنفسكم أفلا تبصرون- كما يكتشف بأنه لم يكن هناك أي حاجة للبحث في الخارج ولكنه أثناء بحثه الخارجي وقبل وصول الرحلة إلى محطتها الأخيرة يلتقي بأناس ويتعرف على تجارب مختلفة تساعده على التخلص من جميع سلبياته التي سببت له الحزن والتعاسة ومنعته من مواصلة أحلامه وتحقيقها.
ونجد هذا البحث يتكرر في مجموعة من الروايات مثل " الخيميائي" لباولو كويلو و" الأمير الصغير" لإكزوبيري وقد حصلت على نسخة من رواية "الوردة المفقودة" للروائي التركي سردار أوزكان ترجمة أنطوان باسيل وإصدار شركة المطبوعات للتوزيع والنشر وتسلك هذه الرواية الدرب نفسه مع اختلاف الحبكة والأسلوب، تتكون الرواية من 3 أجزاء وتبدأ وتنتهي في مدينة أفسس مع هيكل أرطميس ومعبد السيدة العذراء وتجسد هذه المدينة كل من الأنا والروح والعديد من التناقضات كما تدور أحداث الرواية بين ريو دي جانيرو وتركيا وتعيش بطلة الرواية " ديانا" حياتها لتحقيق توقعات وآمال الآخرين وتسعى لكسب رضاهم واهتمامهم ولدى والدة ديانا وجهة نظر مختلفة فعلى الإنسان أن يصبح ذاته وأن يعيش كما ينبغي له أن يعيش لا كما يريد الآخرون وتموت والدتها وتتركها مع مجموعة من الرسائل والمفاجآت منها البحث عن شقيقتها التوأم والاستماع إلى الورود وأن يبحث المرء عن وردته ويكون مسئولا عنها تخرج ماريا من منزلها وتتعرف على الرسام ماتياس والمتسول الذي يقرأ المستقبل ثم تسافر إلى تركيا حيث حديقة الورد وزينب هانم وتتوالى الأحداث فتكتشف ديانا ما ليس متوقعا أن تكتشفه.
استخدم المؤلف أوزكان تقنيات روائية كلاسيكية تعتمد على اليوميات والمذكرات ويرى بعض النقاد بأن هذه التقنيات تضعف البناء السردي وتبعد النص عن التجديد والإبداع ومع ذلك فقد تمت ترجمة هذه الرواية إلى 25 لغة ونالت استحسان الكثير من القراء حول العالم.

بين الأمواج:
" عندما نلمس التراب بأقدامنا الحافية، نظهر للورود أننا نحن أيضا لم ننس التراب"، الوردة المفقودة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق