السبت، 21 يناير 2017

يوسف الشاروني: الأدب العماني لا يصل إلى القارئ



هذا حوار قديم وقصير أجريته مع المرحوم الأستاذ يوسف الشاروني قبل 16 عاما وهنا أعيد نشره من جديد ورحم الله أستاذنا العزيز الشاروني وأسكنه فسيح جناته 





زار الأديب المصري يوسف الشاروني سلطنة عمان لأول مرة في عام 1983م رافقته مجموعة من الكتب لقضاء وقت الفراغ وكان يعتقد في البداية بان السلطنة تعاني من الفراغ الثقافي وتكررت زيارته لها خاصة عندما اكتشف العكس وكانت أخر زيارة له قبل سنة 1992م وها هو يعود مجدد بعد مرور القليل من السنوات  ليشارك في ندوة الأدب العماني الأولى التي احتضنتها جامعة السلطان قابوس،عاد وحصيلة جهوده البحثية في مجال الأدب العماني تقول: الأدب العماني لا يصل إلى القارئ وكيف نبحث عنه بين معارض الكتب ودور النشر؟! وأسئلة عديدة تثير الشجون بداخله،كما قدم الشاروني محاضرة بعنوان ثقافة الطفل وأثرها في المجتمع وذلك ضمن فعاليات معرض مسقط الدولي الخامس للكتاب وقد التقيت به وهو يستعد لمغادرة الجامعة وحقائبه جاهزة وأجريت هذا الحوار معه أُثناء جولتنا السريعة من مبنى إدارة الجامعة إلى بنك مسقط فالعودة من جديد إلى مبنى الإدارة، وعن بداية احتكاكه بالأدب العماني يقول الأديب يوسف الشاروني: اعتقدت  أن هناك فراغا ثقافيا في هذا البلد ولكنني كنت مخطئا حيث وقفت أمام مكتبة أدبية غنية، مكتبة مصدرها الفقهاء والعلماء والمؤرخين والشعراء والأدباء، كنز قديم عثرت عليه أعاد إلي شبابي حيث كنت متخما بالقراءة ولم تكن لدي الرغبة في الحصول على الجديد ولكن هذه الرغبة ماتت وحلت محلها رغبة جديدة. ووصف الأدب العماني بأن له خصوصية تميزه عن غيره ويقول حول ذلك: الكثير من الناس يعتقدون أن القول بخصوصية الأدب العماني هي مجاملة من قبل كل من يعشق الأدب العماني ولكن هذه ليست مجاملة بل هي الحقيقة إنني اشعر بالفخر كوني المتحدث الوحيد عن الأدب العماني في مؤتمر الرواية العربية عام 1998 بمصر وقرأت كتاب الدكتور حسن فوزي بعنوان (حديث السندباد القديم) ورجعت إلى قائمة المصادر في الكتاب فوجدت بعض العناوين التي تتحدث عن الملاحة في المحيط الهندي وبحر العرب وكانت هناك إشارات واضحة عن تاريخ سلطنة عمان. وفي أوائل الثمانينيات كنت في جامعة لايدن الهولندية وهي من أشهر الجامعات التي تدرس الاستشراق ووجدت مخطوطين عن سلطنة عمان وقمت بتحقيق هذين المخطوطين وبعد زيارتي للسلطنة مع التعرف على المناخ الأدبي قمت بعمل دراسة عن الأدب العماني: الشعر والقصة والرواية . كما قمت بتسجيل بعض القصص الشعبية التي يرويها كبار السن وتتضمن جوانب فلسفية وأسطورية جميلة أحسست أنه لابد من الحفاظ على هذه القصص خاصة بعد موت العديد من الأشخاص الذين يحفظونها عن ظهر قلب، وحدثنا الشاروني عن القصة العمانية قائلا: بالإمكان التعرف عليها فهي تأخذ أحيانا السمات الخليجية وتتلون بالألفاظ والمصطلحات العمانية فجوهرها ومضمونها عماني محلي تمتد جذوره في البيئة العمانية ولكن مصدر الأسلوب يعتمد على القصص العربية السابقة والقصص العالمية وفي السياق ذاته يحدثنا الأستاذ الشاروني عن الرواية العمانية: تعتمد الرواية على أربعة محاور أساسية هي القفزة الحضارية بإيجابياتها وسلبياتها وتشترك فيها جميع دول الخليج، والمحور الثاني هو الوافد الآسيوي الذي يقف الروائي ضده دائما بعكس الروائي في بقية الدول الخليجية كما أن الأمور الروحانية والغيبيات والسحر كل هذه العناصر موجودة في الرواية وهي مستمدة من البيئة المحلية ففي رواية المعلم عبد الرزاق لسعود المظفر يمكنك ملاحظة ذلك وهناك فريق يؤمن بهذه الغيبيات وآخر يريد إلغاءها، والمحور الأخير إنساني مرتبط بالحب والفن. ويجيب على سؤال حول علاقة الأدب العماني بالمدارس الأدبية قائلا: كان الأسلوب الواقعي هو السائد في البداية في الرواية والقصة والشعر وانتقل الشعر إلى مرحلة الحداثة ولحقت به القصة ولكنني لا أحب القصص الغامضة فالكثير من الأدباء يستخدمون الأساليب الغامضة وطريقة الألغاز وبعض هذه القصص يأخذ شكل الخاطرة وعندما تخبر كاتبها بأنها كذلك يشعر بالاستياء منك وهذا الأمر لا أؤمن به، الأدب يجب أن يكون كشعرة معاوية إذا شدها الناس أرخاها الكاتب لا تنقطع الشعرة فلا تنقطع الصلة بين الكاتب والقارئ.
وأغلق الوقت بابه في وجه الأسئلة وفي نهاية حديثه أكد الأديب المصري يوسف الشاروني على مسألة ايصال الأدب العماني إلى القارئ بشتى الطرق الوسائل. 


هناك تعليق واحد:

  1. قدم شركة شام المثاليه بالدمام لعملائها الكرام افضل خدمه لمكافحة الحشرات ولكى تضمن القضاء عليها اطلب شركة مكافحة حشرات بالدمام لدينا فريق عمل مدرب ومتخصص فى هذا المجال نلتزم بالمواعيد والضمانات ونعمل باقل الاسعار ...نحن بجوارك دائما

    ردحذف