الثلاثاء، 29 مايو 2012

مُنادمَة النص



على العتبة الثانية {ص9} من السرنمات ـــ وهي أقاصيص لوليد النبهاني ،صادرة عن دار الانتشار العربي ببيروت ـ الطبعة الأولى 2012. ـــ وشاح نص
من ألف ليلة وليلة ،النص برهان جمالي على تجذر القصة الومضة ،والقصة القصيرة جدا في الموروث الأدبي ، وتنزيه الحكي وثمار الإبداع عن أكف السوقة والرعاع،وتشبيه قراء السرنمات بالأمراء والملوك والمفسرين ..وهي دعوة وتحية سيردها المتلقي بأحسن منها لا ريب .
في الصفحة 11 نكهة خليجية فاتنة ،تفتق الجمال من دلالة الكلمة في اقترانها بغنج العباءة السوداء وسحرها ،الحكاية تمارس دلالها هي الأخرى ،فهي عزيزة وقد قبِلَ المملوك الشروط ، تتقوى تلك النكهة بلعبة {الحبوة /ص 15 } و{ فلج /ص 31 }.
تعتمد السرنمات على ذكاء حَكَّاء يجد أسرارا عجيبة بين المتنافرات ،فيغمر الحبكة بالفكر والقلق المتحرك ،المتسائل ،وبالمفارقات المدهشة ، وبانتقادات لاذعة رامزة لكل سلطة تقيد ...
ويتقن وليد النبهاني لعبة المحو الكاتب والنفي المثبت / على مثال قول الشاعر المغربي محمد السرغيني: سأثبت أن نفي النفي إثبات / { ساموراي ص26 } إن الخيال يتحرك حرا في فضاء النص ، يلجه ويبيض فيه بيضته الذهبية ...
إذا كانت السرنمة نشاطا يهدف إلى إشباع رغبة أو تفريج توتر ،فإن محكيات وليد النبهاني غنائم مذهلة ،تشعل بإيحاءاتها رغبات جديدة وتوقد توترا جماليا ماتعا ...

حاور السرنمات : الشاعر أمجد مجدوب رشيد
25 ماي 2012 بقرية السنابل


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق