الأربعاء، 23 فبراير 2011

راقب وسجل






يستقطبني كثيرا النقاش الذي يشتمل على معلومات قيمة ومفيدة حول الكتب والمؤلفين فالشخص المتعلم الذي لا يقرأ لا يوجد بينه وبين الجاهل فرق كبير والحمد لله ما يزال هناك فئة طيبة في المجتمع تحاول أن تثقف نفسها من خلال القراءة وتسعى من أجل اللحاق بقافلة الحياة التي تتحرك بسرعة ضمن عالم كبير فيه العديد من مصادر المعرفة والثقافة ففي كل مرة هناك أبواب معرفية جديدة تظهر أمامنا.
مؤخرا تردد على سمعي اسم مهاتير محمد والكتاب الذي يتناول سيرته الذاتية وسمعت الصديق يصف هذه السيرة بالمدهشة والرائعة فطلبت منه استعارة هذا الكتاب وقبل أن يصل إلي قررت الغوص في بحر المصادر الأخرى لعلي أعثر على الأقل على لؤلؤة واحدة بين السطور،قدم لي محرك البحث "جوجل" الكثير من المعلومات القيمة عن هذا الرجل الذي تولى منصب رئيس وزراء ماليزيا لمدة طويلة ويعد من أكثر القادة تأثيرا في قارة آسيا ويمكن لأي قارئ أن يطلع على هذه المعلومات في أي وقت يشاء ولكن استوقفني كثيرا مقال الكاتب المصري كريم الشاذلي عن هذا الرجل وعنوانه: "راقبهم تغنم"، جاء فيه بأن أحدهم سأل مهاتير عن الطريقة التي استخدمها في إحداث نهضة شاملة في بلاده خلال زمن قياسي وكان جوابه: " لا شيء، إنها المراقبة والتسجيل! فقط كان معي دفتر صغير في جيبي، وكلما ذهبت إلى مكان فيه شيء أعجبني كنت أكتب ملاحظاتي عنه في هذا الدفتر".
إن المرافبة وتسجيل الملاحظات عادت عليه وعلى وطنه بفائدة كبيرة كما إن هذا السلوك سمة من سمات الناجحين والمتفوقين في دنيا العلم والعمل وفي هذا السلوك أيضا احترام للطرف الأخر وتقدير لفئات من البشر من ثقافات وأديان متنوعة.
ومع الأسف فهناك فئة تقلد غيرها بطريقة عمياء بحيث تنغمس في الشخصيات الأخرى وتفقد هويتها الأساسية واستقلاليتها وربما لا تفرق بين الإيجابيات والسلبيات وهي تحاول محاكاة الغير وهنيئا لكل من اتعظ بغيره وأخذ منه الأشياء الجيدة وترك السيئة.










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق