في هذه
الأيام يعيش مجموعة كبيرة من الطلاب الجدد تجربة مختلفة وهم يخطون خطواتهم الأولى
في ممرات وأروقة جامعة السلطان قابوس بأمل وعزيمة الشباب وترسم خطواتهم الكثير من الآمال
والأحلام وهناك احساس بالفرحة يرافقه شعور بالخوف من القادم أو المجهول وهذا أمر
طبيعي يحدث مع العديد منا خاصة عندما ننتقل من مرحلة إلى أخرى. وقد سمعت وقرأت عن
طقوس وعادات يمارسها الطلاب القدامى لاستقبال الجدد في بعض الجامعات العربية
والأجنبية إذ يطلق على الطالب الجديد لقب "سنفور" ويكون فريسة سهلة
للعديد من المقالب والمواقف العجيبة بسبب جهله وعدم معرفته لبعض الأمور، فتجد
الطالب الجديد تائها بين مكان قاعة المحاضرات ومكان المكتبة أو أي مركز أخر ولديه
بعض الصعوبات في التكيف وتجده وجها لوجه أمام مواقف الطلبة القدامى وتأتي على شكل
مزاح ثقيل أو بعض التصرفات الساخرة التي تتستر خلف ستار خفة الدم أو الظل ومنها ما
يؤثر على دافعية الطالب الجديد للأقبال على الدراسة والمشاركة في الأنشطة الثقافية
والترفيهية، شخصيا لم أعش مثل هذه التجارب في سنتي الأولى ولم أسمع الكثير عنها في
جامعتنا على مر السنوات، وبالنسبة لي فقد مرت 18 عشرة سنة على تلك الخطوات الجميلة
والرائعة وبكل تأكيد حدت بعض التغيير لأنه من جيل إلى جيل هناك العديد من
الاختلافات والفروق على مستوى فردي وجماعي، ومن الأمور الشائعة أو المتكررة كل سنة عدم معرفة الطلاب للأماكن
ودخولهم لأماكن غير مخصصة لهم بالخطأ، وعدم الاستعانة بالخرائط المقدمة لهم بحجة
أنها غير واضحة وطلاسمها صعبة، ومنهم من يصل إلى محاضرته قبل موعدها بساعات ويعتقد
بأنه متأخر كثيرا وقد تصدر من البعض أفعال طريفة أو مضحكة عن غير قصد، كما يعتقد
البعض منهم بأنهم غير مرتبطين بأي مسؤوليات خاصة بعد اجتيازهم لمرحلة دراسية صعبة
اجتهدوا فيها للوصول إلى هذه المرحلة، وأرى بأنه لا داعي لأي خوف أو ارتباك فاليوم
الأول في الجامعة صفحة بيضاء يجب أن نسجل عليها أجمل وأروع الذكريات وخاصة بأن
أياما مثل هذه لا تمر علينا كل يوم والحياة الجامعية حلوة رغم أنف الصعاب
والتحديات فهي تفتح لنا أبوابا ونوافذ واسعة وثرية ومتنوعة لنحقق من خلالها
أهدافنا وطموحاتنا.
من مقالي المنشور في المسار بتاريخ 30 أغسطس 2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق